&

&
&
.. ويسأل صديقي الثلاثيني:
هل إلى فكر من سبيل؟!
ويقف وقفة ألم فيذكر الماضي
.. يذكر كيف أبعدته الأيام عن الآمال
فالأحلام ضيوف ثقيلة
ما لم تتربع على عرش الحقيقة
.. وتسترجع ذاكرته
طيف الطفل الباسم الأشقر
وكيف تغيرت الملامح
وٱسود الشعر وجار القدر
.. فما كل هذا الليل الطويل؟!
ويسأل صديقي الثلاثيني:
هل إلى فكر من سبيل؟!
ويكف دمعه كظيما
وآخرون من بعده يتجاوزونه
ويبلغ الأمر به حده إلى منتهاه
حين تتبسم الأيام
ليتامى الجهل المركب
فيصرخ صاحبي في وجه الأمر الواقع:
لِم يشقى المرء هنا إذا جرب التفكير؟!
لِم لا نجد لنا آذانا صاغية
إذا نحن قررنا عن رأينا التعبير؟!
متى كان وصار وأصبح أن مرادف المواطن هنا:
عبد؛ فقير؛ جهول؛ ذليل؟!
ما كل هذا الوبيل؟
ويسأل صديقي الثلاثيني:
هل إلى فكر من سبيل؟!
ثم يقلب طاولة الحلول البديلة
ويستنكر مخاطبا ناصحا:
لِم علينا نحن أن نحل مشاكل تسببوا بها؟!
أصاروا هم الفضلاء،
لا قدر الله،
وأمسينا نحن أبناء رذيلة؟!
وتناول سيجارته مستشيطا
فاشتعلت ولما تلمس فتيلة!
.. ٱغرب عن وجهي يا هذا
فالجَلد أمارة في ظهر المجلود
وهو في ذاكرة الشاهد ذكرى عدد
يا ربي أخرس كل حس للجهل في بلادي
يا ربي ما هكذا واقعا أرجو لأبنائي
يا نفسي سأحرم عليكِ جسدي
إذا أنتِ يوما بالمعرفة رضيتِ بالقليل
.. هدأ،
ثم نفث دخان سيجارته
واحتفظ من الأمل بالنزر اليسير
.. صديقي الثلاثيني وهو يسأل:
هل إلى فكر من سبيل؟!
&