&
اليوم أسير في جولة رائعة لاكتشاف بريطانيا؛ بعضها في معالم كبيرة معروفة بلندن مثل "متحف الشمع" وكذلك جواره "متحف شارلوك هولمز" ثم أذهب لمشاهدة فيلم حديث حول داعش والعالم الآخر، يثير جدلا كبيرا في الأوساط البريطانية، ويعرض هذه الأيام بلندن.
&
متحف الشمع
أحببت اليوم أن أذهب إلى "متحف الشمع" الشهير. &يقع المتحف في شارع "بيكر ستريت" قرب محطة قطار المعروفة باسمها. &يقع المتحف في بناية عظيمة مع صومعة خضراء ضخمة متميزة عن باقي المباني. تثبت على جانب البناية دائرة داخلها رسم منحوت بشكل قطعة نقدية كبيرة إلى "مدام توسود".&
ما أدهشني هو الطابور الطويل من الناس الذين قدموا لمشاهدة المتحف من كل بقاع العالم وأخذ صور مع تماثيل لأعظم مشاهير الدنيا.
المتحف في حقيقته من إبداع الفنانة الشابة الفرنسية "ماري غروشولز" &وقد تزوجت &"فرانسوا توسود" وبات إسمها "مدام توسود". ورثت صنع التماثيل من والدتها، ثم صنعت تمثال الفيلسوف والكاتب المعروف "فرانسوافولتيير". بعد مجيئها لندن وعرضها في سوق "بيكر ستريت" الشعبي حتى توفيت عام 1850. لذلك كان المتحف باسمها وتخليدا لها.
بعد الطابور الطويل دخلت المتحف، فوجدت فيه تماثيل لأعاظم المشاهير من الملوك والرؤساء والفنانين والمطربين والممثلين ... أخذت صورا مع السياسيين كباراك أوباما وصدام حسين وياسر عرفات والقذافي وتوني بلير وبعض ملوك بريطانيا وحتى عمدة لندن. ومن ملوك بريطانيا من تزوج بعدة نساء، ومنهم من ترك الملك من أجل امرأة فكان عشق امرأة خيرا من الملك كله.
وأما &في "غرفة الرعب" وجدت تماثيل الوحوش الكاسرة وفيه إضاءات خافتة وألوان قاتمة وأصوات مرعبة من القتلى والمقتولين وهياكل عظمية فضلا عن صراخات المجانين وشكل الدماء تسيل من المقتولين لدرجة عدم تحمل ضعاف القلوب الذين لا ينصح بدخولها.&ثم استرحت بعدها في "كوستا كافية" لشرب القهوة&
&
متحف "شارلوك هولمز"
وتمشيت خطوات حتى وصلت متحف "شارلوك هولمز" حيث شهرته ملأت الآفاق. وفي الحقيقة المتحف هو بيت "شارلوك هولمز" وهو بيت صغير من 3 طوابق بسيطة وفيها ملابسه وتاريخه وصوره وممتلكاته.&
كما تعرض تلفزيون لمشاهد من أفلام قدرته الفظيعة على اكتشاف المجرم الحقيقي في جرائم معقدة يصعب حل ألغازها. لكن شارلوك هولمز بذكائه الخارق وحدسه الفائق يكتشف جميع خطوط المؤامرة ويضع يده على القاتل الحقيقي سواء كان فردا أو مجموعة. إستهوتني الأفلام والأحداث في قصص أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع.
وبعدها اشتريت قبعة شبيهة بقبعته للذكرى تباع في زاوية من البيت في الطابق الأرضي مع حوائج تذكارية مختلفة.

فلم العالم الآخر: فقدان أبنائنا تحت رحمة داعش
يعرض هذه الأيام بلندن هذا الفلم الذي استهواني لمشاهدته. الفلم بإخراج جيليان سلوفو مع نيكولاس كينت قد كملت الفكرة وتحقق الفلم الرائع الذي يتحدث عن داعش ويكشف جرائمها لاسيما على الأطفال الذين لم يبلغوا سن الرشد.&
إن الفلم يطرح إشكالات كبيرة مثل: لماذا يلتحق الشباب من الغرب إلى القتال في داعش وما الذي يجدونه عنده وكيف يكون هذا الشاب المتطلع للحياة أن يقدم على الموت وثقافة الموت بداعش ويضحي من أجلها.
إنه يدخل في المخيلة العقلية لداعش وقدرتهم على التأثير على الشباب والجيل الجديد من خلال وسائل التواصل الإجتماعي وجذب الشباب والشابات على حد سواء فما الذي يستهويهم إلى هذا الفكر المتحجر والمتخلف؟؟
الفلم يجيب عن تلك التساؤلات بقدرة فظيعة وأسلوب عصري. لا يمكن الحديث عن تفاصيل ذلك لنترك لكم مفاجأة الحضور والمتابعة.
&