وصلت أخيراً ذرىً،
ما بلغُت نهاياتها في صباي
ولم أتنبه إلى أين يأخُذُني مقصدي
وجاوزت حَدَّ تُخومِ المَسَافات والبدء والمنتصف
وآن لِيَ الآن أنْ أعترف
فمنذ تناهى بي العُمْرُ رَكضاً،
وولى على عَجَلٍ وانصرف
كالشهاب الذي غاب في زحمة الضوء،
واجهتُ ما ليسَ يَلقاهُ غيرِي
ولم أجن رغمَ الذي بَذرتهُ يَدِي
غيرَ مِلحٍ تَساقَطَ كالدمْعِ من مُقلتي

فمنْ يُوقِظ الطِفلَ من رَقدَة السِنواتِ،
ويْفتَحُ لِي قَلبَهُ لأرّاني
أسِيرُ إلى ضِفةٍ لايحدُّ مَداها
أحنُ إلى قبلةٍ إمرأة غادرتني
ولم يبق لي غيرُ ومض سراب،
تقطرّه في فمي شفتاها
ولست سوى عابرٍ يتهجى خُطاه
وفي النفسِ شوقٌ إلى ما أضعت،
هي الذكريات التي بقيت مثل أعمدة من دخانْ
وحين أفر إليها لألمسها .. تتهدم أنقاضها،
كالسواتر حينَ تفجؤها العاصفة
ولا من سبيلٍ إلى صَدّها
عصا الوقتِ وحدي التي أدبتني
تدب عليها لياليَّ مثقلةً بالحنين
تباعد بيني وبين إنتظاري،
وترهقني بيدٍ راجفة
كما العُمْرُ يَمضِي أنوء بأحمالها

ولا أملك الآن رَداً لها
سوى أن ألوذَ بِحكمتها من أساي
وأصعد نحو تُخومٍ مِنَ الشك،
أبلغُ أعلى مراتب سِرى
فلا الضوء يكشف لي عُريَ ليلٍ يضيقُ،
بعتمته الواجفه
والرُؤى المُثقلاتُ بِكُلِ خُطايايَ،&
تبدوا رُكامَاً كأيامِيَ الغاربه
ومَحْضَ طَريقٍ تَرامَى بَعيداً
ولمْ أتعَد أمَانيَ بَعدُ،
كَبرتُ عَلى حِين غرة .. عدتُ شَريداً
نسيتُ الذي إختزنتهُ ظُنوني،
وأحلامي الذاهبة
وما خلفته الشُموسُ البَعيدة خلفَ الظلالْ
عثرتُ بِقلبي الذي قد تداركه الشيبُ،
قبلَ الأوانْ&
فخلفّنى مثلما الرِيحُ تعصفُ بالرِمل،

فوقَ صحارى الغيابْ
تُوسده حُلمَها حين شح بها الماءُ،
والوقت من عطشٍ،
وسُؤالي الذي لا يجابْ
تراخى على كَتِفىّ الزمانْ
وما عدت أعرف أين طريقي
بَعُدتُ .. بَعُدتُ .. وما عُدتُ،
أسألُ عَني المكانْ
&