يوم إفترقنا لم نكن ندري،
بأنّا في غد لن نلتقي
وكضفتي نهر تباعد بيننا عُمراً،
مسافات الرحيلْ
لا أفق يعلونا .. ولا جهة تَبِينْ،
ولا تُرى غير النهايات التي سُدت،
علينا .. لا نجاة ولا سبيل
لا مستقر سوى ما خلَّفته الريح
من أثر ..يلوذ بصمته حزني،
الذي أودعته كفيك من زمنٍ تولى
حتى انتهينا ضائعين بلا دليل
وصدى نداء خافت في الروح،
لم يترك لنا من ذكريات الأمس
من أعمارنا غير القليل
...
لم يبق لي بعد الفراق سوى،
إرتجاف القلب،
إما مَرَّ في بالي صدى الذكرى،
وما لم أحصه يوماً على مافات،
من ندم يوزعني على تيه الصحارى،
لاشيء عبر رمالها إلا الصدى عطشاً،
وخلفي أنجمٌ في الأفق أدركها النعاس،
وليس من ضوء يُشِعُ ولا أرى حولي،&
سوى نور ضئيل
فيما الكوابيسُ التي لما تزلْ في الليل،&
تغشاني ويصرخ في براريها إغترابي
لم يبقَ لي إلا إسمها
وسماؤها الزرقاء عن بعد تظللني،
وبسمتها الوضيئة واستدارة وجهها،
في الضوء كيما أستعيد به زماناً،
ضاع من عمري
وقلَّبني على جمرِ الغياب
وأريجُ بَوحِ شِفاهها لكأنه،
قطرُ الندى المحمولِ،
فوق ذرى السحاب
لأقول: من ذا قد يعيد بريقَ،
عينيها اللتين أراهما في الليلِ
قنديلين شعّا بالضياء ولو قليلا
ووميض فِضَتِها لأستهدي بها،
حيناً إذا ما الحزن لازمني طويلاً
فلعل تُسنِدُني يداها بعد هذا العمرِ،
تُدنِيني إلى فردوسها العالي،
وتسرج ظلمتي من ضوء شمعتها،
وتشعل لي فتيلا
لكنني حتى وإن صدقَّت ظني
لابد أرجع ذات يوم ظامئاً
في قبضتيَّ الريح تَصفُر من ورائي،
وهي تقرع كل بابِ
فيما الصحارى ليس لي من مائها
مما تراءى غير ما أبصرت،
&من بُقع السراب
&