على صالة المسرح الكبير في المسرح الملكي دراماتن في مدينة ستوكهولم تعرض مسرحية المهاجرون للكاتب الروائي السوبدي فيلهلم موبيرغ المسرحية تتناول حياة مجموعة من الاسر السويدية والذين هاجروا قراهم في مقاطعة سمولاند سنة ١٨٥٠ الى أمريكا الشمالية وسبب الهجرة الاوضاع الاقتصادية المتردية وتقلبات الطقس شتاء وبرد قارص وسقوط الثلج وموسم صيف جاف وأرض حجرية غير صالحة للزراعة وفي البداية كانت هناك اسر قليلة قررت الهجرة وكانت رحلة شاقة عبر البحر والمحيط وتبعهم بعد ذلك المليون من المجتمع السويدي ووقف البعض من الضد في هجرة هولاء وإعتبروهم متهورين أما المهاجرون فهم لايعرفون شيئ عن البلد ماعدا الشاب الابن كريستوفر كان يمتلك كتاب ويقرأ لهم عن قوانين العدالة في أمريكا وفي بلاد الغربة مات العديد منهم وظلت قبورهم شواهد وأسماؤهم على بعد ألاف الاميال من بلدهم الاصلي السويد وتحولت حكايتهم إلى ملحمة وإسطورة أذكر إني حينما جئت الى السويد مع أسرتي قبل ربع قرن سكنت في مقاطعة سمولاند الجنوبية شاهدت فلم المهاجرون وأصبحت من أولويات الكومونات والبلديات ومكاتب الهجرة عرض هذا الفلم على المهاجرين الجدد لغرض التضامن معهم والتذكير على إن الشعب السويدي عاش نفس معاناتكم والشعب السويدي له تجربة وخبرة طويلة في قوانبن الهجرة وإستقبال المهاجرين واللاجئين على سبيل المثال استقبل السويديون في الحرب &العالمية الثانية أكثر من ٧٢٠٠٠ الف طفل وطفلة &من &فلندا

&ما يسمى أطفال الحرب وللتأكيد من قبل المؤوسسات الثقافية على إننا الشعب السويدي عانينا مثلكم وهاجرنا بسبب الاوضاع الاقتصادية السيئة والفقر وكان تأريخ الشعب السويدي مليئ بالعذابات والمأسي الانسانية . أهم مايمتاز به الكاتب السويدي فيلهلم موبيرغ بكتاباته الساخطة لذلك لم يمنح جائزة نوبل والتي كانت من إستحقاقه بجدارة فهو يمتاز بشخصية صعب المراس ومتقلب المزاج وكانت النازية تكرهه وحاولت حرق كتبه وسجل عندهم على إنه العدوا الاول للرايخ الثالث ولكنه لم يعرْ أهمية لقرارهم وإعتبر موبيرغ ذلك وسام شرف بالنسبة له . سبق لي أن شاهدت للكاتب فيلهلم موبيرغ مسرحية بعنوان حياة الانسان على الارض في مسرح مدينةستوكهولم والمسرحية تحكي قصة حياة مهاجر سويدي وجد نفسه وحيدآ منذ ٤٠ سنة على المحبط بعد هجرته من مقاطعة سمولاند السويدية عاش مرحلة الهجرة والغربة والخدعة . أما مسرحية الهاجرون فهي حكاية واقعية وملحمة دونها الكاتب فيلهلم موبيرغ وهي تتناول حياة أهله في مقاطعة سمولاند الجنوبية وتبدأ حكاية أسرة كارل أوسكار وزوجته كرستينا وأطفالهم الثلاثة ومجموعة من المناصربن من جماعة الاكية المحافظة وهي جماعة دينية متشددة تمنع تناول الكحول ربما كانت سبب هجرتهم أيظآ بسبب منع الكنيسة في إقامة طقوس إجتماعاتهم الدينية بالاظافة الى معاناتهم من قسوة وسطوة طقس متقلب في الشتاء القارص والبرد وسقوط الثلج وصيف حار وجاف وكل هذه الاسباب كانت السبب المباشر لإتخاد قرار الهجرة &وتردي الاوضاع الاقتصادية والمالية عاش الناس مرحلة السعادة والتعاسة لذلك هاجروا إلى العالم الجديد بالرغم من وجود بعض المجموعات كانت ترفض الهجرة وتروجْ "إن أمريكا بلد يعيش فيه المحتالين والعبيد من الزنوج المضطهدين وهذه الارض المجهولة لايعيش فيها إلا الهنود الوثنيين".