&


&

لم يَبْقَ في المِصبَاحِ ضوءُ شَارِد،
وَذُبَالةُ المعنَى تَنوُسُ..وخافِقي،
نَبْضُ تَراخى.. ودَّ لَو يَوماً يَبوحُ
والعُمْرُ يُوشِكُ أنْ يَنوْءَ بِثِقلِه
عَبثاً أكابدُ وَحشْتَى بَيْنَ السُفوح
وَسِوى التلعثُمِ ليسَ لي مِنْ مهرب،
نَاءٍ يُخبيءُ ما تَنَاثَر في العَراءِ،
وَمَا تَفَتَّح من جُروح
أمْضِي بلا أثرٍ لِيابِسَةٍ هناكَ على المدى
أو خفقِ جنحٍ طائرٍ تَحْوي يَلُوحْ
أُلقى بِمَرْساتي، أنوءُ بِحَمْلها
وأشُدُّ قِلعي في انتظارِ المدِ من حَولي
فَتصُدنُّي ريحُ تُعانِدُني،
وَموجُ غاضبُ بين الصخور
لأعودَ ثانية أقلّب ناظري في العتْم،
أبحثُ عنَ صِباي ورجع أصداء الزمان
ماذا أقول لنجمةٍ خلفي توارى ضؤها؟
ما بينَ أسئلتي رُكامُ من فواصل،
لستُ أدرك كُنهْها
سباّبتي ليلاً تتيه ولا تشيرُ إلى مكان
أصداء أصوات تخبُّ فتنقضي
لكأنها ليست سِوى بعض الدخان
وأرى نوافذ من وراء الغيم تصفقُ،
لا وجوه تبين... محضُ ظلال أخيلة،
تطوف فلا أراها
إلا كومض خافت يهوي ولا يقوى،
على طلب الأمان
لا وجهتي تبدو سراباً مائلاً،
وحديقة الصبوات من حولي ترمّد عشبها،
الأسيان.. والقمم التي كانت تحدق بي،
تبدد ريحها الذاوي وغاض النبع،
ماء العين جف من السهر
ما عشته ينحل غيما في الذرى
والقلب يملؤه صراخ أحبة غابوا،
كأنْ لم التقيهم مرة في العمر،
ادلف نحوهم منذ الصغر
وسوى مرارات الطفولة ما تبقى،
في قرار الكأس من زمن،
وخلَّف ما تناثر من عبر
من أين أبدأ؟..كيف لي أن اختصر
وجع السنين الخائفة
أضغاث أحلامي التي صادقتها في السر،
واختزنت رؤاي كحزمة الضوء،
الذي ينسل من قلب الغمام
لأعدّ ما قطعت خطاي من المسير،
وما تساقط من نداءاتي،
على شفة الزمان الواجفة
لكأنني أصغي إليها الآن حولي،
والصدى ينثال مثل سحابة بيضاء
تغمر روحي التعبى..وتنشج في الظلام
من أين أبدأ رحلتي صوب النهايات،
التي تتكسر الأحلام تحت سمائها
ولكم أحن إلى ابتسامات الصبا
وأراه مشتبكاً بأيدي عاشقين،
على إمتداد الليل حين يغيب ظلهما
ويضيع في قلب الزحام
وحدى تطوقني الجهات وخافقي
يذوي بعيداً في السكونْ
لا شاهقُ في الغيب أبصره.. ولانهرٌ،
يعمِّد ضفتيه بمائه الجاري،
ويكنزُ ما تناثر منه في ورق الغصون
وسوى لُهاثي خلف ساقية يكاد يجف،
في الأعماق منبعها،
وتشهق روحها عطشاً،
أراني لا أكف عن ارتيابي في ارتقاب،
غدٍ يجيء مكللاً بالضوء،
منتظراً تفتحَّ زهرة في الماء،
ألقاني أفتش عن هضاب،
لا تُرى في البيد حولي،
ليس تُبْصِرُها العيون
لأرُدُّ ما ضَيَّعت من عمرٍ مضى قْبلي،
وخلَّفني وحيداً أرقبُ الآتي..أُقُلّبهُ،
كجمرِ القلب فوق لظى السنين
&