&

فتحت كفه و كتبت عليه "عندما اكتب اسمك على وجه البحر ، بظنك .. أنت ماذا تعني إلي؟ " .

فنظر إلى تلك الكلمات التي كتبتها بخط جميل وهي تدس السم فيها متعجباً أهكذا يجازى المحب ؟! ، أغمض عينيه علها تفهم و تمسح فوق ذلك الجرح الذي تسببت بنقشه على كفه التي كان يزرع بها الورود حتى تتعطر بها لكنها لم تفعل ، فسقط الأمل تحت قدميه يتوسل له بأن يتركها و شأنها فقد مل انتظار أن تكون معه بكامل قلبها ، فسألها عن آخر ما ترغب به ، فأجابته بأن يمضي بيده على ورقة العفو و يطلق بذلك سراحها لتنعم بالحياة بعيداً عن ذلك الحب الذي تختنق به ، لم يستطع في حينها إلا أن يبكي متسائلاً كيف تمكن من انتظارها سبع سنوات على أمل أن يستيقظ ذات صباح و يجد ابتسامتها تنير حجرته و قلبه ، كيف كان يرى بها الوجه الجميل من الحياة و كيف توجها كالأميرة على عرش أحلامه ، لكنها لم تتردد في نطق طلبها بالانفصال ، ووجدها قادرة على ان تمحيه من صفحة حياتها رغم تضحياته لها ، فأراد حقه في معرفة السبب ، ضحكت فتكسرت على صوت ضحكتها تلك الصور التي ضمت ملامحها البريئة بذاكرته ثم همست بإذنه قائلة وهي تضع اصبعها الطويل على مكانها في صدره &: " أنا هنا أبحث عن خزينة من المال بشكل رجل ، ولست قادرة على الاكتفاء بهذا القلب و تلك الكلمات التي تسمعني إياها " .

لم يكن قادراً على استيعاب تلك النيران الجائعة التي بدأت تلتهم أحلامه و تخفي خلف لونها و قوتها ملامح تلك المشاعر التي حملها لسنوات بكل أمانه ، ثم اعادت صفعه بكلماتها : " ألم تسأل لماذا لم تكن الرجل الأول و أنا أعلم بمدى حبك لي منذ البداية ؟ و لماذا عندما تحررت و استعدت وحدتي لم أبحث عنك ؟ ، فلم تكن الرجل الثاني أيضاً ولتعلم بأنك لن تكون الأخير أيضاً ، فقلبي يحب أن يجدد نغمة نبضاته ".
و مع تلك الكلمات التي كانت تغرس كالسكين في قلبه .. دخلت وحيدته على أطرافها الصغيرة الناعمة , وهي تسير بفستانها الأبيض المورد القصير , ولون الشمس يتوسد خصلات شعرها القصير , ببراءة ملائكية مدت يدها إلى والدها كي يحملها , فأخذها إلى صدره سائلاً والدتها عن حال تلك الطفلة ماذا سيكون بعد قرارها ؟ , فابتسمت وهي تحاول أن تشعره بكرمها الحاتمي : " سوف أتركها لك , حتى تجدد مشاعرك وتشعر أنني وهبتك أجمل شيء يمكن أن يهديك إياه قدرك , وأيضاً &حتى تتذكر قبل أن تفتح هذا الباب لأخرى بأن المرء لا يجب أن يلدغ من الجحر مرتين , ما رأيك ؟ " .
بعد أن انطفأت نيرانه ودفن ذكرياته بجانب احلامه التي خبآها ليحققها معها , أختار العيش في مدينة بعيدة , ونزل في مسكن &لا يشبه ذلك الذي سكنه معها وقام بأقفال بابه جيداً , حتى لا يخرج أمله بعيداً عن هذا العالم الجديد الذي خلقه لنفسه و طفلته , &مكتفياً بوحدته وصمته وبالحب الذي تستحقه منه طفلته .
&