إلي الزميلين مايكل وستيف
&
تسري في الأنامل ارتجافة اللحظة & & & & &&
يستمع إلى إيقاع الجاز
فيرعشه
تأخذه العين إلى دهشة المكان الأول
إلى حانة شجر السرو
الألوان فاقعة أمام عينه
الفرشاة والقماش جاهزان
تتجه اليد صوب الفرشاة
تتحرك أنامله وتقبض عليها
يسرع حتى لا ينفلت سحر اللحظة منه&
لا يرسم
إنه يعبث بالمشهد
يلعب به
يغمس الفرشاة في الصباغة
يجفف شعيراتها &قليلا &
قبل أن يضرم النار في المكان
لاوقت للإنتظار
&تخلط الفرشاة الألوان
والوجوه والأجساد
تغمس فرقة ربورت براس باند *
في القماش
تُفرغ البلوز والجاز
والناس في االكانيفاس
تتداخل الألوان
تعانق بعضها بعضا
تغادر صفاءها
تمتص الفرشاة الأضواء
الخافتة في البار
وتعتصر ما تبقى من
عيدان قصب السكر
وتقطره في القماش
تشق القطرات الظلمة
وتستريح حامية &فوقه&
تتحرك أنامله بعصبية
يضغط على الفرشاة
ليتبث نوطة أعجبته
وأمام حيرة العين
يبتعد قليلا&
كأنه يتخفى
يرى وهج الألوان
يرى الضوء المنعكس فيها
يرش الصباغة على المشهد
لعله يحترق
لعل شعلة رماد تنبعث منه
لعله يسمع أصواتا قادمة
من قرى بعيدة
يسافر بالمشهد بعيدا
يخطفه
من لحظته
يأخذه إلى تاريخه الأسود
إلى أصفاده
إلى قيوده الأولى
إلى سكونه وموته
قبل أن يستفيق في القماش كالمذعور
يأسره للحظات
قبل أن يفك أغلاله
يغمسه
في طلاء الصباغة
يرميه في القماش
حتى يستفيق من غفوته
لعله يسمع صدى البواخر
الآتية من بعيد
وهي تضرب الموج
قبل أن تلقي بأجساد متعبة
في مزارع ومستنقعات لويزيانا ومسيسبي&
&تشققت الأيادي&
جففتها الحرارة والبرودة
من زرع براعم قصب السكر
تموت&
لتصعد عيدان قصب السكر
عاليا في سماء الله
يحرقون الأرض في موسم الحصاد&
كما تحترق انفسهم
تُخرج الفرشاة &الجرح من العتمة
تُبَلِّلُه &بالصباغة
وبضربة فرشاة واحدة
تُبرأ جرحه
تستله من موته
من أرضه المحروقة
ومن ثنايا نسيانه
&تحمل الفرشاة المَشهَد
&عاليا فوق رؤوس الراقصين
وتلقي بها برفق على القماش
يحبس أنفاسه للحظات
قبل أن يوقع لوحته " فرانشي"**"
&
* راندي ليو فرانشي أحد أعرق الفنانين التشكليين في مدينة نيوأرلينز
** ربورت براس باند فرقة جاز مشهورة في مدينة نيوأرلينز