&صدر هذا الشهر للشاعر السوري المقيم في أميركا أكرم قطريب ديوانه الجديد "كتاب الغريق" عن دار مخطوطات في لاهاي.&قصائد الكتاب تغوص في بحر المأساة السورية حيث يحضر المكان بقوة كفردوس مفقود وتطغى صور الحزن المتوالية في نصوص الكتاب التي توزعت بين النص القصر والطويل وقصيدة الكتلة التي تقارب السرد الشعري.
الكتاب في 96 صفحة من القطع الكبير، تصميم الغلاف للفنان ناصر مؤنس.
وكان الشاعر قطريب أصدر خمسة كتب شعري هي: "آكان، أحرث صوتكِ بناي" دار الطليعة الجديدة بدمشق1995 و "أقليات الرغبة" دار مجلة ألف 1998 و "مسمراً الى النوم كإبنٍ وحيد" المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2003 و "قصائد أميركا" دار النهضة العربية 2007 و"بلاد سرية" المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2013 و Bodas” Espartanas" باللغة الإسبانية عن بيت الشعر في - سان خوسيه – كوستاريكا.
من نصوص "كتاب الغريق:
&
جغرافيا
&
المكان موطن قديم يتهالك،
وثيابك على حبل الغسيل ننتظرها كي تجف.
ولا تأتي ريح
نتنهد فيطلع شجر السرو،
مثله مثل البشر الذين يتضرعون:
فقط بالتمتمات المنقوشة على الحجر
نشبّهك بالوحشة.
&
تركت كل دمشق أمام بيتك
&
لن يطلع القمر على السطوح، لأن أبناء الحي يفرشون العنب
تحت شمس آب،
ثم يأخذونك إلى أحلامهم.
علي أن أنتظر عشرين سنة أخرى كي أعلمهم دروس الندم.
وكل منا يريد أن يسرق حسرة قلبك.
نشتهيك كما نشتهي رغيف الخبز المفروش أمام الدكاكين.
يبكون عند قدميك الصغيرتين.
يبكون أحصنتك المجنحة
وحركة غيومك في كتاب موضوع تحت الجسر.
وأسماء المحاربين الذين تركوا وردًا في القرى
ثم ذهبوا كي يناموا قرب درب التبانة:
يمدون اليد التي تلمس كل شيء فيك
فيترل حليب من الشجرة.
&
الشاعر الطوباوي
&
كل هذا الدم الذي يجري في التلفزيون ومحركات الديزل
لم يكف لإطلاق صيحة ما
تجعل الشاعر الطوباوي يكتب جملة عن الآدميين العراة:
يموتون وأرواحهم تستلقي آخر الليل
كأشجار المزارع البعيدة.

كتاب الرحلات
&
بخصوص المكان ذلك التخم الموحش،
وبخصوص الجسد الذي لم يتمكن من القطيعة
وطعمك في الخبز والملح.
وكلّ هذا القار المقدس الذي يصب في الأنهار،
وأولئك الذين يقومون برحلة طويلة
كي ينحدروا من سلالتك
وهم لا يطلبون إلا السلم
ورصيدًا بسيطًا في بنك الغيب.