&فجأة ..انتفض فنانون ومتطوعون شباب ضد الاهمال الحكومي لمسرح الرشيد &ببغداد وقرروا اعادته الى الحياة بعد 13 عاما من الموت والخراب &والوعود الحكومية التي لم تتحقق .
&
& & & تحت عنوان (المسرح حياة) اقتحم &فنانون و متطوعون شباب واعلاميون عراقيون مبنى مسرح الرشيد ببغداد المغلق والخرب للقيام بحملة تنظيف وتأهيل من اجل اعادة الحياة لهذا الصرح الثقافي والفني بعد اكثر من عقد على اهماله، ومع توالي الايام كان هناك عمل و ضيوف و فرح &وجهود استثنائية راحت تزيل النفايات وتصلح الخراب وتنظف التراكمات التي اصبحت جزء من هيكلية قاعة المسرح وخشبته واركانه وجدرانه على مدى 13 عاما بعد ان تعرضت البناية الخاصة بدائرة السينما والمسرح الى السلب والنهب ومن الحرق الذي لم يبق سوى الهياكل الحديدية ، وسرعان ما بدأ الحماس ينتشر والتشجيع يتصاعد واعداد المتطوعين تتزايد ، فيما زار المكان فنانون كبار مثل سامي عبد الحميد وقاسم الملاك والمايسترو كريم وصفي الذي وجد نفسه يؤدي التحية للمسرح وللشباب فعزف مقطوعة تعبيرا عن فرحه ايضا ، كما زار المكان وزير الشباب والرياضة عبد الحسين عبطان ومدير المسارح في دائرة السينما والمسرح الفنان غانم حميد والفنان د مناضل داود والفنان رائد محسن والفنان د. أحمد شرجي والمخرج قاسم السومري وكذلك المطرب حسن بريسم والعديد من الاعلاميين .
&
&ضوء الفكرة&
& &بدأت الفكرة من الشعور باليأس للكثير من الفنانين الذين لم يجدوا من الحكومات المتعاقبة اذنا صاغية لطلباتهم وتمنياتهم باعادة اعمار مسرح الرشيد الذي يعد واحدا من افضل واكبر مسرحين في العراق ، وكانوا لا يحصلون الا على وعود كاذبة ، فما كان من البعض من الفنانين الا ان يقيموا وقفة احتجاجية جمعوا خلالها تواقيع ٢٣٢ فنانا لاعاده اعمار المسرح ، لكن المبادرة لم تلق نجاحا الى ان تبناها من جديد الفنان علاوي حسين الذي قرر ان يركز كل جهوده لها فعرض الفكرة على بعض الفنانين الذي شجعوه وعاضدوه ومن ثم جمع تواقيع الفنانين والمثقفين وعرضها على من يهمه الامر فنالت مباركته، &ساعده المخرج احمد حسن موسى في عرض الفكرة على المركز الوطني للعمل التطوعي التابع لوزارة الشباب والرياضة متمثلا بالسيدة ميسون ممنون مديرة المركز ، التي بدورها وجهت الدعوة الى الفرق التطوعية المتصلة بالمركز الوطني وتمت المباشرة للقيام باعادة الحياة لمسرح الرشيد،وكان في مقدمة الفرق التطوعية فريق محبي بغداد متمثل بشبابه الذين كان حضورهم مميزا ومتواصلا .
&
اعمار ما خربه الساسة
& & يقول الفنان علاوي حسين :سبق وأن قرأت خبرا عن بغداد باعتبارها اسوأ عاصمة في العالم، هذا الخبر احزنني كثيرا، ، خبر مؤلم ان تصبح عاصمتك سيئة بنظر العالم، فبدأت أفكر في أن نحدث فعلا كبيرا يثبت للعالم بأن الفنان وجه اخر لبغداد، وجاءتني فكرة تنظيم حملة (المسرح حياة ) لاعادة احياء مسرح الرشيد، فطرحت الفكره على الأصدقاء المسرحين فايدوها وباركها فنانون ومثقفين،وجمعت تواقيع أكثر من 260 فنانا ومثقفا بما فيهم السيد جابر الجابري الوكيل الاقدم لوزارة الثقافة وغانم حميد منير المسارح.
