&سيدني: عازف الباس غيتار الأسطورة ماركوس ميلر يطلق ألبومه الجديد "Afrodeezia"، والذي يتناول فيه تأريخ مسيرة العبيد السود.

لدى ماركوس ميلر (بروكلين، نيويورك، 1959)، قناعة واحدة لا غير: الموسيقى هي واحدة من الأشياء القليلة التي بمقدورها أن تغيّر الحياة. كان عازف الباس غيتار لموسيقى الجاز والرذم والبلوز في الثامنة من عمره، عندما لاحظ آثار إغتيال مارتن لوثر كنغ في ردود فعل الناس في بلده. كانت أعمال العنف قد سادت العديد من المدن في ذلك اليوم، على الرغم من أن ميلر كانت تجذبه المسيرات السلمية. وفي باريس، قال ميلر يوم الإثنين الماضي ومن على مسرح (أولمبيا)، الذي كان مكتظاً بالجمهور، حيث يقوم بإحياء حفلتين متتاليتين، وقبل أن ينتقل إلى مسرح (أبولو الحديث) في مدريد لمواصلة جولته الترويجية لألبومه الجديد، قال موضحاً &"لقد أذهلني مشهد الآلاف من المتظاهرين السود وهم يرددون نشيد (سوف ننتصر) الذي يدعو إلى عدم العنف. ذلك اليوم، أدركت أن الموسيقى تعتبر واحداً من أقوى العوامل فاعلية في التغيير الإجتماعي".

يحمل ألبوم ماركوس ميلر الأخير إسم "Afrodeezia"، والذي إستلهم موضوعاته عبر تجربته كسفير لمشروع (طريق العبيد) الخاص بمنظمة اليونسكو التي منحته العام 2013 لقب (فنان اليونسكو من أجل السلام)، وهي موضوعاتٍ تهدف من أجل منع الإخفاء المتعمد لتجارة الرقيق، وتعزيز التفاهم المتبادل في المجتمعات المتعددة الثقافات في يومنا هذا. ويوضح ميلر الذي قرر الخضوع لإختبارٍ جيني بغية معرفة أصل أسلافه الذين كانوا قدموا من ساحل العاج ونيجيريا والكاميرون "كنت أرغب في تسجيل ألبومٍ يعكس واقع تجربتي المعاشة ضمن هذا المشروع. وقد تابعت ذات الطريق الذي سار عليه العبيد، وتعاونت مع فنانين من مالي، والنغال، وبوركينا فاسو، والمغرب، والبرازيل، والبحر الكاريبي، ولويزيانا". ويشير ماركوس ميلر الذي سيشارك في مهرجان الموازين الدولي بالمغرب 2016، والذي سيقام في شهر آيار/ مايس المقبل "لقد أثّر في نفسي بشكلٍ عميق. بالطبع، كنت أعرف أن جميع السود قدموا من غرب أفريقيا، وليس من كارولينا الجنوبية، ولكن حتى ذلك الحين لم أكن أدرك ذلك جيداً. مع كل جيلٍ جديد يضمحل التأريخ شيئاً فشيئاً. أملي في أن يتذكر الشباب تراثنا، لكن مع التأكيد على النواحي الإيجابية. اليوم ذلك الرقيق لم يعد موجوداً".
عقب قضية "فيرغسون" في عام 2014، ومقتل الفتى الأمريكي ذي البشرة السوداء، طرأ تغييراً على النظرة إلى حياة السود. وكذلك، أن الجدل الذي أثير مؤخراً حول إستبعاد الممثلين السود من قائمة الترشيحات لجوائز الأوسكار، كشف عن غياب التنوع في هوليوود. يضيف ميلر إلى ذلك قائلاً "يحدث في الموسيقى نفس الشئ، كما في السينما. عندما يفوز شخص أبيض البشرة بإحدى جوائز (غرامي)، ضمن فئة (آر أند بي أو راب)، تطفو المشكلة الدائمة من جديد: أن ذوي البشرة البيضاء يفضلون (هوند دوغ) لإلفيس بريسلي &عن النسخة الأصلية لبغ ماما. في نهاية الأمر، ما زلنا أقلية تناضل من أجل المساواة في الحقوق والفرص".&
تبدأ قائمة الفنانين الذين تعاون معهم ماركوس ميلر على مدى نصف قرن، بفرانك سيناترا، وتنتهي بمغني الراب جاي زي، مروراً بعازف الترومبيت ديزي غيليبسي، وواين شورتر، وإلتون جون، وبريان فيري، وجاكا خان، وماريا كاري، بالإضافة إلى مايكل جاكسون.
& &ويتذكر ميلر ثلاث تجارب أساسية تتعلق بعمله الممتد لسنوات طويلة كموسيقي في ستوديو التسجيل. التجربة الأولى كانت خلال تسجيله مع أريثا فرانكلين عندما كان يبلغ 19 عاماً: "كان أمراً مدهشاً إكتشاف كيفية بلوغ القمة مع كل أغنية". أما تجربته الثانية تتمثل في لقاءه المغني لوثر فاندروس، الذي أنجز معه العديد من الألبومات الغنائية: "كان يأخذك في رحلة مع كل أغنية". أما تجربة ميلر الثالثة فقد كانت مشاركته ضمن فرقة روبرتا فلاك: "في أحد الأيام جاءت لتقول أنها ستطردني من الفرقة. لأنني، كما قالت، أستطيع أن أقدم شيئاً مميزاً من دون مرافقة غيري من الموسيقيين، كأن أقوم بالإنتاج والعزف مع مايلز دافيس". إقتراح روبرتا فلاك بدا كلاماً خيالياً. لكن، بعد فترة قليلة، تحوّل ذلك إلى حقيقة، حيث بدأ ميلر بكتابة وإنتاج أهم أعمال دافيس، مثل (Tutu) في عام 1985، إلى جانب تعاونه في إنجاز ستة ألبومات أخرى.
وخلال الأيام الماضية، شارك ماركوس ميلر في ألبوم بيونسيه الجديد، والذي من المؤمل صدوره خلال الشهر الحالي: "كانت بيونسيه سجلت الباس مع موسيقي آخر لم يعجبها عزفه، لذا طلبت مني أن أقوم بذلك. لقد سرّها عملي. بيونسيه تتحكم بفنها بشكلٍ كبير، أكثر مما يتصوره الناس، وهي التي تتخذ جميع القرارات".
&
&
& &