&على مساحات واسعة من حدائق شارع ابو نؤاس وسط بغداد انتشرت آلاف الكتب ضمن مهرجان القراءة بنسخته الرابعة الذي يحمل اسم (انا عراقي.. انا اقرأ) وقد احتفلت حشود من مواطني المدينة وأقيمت فعاليات مختلفة اكدت اهمية القراءة في الحياة بشكل عام وفي حياة المواطن العراقي خاصة .
&
& & &انطلقت عصر يوم السبت فعاليات مهرجان (أنا عراقي، أنا أقرأ) للموسم الرابع على حدائق أبو نواس،وبالتحديد بالقرب من تمثال شهريار وشهرزاد حيث وزع أكثر من 13,000 كتاب لرواد المبادرة مجاناً، وتحولت مساحات الحدائق الى عالم من كتب تبتهج الانظار في تأملها او النظر اليها او حين تمتد اليها الايدي لتنال منها ما تشاء مجانا ولكن ممهورة بختم المهرجان في احتفالية تضمنت العديد من الفعاليات الموسيقية والتشكيلية وتوفير مساحات للاطفال لكي يقتنوا الكتب الخاصة بهم او يطالعوها تحت اشراف البعض من اصحاب المبادرة الذين هم شباب بغداديون حرصوا على اقامة مهرجان القراءة هذا منذ اربعة اعوام في المكان ذاته من دون اية مساعدة او رعاية حكومية، حيث يقومون بفتح باب التبرعات من الكتب طوال السنة عبر صناديق توضع في امكنة مختلفة لاسيما في شارع المتنبي ،ومن البهيج ان ترى في تلك المساحات الجميع يحملون الكتاب فيما تتنوع الفعاليات التي تسر الخاطر وتطرب لها النفس حيث جموع من الشباب يمارسون هوايتهم المختلفة&
&وقد اعرب العديد من الحضور ان مبادرة (انا عراقي انا اقرا) تمثل صخرة كبيرة في مياه الثقافة العراقية الراكدة بغياب المؤسسات الثقافية الحكومية مباركين ذلك للشباب الذي تم وصفهم بانهم (استطاعوا ان يصنعوا الفرح) ،مشيرين الى انها فعالية رائعة منطلقة من مبادرات فردية حظيت هذا العام بأقبال جماهيري قل نظيره تواق للقراءة، وقد كانت العديد من الكلمات مؤثرة وهي تشير الى ان (عودة العراقيين كشعب يقرأ ظاهرة مشرقة في زمن يريدون أن يكون اسود!، او اولئك الذين قدموا شكرهم للمبادرين بمهرجان (أنا عراقي، أنا أقرأ)،لأنهم (جعلوا الحياة هنا ممكنة، في وطن ينهش به ساسة لصوص وقتلة)
&
&فعالية رائعة
فقد اكد الكتبي ستار محسن علي،احد الناشطين المتواصلين مع المهرجان والداعمين له، سروره بالحضور الجميل للناس وقال : مبادرة انا عراقي انا اقرأ بنسختها الرابعة تميزت عن الفعاليات السابقة باتساع عدد المبادرين والحضور الكبير للشباب تحديدا، وكانت فرص لحضور عدد لا يستهان به من العوائل على الرغم من تكرار برنامج الاحتفال، إلا ان تفاعل الزوار. مع الفقرات انسى الحاضرين ان فقرات المهرجان المتكررة فيما اشعر حجم الحضور الجميع بالحميمية والكل يتمنى نجاح الفعالية كونها تصب في مصلحة الحراك المدني
واضاف: المهم في المهرجان توزيع اكثر من ١٣ الف مطبوع ، كانت الاحتفالية رائعة بهذه الاعداد وقد اسعدتني تلك اللحظات التي ارى فيها الشباب يقتنون الكتب او يطالعونها في الامكنة المختلفة من الحدائق .
وتابع: للمهرجان تاثير واضح وكبير على الناس والدليل انك تشاهدهم من مختلف الاعمار ومن الجنسين ويسعدك حين ترى اما ترافق اطفالها وتجعلهم يحتفون بالكتاب .
&
&فعالية مهمة
فيما كشف عضو اللجنة التنسيقية للمبادرة المخرج المسرحي علاء قحطان ،وقال :هذه هي السنة الرابعة التي نتواصل فيها باجتهاد مع هذه المبادرة الرائعة لتأكيد ان العراقي يقرأ ويعشق القراءة حتى وان كانت ظروفه صعبة وواقعه مرير ، وقد حققت نجاحا كبيراً &تمثل في الجموع الغفيرة من المواطنين التي حضرت وكانت امامها مائدة غنية من 14 الف كتاب.
وأضاف: هذه المبادرة مهمة جداً من اجل اعادة المواطن العراقي إلى القراءة وقد صنفت كواحدة من الفعاليات المهمة في الوطن العربي والعالم بحسب موقع الماني .
وتابع: سعادتنا كبيرة بالنجاح وقد تلقينا التهاني الكثيرة ، ولكن المهم جداً عندنا ان يقرأ المواطن العراقي ويفتح نافذته الفكرية لمعرفة حقيقة ما يجري حوله حتى في ظل الأوضاع الراهنة التي يمر بها العراق .
&
مهرجان الامل
& & من جهتها قالت الكاتبة نهضة طه : برغم خراب السياسات المشبوهة.. وبرغم القتامة الحالكة السواد التي يلقي بها لصوص الدولار والنفط وسراق الحياة والامل.. فإن الأمل يفتح كوة الابيض الناصع في جدار الحياة.
واضافت: هذا المهرجان رسالة تبعث بشيفراتها ، هذه المجاميع الشبابية المتكأة بالثقة بالنفس والمستقبل مهما ضاق الحال، فالقراءة كوتهم في جدار الموت والظلام هذا ما ارادوا ان يوصلوه في مهرجانهم الجميل هذا اليوم..انا عراقي ..انا اقرا .

يثير رغبة القراءة
اما الاعلامي حميد العسلاوي فقال :حقيقة نحن كشباب ولدينا رغبة بالاطلاع والقراءة ..نعتبر انا عراقي انا اقرأ مبادرة مهمة وتعطي دافع لنا للغور في مجال الفكر والثقافة من خلال اقتناء الكتب منها .
&واضاف:كذلك ان الحدث يثير بداخلنا رغبة ان نكون جزء من المثقف العراقي العربي وليس بعيدين عن هذا المجال ...مع انها لم تعرض كتب في هذا الموسم ذات اهمية فقط اقتصرت على كتيبات صغيرة واغلبها من الروايات والشعر والقصص وكتب ترجمة وقديمة .

اعظم الرسائل
الى ذلك قال الكاتب والاعلامي كريم السيد :هذه هي المرة الثالثة التي احضر فيها هذا المهرجان، أربعة مواسم وهذا الكرنفال يرسخ مفهوم القراءة بأنها هوية عراقية، هذا الكرنفال السنوي يوازي الكرنفال الاسبوعي المعتاد بشارع المتنبي الذي اصبح قبلة ثقافية واحد اهم روافد المعرفة في العراق.
&واضاف:المواطن العراقي وبرغم كل إرهاصات حياته لم يتخل عن الكتاب، بتصوري ان هذه أعظم الرسائل التي شعرت بها وأنا اتنقل بين الكتب والوجوه الباسمة بهذا الكرنفال.

&