نحن المحظوظون نستفيق في الصباح
نستمع إلى أصوات العصافير
قبل أن يبدأ الضجيج
يوم آخر في حياتنا
تسير السيارات
في كل الإتجاهات
وحين تقترب من وسط المدينة
تتقلص الخيارات
فتندفع كما الحشرات ليلا
نحو دائرة الضوء
تدور
تدور وتدور
يضربها شعاع الضوء
قبل أن تسلم الروح
الوجهة مكاتب معلقة في سماء الله
ورؤساء عمل&
خبيثون وأولاد حرام
نتبادل التّحايا كل يوم معهم
ونبتسم مكرهين
ينتفخ وجه رئيس العمل قليلا
يتدور
يرسم ابتسامة مخادعة
تشبه فقاقيعا على سطح صفحة ماء هادئ
وفور خروجك من مكتبك
تنمحي بعض الوجوه
تمسحها من يومك
لتطلع لك في الصبح على عادتها
كإعلانات الإشهار
التافهة والرخيصة على شاشة
جهاز كمبيوتر
لاوقت لك للقيلولة
للموت البطئ على المقاهي
لاوقت للإختفاء في جلد
مدن تموت خاشعة
تموت سدى
مدن نَعست ولم تَستَفِق فنَسِيها الكبار
لاوقت لك للهروب أو الإحتماء
من مدينة الله
يخرج لك رَبُّك كذئب البراري
في سماء رصاصية&
في الصباح الباكر حين يشتد البرد
ينزل إلى سفح الجبل
يهتدي إلى حديقتك
يبث الرعب في القرية
قبل أن يختفي في الأعالي
النسيج محكوم بدقة
تستيقظ العنكبوت بعد ليلة هادئة
على سرير من حرير
الخيوط معزولة بوفاء لموت آت
الخيوط أقوى من السيارات
ومن أشعة الشمس
ومن وهن بيت في كتاب
تدخل السيارات المرأب
تجثم عليها خيوط العنكبوت
وفي الليل تلفظها كالبغايا
تصور هذا المشهد
تعود إلى بيتك
تفحص صندوك بريد بيتك
فتجد رزمة من الفواتير
فاتورة التلفاز، الهاتف، الماء والكهرباء
السيارة الضريبة على السيارة
الكراء
وحين تنتهي من تسديد كل شئ
ماذا يتبقى غير وحدتك
وانتظار مميت&
حتى يلفظ الشهر نفسه الأخير
تبدأ يومك بأخذ حمام
وحين ترجع إلى بيتك يغسلك الموت
&