لازالت مسرحية المهاجرون تعرض منذ سنة ٢٠١٤ في المسرح الملكي دراماتن في ستوكهولم ويتفاعل الجمهور السويدي معها وهي من إخراج الكوريكراف ماتس أيك والكاتب الروائي فيلهلم موبيرغ بطولة الممثل رولف لاسكورد والممثلة إستينا إكبلاد ،كريستوفر سميث ،روتلين سفنسون ،كريستينا هورنكفيس،ليل أندسون،بونتوس غوستافسون،نيكلاس أيك،أنجيل مولين أبك، إيفان أوزلي. يبدأ المشهد الاول كريستينا شابة يافعة وهي تركض وأجواء موسم الصيف وهي تركض وتجوب خشبة المسرح ودخول الممثل كارل أوسكار وهو يبحث عن الاكل من وسط الجمهور وكريستينا تحلس القرفصاء ربما لاتعرف شيئ عن الجوع والقارة الجديدة أمريكا والهجرة . إستطاع المخرج والكوريكراف ماتس أيك توظيف الرقصات وتبدآ الرقصات وخاصة رقصة ملحمة الهجرة والجوع والعمل والامل والحرية رغم أجواء المأساة وتبقى روح الدعابة ترافق الشخصيات وتكتمل الصورة من خلال الشاشة الضوئية ورسومات المعاول والمناجل والفوؤس وألالات زراعية ربما أراد المخرج الكوريكراف ماتس أيك أن يوحي من خلال الرقصات الى إبراز وتوضيح المشاعر الحقيقية وهي في غاية السوء وإستطاعت مهندسة السينوغراف عايدة جرشاسي أن توحي لنا من خلال الشاشة الضوئية صور الحجر والجفاف والخضار وأجواء البحر تبدأ سلسلة المراحل الحزينة من بداية موت أنا حيت يسود الحزن وفي الفصل الثاني بعد الاستراحة &تبدأ سلسلة الهجرة من خلال البحر ورحلة الالم والمعاناة لعدة أشهر عجاف مع أمواج البحر والجوع وإنتشار المرض والاصابة بالامراضالخطيرة ويتطور الصراع مابين الشخصيات ويسود بينهم حالة البؤس واليأس ويفكر البعض منهم تكوين تجمع كنسي وبناء كنيسة &خاصة بهم ويبقى روبرت وإيلين يمثلون حبوية الشباب ومحاولة التحرر من كل القيود وخاصة الافكار القدبمة ومحاولة كريستوفر الشاب وهو الداينامو والمحرك للجميع &لتحقيق الاحلام الجدبدة .بالرغم من طول مدة زمن عرض المسرحية تقريبآ أربعة ساعات لكن العرض المسرحي لايخلو من المتعة والفرح والفكاهة وكذلك أجواء الرقص وإظهار تفاصيل ومعاناة ومشاعر الناس الخفية والحقيقية وما كان يسود المشهد السويدي وحياتهم من قهر وحزن وأمراض إستطاع المخرج والكوريكراف ماتس أيك والكاتب فيلهلم موبيرغ التأكيد في مسرحية المهاجرون إن الماضي والحاضر ربما يلتقيان والاشارة الى أسباب التردي الاقتصادي أوبسبب الحروب في هجرة الاف من البشر وغرقهم في عباب البحر بحثآ عن الحرية والامان وهذه الرحلة ليست نزهة رومانسية سواء كان &في الماضي أو الحاضرإستطاعت السينوغراف وبجدارة ومهارة المصممة عايدة جرشاسي وضع شاشات كبيرة وضوئية لتكملة وتوضيح الحدث وخصوصية المكان مثل مشاهد الاعشاب الخضراء وكذلك النقيض التربة الجافة والصخرية وإظهار أدوات الزراعة القديمة من المعاول والمناجل وكذلك رحلة البحر وأمواجه والخلفية الحمراء واكتملت & &الملحمة وتحولت بفضل المخرج والكوريكراف ماتس &أيك إستطاع خلق أجواء الحب والحزن والجنس والعنف والولادة كلها تشكلت وتكاملت مع إسلوب السرد والرقص الايقاعي وتبقى مسرحية المهاجرون عبارة عن درس لمعرفة السويديين وتقديرهم لظروف المهاجرين الجدد القادمين من الشرق الاوسط وأفريقيا وبسبب &الجوع &والحروب والعنف وكانت صورة الصناديق الخشبية في وقت الرحلة وهي تستخدم وتوظف وقد توحي الى سرير النوم &و تنسجم مع حالة الفزع والخوف والفقر وحالة الخوف من مصير مجهول ولكن رحلة الامل باقية باستمرار الحركة وكما كانت تقول وتؤكد كريستينا عندما وصلوا الى الهدف المقصود أمريكا :"أملْ أن أرى شيئآ أكثرُ من فقرنا &
&
عصمان فارس مخرج ونافد مسرحي ستوكهولم
&