اعلن الكاتب ديفيد فرانزوني والمنتج ستيفن جويل براون اتفاقهما على انتاج فيلم عن حياة الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي أكدا انه يتحدى القوالب النمطية في تصوير السينما الغربية للشخصيات المسلمة. وقال فرانزوني الفائز باوسكار ان الرومي "مثل شكسبير شخصية ذات موهبة وقيمة عظيمتين لمجتمعه وأُمته ما زال تأثيرها مستمراً حتى اليوم. &وهؤلاء اشخاص دائماً يستحقون الاستكشاف". ويأمل منتجو الفيلم ببدء التصوير في العام المقبل. &وكان فرانزوني وبراون في اسطنبول مؤخرا حيث التقيا باحثين مختصين بحياة الرومي واعماله وزارا ضريح الرومي في قونية جنوب غرب تركيا. فرانزوني وصف الفيلم بأنه "مشروع مثير جدا" ويشكل تحدياً سينمائيا. & واضاف "ان هناك اسباباً كثيرة لانتاج عمل كهذا. &فهو على ما اعتقد عالم يحتاج الى ما يعبر عنه والرومي شاعر ذو شعبية هائلة في الولايات المتحدة واعتقد ان الفيلم يمنحه وجهاً وقصة". &
وتعتبر أعمال الرومي الملحمية مثل مجلدات المثنوي وديوان الغزل من أفضل ما كُتب في الشعر الكلاسيكي وتُرجمت الى لغات عديدة. &وعاش الرومي الذي هرب في شبابه من مسقط رأسه في افغانستان اليوم خلال الغزو المغولي ، لاجئاً في بغداد ومكة ودمشق قبل ان يستقر في قونية حيث توفي شيخاً كبيراً. &وصدرت في الغرب طبعات جيب لكتاباته جعلته الشاعر الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة. &
وقال فرانزوني وبراون انهما يريدان ان يقوم ليوناردو ديكابريو بدور الرومي وروبرت داوني بدور معلمه شمس الدين التبريزي رغم انهما اوضحا ان من السابق لأوانه تحديد اسماء الممثلين. ومن التحديات الكبيرة التي تواجه صانعي الفيلم بناء صورة ذات مصداقية للرومي من الكم الهائل لما كتب عنه، الذي فيه الكثير من الاساطير والحكايات الخيالية بل حتى الوقائع الأساسية لحياته موضع خلاف بين المؤرخين في العالم الاسلامي. &وكثيرا ما يُضفى طابع اسطوري على مثل هذه الشخصيات بدلا من تقديمها كبشر لهم مواطن ضعفهم واخطائهم.
ونقلت صحيفة الغارديان عن فرانزوني قوله "نحن نحاول ان نخترع شخصية ونبعثها في وقت واحد لأن هناك الكثير مما هو مفقود في ظلال التاريخ وبعضه مؤمثَل ولهذا يتعين علينا ان نعود ونجد الانسان الذي أصبح ولياً لأننا لا يمكن ان نكتب عن قديسين". وقال فرانزوني ان من الجائز ان يتضمن الفيلم مقدمة عن نزوح الرومي من بلاده نظرا لما في وضعه آنذاك من أوجه شبه مع الزمن الحديث. &واضاف ان الغزو المغولي يحمل قدرا من الشبه بعربدة المتطرفين في الشرق الأوسط اليوم. واثار مشروع الفيلم انتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب اشارة فرانزوني الى اختيار ممثل أبيض هو ديكابريو للقيام بدور الرومي. &
&