&
ستُعرض للبيع في المزاد مجموعة رائعة من أعمال بيكاسو السيراميكية اقتناها الممثل والمخرج البريطاني الراحل اللورد ريتشارد اتنبره على امتداد 50 سنة. واقتنى اتنبرة الأعمال السيراميكية خلال الاجازات السنوية التي كان اتنبرة يقضيها مع عائلته بانتظام في جنوب فرنسا ، كما يتذكر ابنه المخرج المسرحي مايكل اتنبره. وقال مايكل ان والديه كانا يحبان قضاء الاجازة في مكان واحد ، وكانا يحبان الأماكن التي يألفانها فكانا يقيمان في الفندق نفسه كل مرة وفي غرفة النوم نفسها وحتى السرير نفسه. وعلى بعد كيلومترات قليلة من فندقهما ، في كاب دانتيب كان استوديو مادورا للخزفيات في فالوري ، اكتشف اتنبره اعمال بيكاسو السيراميكية في عام 1954 وأخذ يبتاع بضع نتاجات كل عام يهديها الى نفسه بمناسبة عيد ميلاده. ويروي مايكل اتنبره ان والده كان يأخذ العائلة في رحلة شاقة بالسيارة من لندن الى فرنسا على طرق تمر ببلدات توجد فيها مطاعم فاخرة. &وتبلغ الرحلة ذروتها بزيارة الحج السنوية التي يقوم بها ريتشارد اتنبره الى استوديو سيراميكيات بياسكو في فالوري. وكان اتنبره هائماً بالأعمال السيراميكية ويعتبرها نتاج فنان عبقري. &وحين التقى بيكاسو بالصدفة في استوديو مادورا عام 1963 كاد ألا يتمالك نفسه من شدة الاثارة. &وتحدث اتنبره لاحقا عن هذا اللقاء بالقول "اعتقد ان قلبي توقف عن النبض للحظة وأنا واثق من ان أثر اللقاء كان لا يقل عن وقوفي فجأة امام شكسبير أو بيتهوفن وجهاً لوجه". &واضاف ان بيكاسو "كان ساحراً الى حد لا يوصف".&
ويتذكر مايكل ان بيكاسو كان يسترق النظرات الى أمه وهو يكتب توقيعه الذي طلبه والده اعتزازا باللقاء. &وقال ان بيكاسو كان صاحب فكاهة رائعة ولا يفوت فرصة لمغازلة المرأة التي يصادف وجودها معه في مكان واحد "ولكن والدي لم يعبأ بذلك وكان التوقيع من أثمن مقتنياته. &وكان حقا يشعر ان بيكاسو عبقري". كان ريتشارد اتنبره نجماً سينمائياً كبيراً ولمع اسمه في افلام مثل "صخرة برايتون" التي تستوحي رواية رواية غراهام غرين بهذا الأسم. &وكان باكورة اعماله في الاخراج السينمائي فيلم "او! &يا لها من حرب رائعة" في عام 1969. وكان اتنبره يطمح باخراج فيلم عن حياة المهاتما غاندي وحقق طموحه في عام 1982 بفيلم فاز بالاوسكار افضل فيلم واوسكار افضل مخرج. واللافت ان اتنبره ابتاع الأعمال السيراميكية بأسعار رخيصة. &وستعرض دار سوذبي للمزاد مجموعة تضم 67 قطعة يُقدر ان يصل سعرها الى 1.5 مليون جنيه استرليني. ونقلت صحيفة الغارديان عن سيفرين ناكيرز الخبيرة المختصة بأعمال بيكاسو السيراميكية في دار سوذبي قولها "انها بكل بسطاة أفضل مجموعة في حيازة فرد مترعة بالبهجة الخالصة التي كانت تمنحها للورد اتنبره ومتعته بفكاهة بيكاسو المشاكسة". تبرع اتنبره الذي توفي عام 2014 بنحو 100 عمل من اعمال بيكاسو السيراميكية الى متحف نيو ووك وغاليري الفن في مدينة ليستر وسط انكلترا تكريما لذكرة ابنته وحفيدته اللتين لقيتا حتفهما في التسونامي الذي ضرب تايلاند عام 2004. واكد مايكل اتنبره ان والده لم يقتن قط أي عمل فني لحسابات تجارية بل كان يشتري الأعمال الفنية لأنه يحبها. &واضاف انه لن يحضر المزاد الذي ستباع فيه سيرايميكات بيكاسو في 22 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل لأنه لن يتحمل فراقها ولكنها اعمال جميلة وستنير حياة من يقتنونها. &
&