ستتحول أحداث رواية إيزابيل الليندي (انيس حبيبة روحي)، التي تدور حول شخصية الفتاة الإسبانية انيس دي سواريز، الشاهدة على غزو تشيلي، إلى مسلسل تلفزيوني.
&
كان الإسبوع الماضي بالنسبة لإيزابيل الليندي (74 عاماً) مليئاً بتغييرات وقرارات عديدة، حيث قامت ببيع منزلها الذي شاركها فيه ويليام غوردون، والذي لا تزال تناديه ب "ويلي" بكل مودة، بعد مرور عام على إنفصالهما. منزل كبير في طابقين، مع حوض سباحة، يقع في ضواحي مدينة سان فرانسيسكو، في الولايات المتحدة.&
تقول الكاتبة التشيلية التي كانت متزوجة منذ 27 عاماً من المحامي الأمريكي، ومؤلف الروايات البوليسية "تركت المنزل وقمت أيضاً ببيع الأثاث، والسجاد، والستائر، وسكنت في بيت صغير، قريب جداً من مبنى المؤسسة. حسناً، لقد أجريت تغييراً في حياتي. كان ويلي يتولى القيام بالعديد من المهام الإدارية الخاصة بي. لقد إنفصلت عن زوجي، وبالإضافة إلى ذلك، توفي بعض الأشخاص القريبين مني، والذين كنت أحبهم كثيراً، مثل وكيلة أعمالي، كارمن بالسيلس، وكذلك كلبي الذي كنت أعبده".
ومع ذلك، ترى مؤلفة رواية (منزل الأرواح)، التي باعت نحو 70 مليون نسخة منها في جميع ارجاء العالم، وتم ترجمتها إلى 35 لغة، ونالت ( جائزة خوسيه دونوسو الإيبيروأمريكية)، و(الجائزة الوطنية للأدب 2010)، ترى أنها على احسن حال اليوم.&
وسوف يتكون المسلسل التلفزيوني الذي سيعرض من على شاشة قناة (تشيليفزيون) التشيلية، من ثمان حلقات. ويتولى مهمة كتابة السيناريو كل من الروائي الأرجنتيني إدواردو ساجيري، والكاتب المسرحي التشيلي لويس باراليس. وضمن الإعلان الخاص بمسلسل (انيس حبيبة روحي)، تقوم الممثلة فيرناندا أوريخولا بتجسيد دور (انيس دي سواريز)، في حين يؤدي فرانثيسكو بانين شخصية (بيدرو فالديفيا). وستبدا عملية تصوير أحداث المسلسل في 2017، بقيادة المخرج نيكولاس أكونيا.
تقول إيزابيل الليندي التي كانت قد أصدرت كتابها (انيس حبيبة روحي) قبل عشر سنوات "عندما إقترحوا عليّ هذا المشروع قلت لنفسي: هذا سيكون مكلفاً، ولا أعتقد أنه يمكن تحقيق ذلك. حسناً، لقد تسلمت العديد من العروض لتحويل كتبي إلى السينما، وأن المنتجين يعملون لسنوات في محاولة للحصول على المال، الأمر الذي ينتهي إلى لا شئ، ولكن عندما وصلني هذا الخبر، فرحت، لأن الحافز الإقتصادي لا يصدق".
ورواية (انيس حبيبة روحي) هي عبارة عن قصة تأريخية تقوم بروايتها ذات المرأة التي شهدت غزو تشيلي، وتأسيس سانتياغو. نقرأ في الكتاب "أنه أمر مؤسف أنني لم أكن أستطيع الكتابة، لكنت قمت بتدوين ملاحظات. على الرغم من أنني لم أدرك حتى ذلك الحين أن حياتي تستحق أن تروى، لكن تلك الرحلة كان المفروض أن تسجل بكل تفاصيلها".
في هذا اللقاء الذي أجرته صحيفة (لا تيرسيرا) التشيلية معها، تلقي إيزابيل الليندي المزيد من الضوء على مشروع تحويل روايتها (انيس حبيبة روحي) إلى مسلسل تلفزيوني.
&
ما رأيك بالإعلان التلفزيوني عن المسلسل؟
رائع! وإن لم نكن نعلم فيما إذا كان هناك المزيد. سوف يرسلون نصوص الفصول الجاهزة &للعمل كي أقوم بالإطلاع عليها. لكن، ما الذي سأضيفه أنا؟ هؤلاء هم أفضل الناس. الآن تبدأ روايتي مع انيس في إسبانيا، لكن المنتج العام في التلفزيون التشيلي أخبرني أن الفصل الأول سوف يقدم انيس وهي في تشيلي. يبدو أنهم قاموا بإجراء بعض التغييرات. أن ما إتفقنا عليه هو أن يتم تسليط الضوء على لاوتارو، شخصية يتمنى أي بلد أن يحتضنه. يجسّد لاوتارو شعب مابوتشي (مجموعة من الشعوب الأصلية الأمريكية والتي تتمركز في وسط وجنوب تشيلي وجنوب الأرجنتين) الذي لم تستطع أية قوة أن تُهزمه. شعب لم يخضع لأحد أبداً. كنت أتمنى أن أكتب تأريخ هذا الشعب، لكنني لا أرى أنني مؤهلة لتحمل هذه المسؤولية. حاولت إستيعاب تأريخه، لكن أعتقد أن قصته يجب أن يرويها كاتب مابوتشي.

