مرّ عمري الأعرج بثقالهِ وخفافهِ&
حملْته عبئا وحملَني وهناً&
لم يركب دابّة تصهل ولا عربة مرخّصة
امتهنُ التحليق في الأعالي&
أبسط جناحيّ لأضمّ بيضة الجمال&
آملا ان تفقس وجها جميلا ، قصيدة بضّة&
طفلة ألاعبها ، أهزّ مهدها حنوّا&
قُضِي الأمرُ والعمر وأسفرَ الفجرُ وأنا احتضن وليدي
أمضي من سفرٍ إلى سَـقَـرٍ&
من هـلَعٍ الى وجـعٍ
مرارا تحييني الشمس بِـدفْــئِـها&
قليلا ما تلسعني بسعيرها&
ضمآنٌ &أنا ، لا حوض لي &الاّ الخضم المديد&
كيف لي ان أظفر بقطرة مائي النقيّة
في هذا البحر الأجاج والزبد العريض الكاسح !!
كيف لي ان أظفر بنبـتـتي المفعمة بالعافية وسط كل هذه السموم !
كيف لي ان أطأ سهلا معشبا&
أمام كل المنعرجات والأودية المخيفة !
أمشي على الجمر مثل سيخيٍّ مثقلٍ بالذنوب
&أتقلى في حممٍ ، أفور بين فقاعات البركان
وأعجب كيف أموت بردا في الزمهرير
خطأي أنني راهنت على جَـواد منهك&
أفلستُ صفراً تنحّى باتجاه الميسرة&
من هم أصفار الميمنة سوى اللصوص ومتاجرو البشرية ؟
لم يبقَ الاّ الشعر زائرا عابرا يأتيني لماماً
يدخل خلسةً ، يضع لثاما لئلا يفضح وجهه
فأغلق نافذتي ، أتسامر معه برهة&
نهزج معاً ، يشتمني وأشتمه ضاحكَين&
أقفز على السرير مثل فأرٍ مرحٍ في مكانٍ ساكن&
حتى يوّلي الأدبار مودّعا كعاشقٍ يطارده العاذلون
فأعود كسيرا ، أطرق ألف باب مغلق ولا أحد يجيب
أنادي الربيع متوسّلا ؛ فتسّاقط أوراقه الخضر عناداً
أفتش في الريح لعلّ سلاما منسياً يبعثه أولادي&
أنبش في حاسبتي لعلّ ذكرا يشير إليّ
ضحكة تائهة تأوي في سكوني&
كتاباً يغمرني بفيضـهِ
لا بشارة سوى أملٍ مضرّجٍ بالدماء
أيها الشاعر العجوز&
كفاك عنجهيةً ومكابرةً وأنت الهزيل&
كثرت سقطاتك كلما قويَ جناحك&
ليتك بلا خوافي ، بلا قوادم&
لتقع مرة واحدة وتموت&
&
&