من تلاع الروح التي غادرتَها ، وسكون المدينة المحروقة التي مرّيتَ بها ، وكل ذلك الألم الذي أودعتَه جنبات قلبي .. أكتب إليك ..
ما زلتُ كما تركتني ، أحيا بإكسير أنفاسك ، أغمض عيني ، فأرتحل إلى حضرة هدوءك ، أجلس، أبوح لك بصمتي ، كثيراً من حكايات شوقي ، وأشكو منك إليك.
وبعد يا بعد الروح .. فما زالت مدني الجميلة تتهشم ، وطرقات حاراتنا تتلون ، تلك الأماكن التي مشيناها ، والمقاعد التي جلسناها ، وذاك النادل الجميل بقفازته البيضاء .. أتدرين أين هو الآن ؟&
فتعال معي ، واستمع بعض نوحي فإني مريض ، يقتلني هذا المساء الموحش بفراق أحبتي ، والوحش الذي يغزو مدينتي ، وشيء من ولولات الثكالى.
تعال نمشي سوّيةً ، سأريك المسوخ التي تمشي في مواكب عزائنا ، رؤوسهم متورمة بالأسود والأبيض ، كلها تبكي كذباً على بقايا بقايانا.
حبيبي ، أيها الساكن حُجر القلب ، لم يبق لي إلّاك وخيالات تتأرجح بين وهمٍ ويقين ، ورغم كل هذه الحرائق فإنّي أشعر بالبرد ، أشعر أن الحبَّ مهدّدٌ في مدينتي ، وآخر العشاق يحزمون حقائبهم للرحيل.
& حنانيك .. وألف حنانيك ، يا ذات الوجود الساميّ ، تعال نعش لحظاتنا الأخيرة ، ونقرأ بعضاً من تراتيل ذلك الزمن الجميل ، حين كنا ، أنا وأنت نمشي ، أهلوس بكلماتي ، وتخجل من غزلي ، وتدير رأسك حيث نور الشمس.
بالأمس ، تذكرت المطر ، وتذكرت قطرةً ناعمة حين استقرت على رمشك ، كانت تتراقص ذهاباً وإياباً ، &كما الأصابع على قطع العزف .. فأغلقت عيني ومددت كفّي ، لكني استفقت ، فأدركت أنه كان في الماضي وليس الآن.
&
&