كيف ولدت رواية (انيس حبيبة روحي)؟ & &
&أتذكر عندما درست تأريخ تشيلي، كانت شخصية انيس دي سواريز طاغية على كل الأحداث. هناك عدة أسباب لذلك. أولاً، كانت إمرأة، إضافة إلى أنها كانت عشيقة بيدرو دي فالديفيا، الذي كان مرتبطاً بإمرأة في إسبانيا. وفي رسائله التي بعثها إلى الملك، لم يكن يشير إليها أبداً. الشئ الوحيد الذي يُعرف عن انيس، تلك المستندات التي قامت بتوقيعها في آواخر حياتها، لأنها لم تتعلم القراءة حتى بلوغها سن الأربعين. ولم تترك حينها يوميات ولا مذكرات. ومن خلال هذه المستندات، إستنتجنا أنها كانت تملك الكثير من المال والسلطة السياسية. وقد تمتعت انيس دي سواريز برؤية خاصة بها للأشياء. وبينما غيرها كان يذهب للحرب بحثاً عن الذهب، كانت هي تزرع الأشجار وتربى الدجاج، وبذلك كانت تضمُّ أراضٍ جديدة إليها. وبعد ذلك تزوجت من رودريغو دي كيروغا، حاكم تشيلي لفترة طويلة، والذي أصبح شخصية سياسية رئيسية في البلاد. وكل ما نعرفه عنها جاء عبر الأحكام الصادرة من محاكم التفتيش ضد بيدرو دي فالديفيا، ومن بين هذه الأحكام، تبرز تسعة منها ضد السلطة التي كانت بيد انيس، والصادرة من قادة وجنود.
& & & & &
عاصفة مدمرة
تعيش إيزابيل الليندي منذ أكثر من ثلاثة عقود في الولايات المتحدة. وتزور موطنها الأصلي تشيلي على الأقل مرة واحدة في السنة. وكانت منذ شهر في سانتياغو. وقد جاءت للإحتفال بعيد ميلاد زوج والدتها.
تتحدث الكاتبة قليلاً عن قصة روايتها المقبلة، وعن النجاح الذي حققه كتابها (العاشق الياباني) الذي صدر في 2015 قائلةً "العم رامون أكمل 100 سنة. وقمنا بتكريمه في الأكاديمية الدبلوماسية التي شغل منصب المدير العام فيها. أعتقد أنني سأعود مرة أخرى في شهر ديسمبر/ كانون الأول. كل منهما أصبح كبيراً في العمر. والدتي تبلغ 96 عاماً. لا لا يزال كل منهما متألقاً، وعليّ أن أستثمر ذلك. أنا ووالدتي نتواصل يومياً من خلال الكتابة. أنها تستخدم البريد الألكتروني، و(السكايب) من دون مشاكل".
كانت البداية عاصفة ثلجية. حدث ذلك في أواخر يناير/ كانون الثاني الماضي، عندما هبت عاصفة أطلق عليها إسم "جوناز" وخلّفت وراءها عشرات الموتى في نيويورك. وألغت "العاصفة المدمرة" الرحلات الجوية، وكانت هناك فترات إنقطاع التيار الكهربائي في واشنطن، وبالتمور، وفيلادلفيا، ونيويورك. قبل ذلك بأسابيع قليلة كانت صاحبة رواية (باولا)، ومعها إبنها نيكولاس وزوجة إبنها، قد إستأجرت منزلاً في مدينة ناطحة السحاب. حينها، لم تكن هناك مؤشرات على وقوع عاصفة. وكانت قد راودت مخيلة الكاتبة التشيلية بعض الأسئلة، والتي بلغ عدد صفحات ما كتبت حوالي 200 صفحة. ومن بين تلك الأسئلة "ماذا لو كنا مكثنا في ذلك المنزل؟ كم من الوقت كنا سنبقى مدفونين هناك؟ ما الذي كان سيحدث؟ من كان سينضم إلينا أيضاً؟".
&
إذن، ستكون رواية مستندة على قصة حقيقية؟
أنها قصة خيالية أحاول وضعها في زمن حقيقي، وفي ظروفٍ حقيقية. أحاول أن أكون حذرةً جداً مع التفاصيل، لأنه إذا كان من الممكن تصديقها، فأن الخيال أيضاً سيكون كذلك. أن ما يميّز أي عمل أدبي، على سبيل المثال، يكمن في أنه يستند على شئ حقيقي، لا يحلّق عالياً في الهواء مثلما هو الحال مع الروايات الرومانسية. ما أحاول القيام به هو وضع شخصياتي ضمن مسرحٍ يمكن للناس التعرف عليها، وتكون ذات مصداقية. تنطلق نقطة البداية في كتابي، فيما بعد العاصفة الثلجية التي وقعت في يناير/ كانون الثاني الماضي في نيويورك، والتي سجلت أدنى درجات الحرارة منذ عام 1869.
&
كيف ترين نفسك اليوم؟
أنني أمرّ بوقت جميل، وسلام عميق، وأدرك جيداً ما أريده وما لا أريده. لم أعد أقدم التنازلات. أعمل قليلاً وما أرغب في القيام به. أعيش جداً هادئة وسعيدة، محاطة بإناس يعنون الكثير بالنسبة لي، ويدعمونني كثيراً. أكتب منذ أكثر من 35 عاماً، وأصدرت 22 كتاباً، والناس تحترمني. ومن الجميل أن تعرف أن هناك من يحترمك وأنت في هذا العمر.
&