واضاف: بدأت الحملة يوم الأربعاء 7/ 3 / 2016 برفع الانقاض وازالة الاتربة عن المسرح ومرفقاته وتظافرت معنا جهود الأستاذ مجاهد أبو الهيل والسيده النائبة سروة عبد الواحد
&وتابع : انهم فتية آمنوا بالعراق .. وأقسموا ان يسيروا عكس اتجاه الساسة ولهذا هم هبوا ليعمروا خراب الساسة على مدى اكثر من 13 عاما واعادة مسرح الرشيد الى الحياة بعد ان شعرنا باليأس وكنا نشعر بالحزن كلما نظرنا اليه وهو يقف في الفضاء هيكلا فارغا.
وختم بالقول: تحية وانحناءة لمعاول الاصدقاء والزملاء والمتطوعين التي تسعى لصناعة الجمال وتشيع ثقافة العمل التطوعي.وتحية للذين يعملون من احل تنظيف مسرح الرشيد ليعود محتضنا لعروضنا المسرحية .
&
مكب للنفايات .. للاسف
&من جانبه قال المخرج أحمد حسن موسى: لم ننتظر موافقة من احد، انا وعلى مسؤليتي الشخصية باشرت بالتنظيف وبعدها اتصلت بالسيد وكيل وزارة الثقافة فبارك عملنا.
واضاف: هذه البادرة تحسب لحركة الفنانين العراقيين من أجل إعادة إحياء مسرح الرشيد والنهوض به وبمشاركة الفرق التطوعية الشبابية ، بادرة مهمة ستضيف الكثير إلى الثقافة العراقية إذ ما استمرت وصولا إلى النهوض بهذا المسرح وافتتاحه من جديد .
وتابع: يعد مسرح الرشيد صرحا حضاريا عراقيا متميزا يمثل ذاكرة وجدانية وإبداعية و حضارية لعموم المسرحيين العراقيين بل يمثل ذاكرة للفنانين العرب لأنه احتضن الكثير من المهرجانات العربية منها مهرجان بغداد للمسرح العربي ، لذلك كان لابد للفنان العراقي ولهذه النخب الشبابية &من طلاب الجامعات أن تقدم شيئا باتجاه إعادة إعماره بالحدود الدنيا طبعا.
وختم بالقول :من المؤسف أن يتحول مسرح رائع مثل مسرح الرشيد إلى مكب للنفايات ، نحن بدأنا العمل في المسرح وننتظر من الجهات الرسمية الايعاز إلى إعادة إعماره كله .

واجب وطني&
& & الى ذلك دعا المخرج المسرحي انس عبد الصمد اعضاء واصدقاء فرقته " فرقة مسرح المستحيل" من متدربيين وتقنيين وممثليين وممثلات لدعم مسرح الرشيد وتقديم مشروعه الجديد عليه ،وقال : جهود رائعة من قبل الشباب التطوعي ومراقبة من بعيد لوزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح، فما يحدث قد يكون تكفيرا عن سرقة 600مليار &التي كان الاحدى بها &تعمير هذا الصرح الحضاري، ومن ثم سرقة تخصيصات اعمار المسرح وسرقة الانقاض ورفعها بحجة اعماره ثم صار الهدوء لنكتشف بيع الانقاض وقبض احور رفعها تقدر بـ700مليون
واضاف: انا اثق فقط بالشباب الذي ينظف ولا اثق بوزارة الثقافة التي بددت االاموال وسرقتها دون محاسبة، والاهمال الحكومي يبرره السراق بحجة ان اسم المسرح الرشيد هو لهارون الرشيد ليبرروا سرقاتهم وعدم اعماره بسبب اسمه المسرح
وتابع: اعادة الحياة للمسرح واجب وطني تجاه صرح حضاري مهم همش لفترة طويلة بسبب اسمه، لذلك نحن نساند بقوة هذه المبادرة الكبيرة .
&
ومن المقرر افتتاح المسرح للجمهور في 19 اذار / مارس بعرض مسرحية للمخرج والممثل العراقي الكبير سامي عبد الحميد.
ويعد مسرح الرشيد اهم واكبر المسارح في بغداد، تم افتتاحه عام 1981 بتصميم من احدى الشركات الفرنسية، يتكون مبناه من تسع طبقات وقاعات كبيرة للازياء والاكسسوارات والملابس المخصصة للممثلين ومعدات خاصة بالحيل المسرحية التي تقدم اكثر من مئتين من المؤثرات الصوتية والبصرية ، &فضلا عن قاعته التي تتسع نحو 700 شخص، وقد دمر المبنى بكامله وتعرض للحرق وتحول الى اطلال اثر احداث عام 2003 ، وعانى المبنى وقاعة المسرح من الإهمال طوال السنوات الماضية في ظل وعود حكومية باعماره لم تتحقق .
&