يايو كوساما فنانة كثيرا ما تطغي الميثولوجيا على عملها. &وشهدت كوسوما في سنوات عمرها السبع والثمانين قاموساً من الأوصاف الطليعية التي أُطلقت عليها ـ مفهومية ، نسوية ، تبسيطية أو تقليلية ـ ومارست تأثيرا بالغاً على عمالقة في فن البوب مثل اندي وارهول. &وبعد ان أمضت كوساما سنوات تصدرت فيها المشهد الفني في نيويورك إبان الستينات عادت اوائل السبعينات الى طوكيو حيث دخلت مصحا للأمراض العقلية وعاشت فيه بإرادتها منذ ذلك الحين حيث تتوجه منه الى مشغلها القريب للعمل فيه. &وتكمتل الاسطورة باضافة حسها اللوني في الملبس والأسعار القياسية لأعمالها في المزاد.

هذا المعرض الطموح من اللوحات والمنحوتات والتكوينات الضخمة الموزعة على قاعتين في لندن ، يعج بانشغالات كوساما المستمرة سواء أكانت في فن التنميط أو التكرار أو في اعمال مثل "غرف لانهائية ذات مرايا" أو "يقطيات عملاقة". &وليس من الصعب ان نصدقها حين تقول انها عرفت الهلوسات منذ الطفولة أو انها تطوّع مثل هذه الرؤى من خلال فعل الخلق ، لا سيما حين يقف المرء في غرفة "كل الحب الأبدي الذي أكنه لليقطين" حيث يغرق الزائر في بحر من القناديل التي تبدو وكأنها تتموج فيما تتمدد ظلالها في مسافة لا نهاية لها بفعل المرايا. &وهذه الوحدة النسبية حيث لا يُسمح إلا لشخصين بدخول الغرفة كل مرة ، تجبر الزائر على مواجهة نفسه والتوقف مباشرة امام اعلان الفنانة الجرئ عن الحياة والموت والكثير غير ذلك بين البداية والنهاية. &هذه الغرف أو بالأحرى هذا الزوايا من عقل الفنانية هي التي تجسد أقوى سمة في عملها. &فان ما يبدو في الظاهر صراخاً عالياً هو في الجوهر ايماءة رقيقة من شخص الى آخر ، حميمة ومتغيرة ابداً.
&