&

بقلم فتيحة النوحو من المغرب&
&
نزف &قصيدة مونولوجيه درامية سالت حمرتها بتواطؤ بين &الشاذر &والشاعر المغربي عمر علوي ناسنا &والممثلة فاطمة عاطف على ركح مسرح محمد الخامس &بالرباط في عرض ما قبل الأول&
فالعودة بعد غياب &طويل بنص أدبي شعري &وليس &بمسرحي &لم يكن اعتباطيا من &بطلة العرض/ الفنانة عاطف بل كما كشفت لنا & & كون &الممثل التراجيدي منذ الإغريق واليونان وصولا لشكسبير كان &يحكي مأساته شعرا، وليس نثرا، و القبض على الصورة في الشعر ليس فعلا بديهيا، وتضيف الممثلة قائلة:
"لقد تطورت الكتابة المسرحية وتطورت معها الكتابة الدراماتورجية ، بمعنى أنه صار بإمكاننا أن نمسرح أي شيء &حتى لو كان ذلك الشيء عبارة عن جملة صحفية وعندما أقول نمسرح، فهذا لا يعني تفضئة أو ترتيب مشاهد وأحداث فوق الخشبة ،لكن المقصود تحديدا هو قراءة وتأويل تلك الجملة وفق رؤية جمالية خالصة وخاصة ، واعتبر نفسي ممثلة نهمة &و تستهويني المساحات الشاسعة في الحوارات وفي الأداء ، والمونودراما &بمثابة فضاء رحب واسع وشاسع يمنح للممثل كل الإمكانيات لتجريب كامل كينونته
&
&&
Apocalyptique نزف قيامي&
&
تماهت الممثلة &مع نص &نزف لدرجة أصبح &هذا الصولو في السرد ، في الايماءة ،في حركة الجسد وفي الانفعال الداخلي والمعلن & غرقا في الذات وبين الذات ، لذا لم تفسح مجالا لعنصر خارج مدارها &ليتلقف مقود القيادة أو الإدارة، بل &احتفظت بمهمة &إخراج النص لتكون وسيطا أوحدا بين النص والجمهور ، وعن إقدامها &لعدم إسناد &مهمة الإخراج لصاحب اختصاص تجيب بتساؤل:
&هل الإخراج تخصص أم هو إحساس بالأشياء ورؤية للوجود وللعالم؟
&إن أغلب المخرجين للأسف وليس كلهم ينطلقون من درجة أولى في حين ينبغي أن يكون الإخراج مستلهما لدرجة أعلى، وبعد هذا الغياب لم يكن من الممكن أن يشاركني هذا التحدي أمام نفسي غير نفسي، فالذي أثارني مرة أخرى في نص نزف&
هو كونه نصا قياميا &يربك كل يقينيات ليس الممثل فحسب بل الإنسان ، نص ينطلق من النطفة إلى العلقة إلى المضغة لينتهي بنا إلى حقل &الطين الملغوم بالمعاني، فأن تلتقي بنص في عمقه و راهنيته وجنونه سيكون من الحمق تقديمه لشخص آخر ليتقاسمه معك ،حتى على مستوى سينوغرافيا عندما أودعت النص &بين يدي السينوغراف المبدع عبد الحي السغروشني قلت له شيئا واحدا : أنا أحمل هذا النص وحبلى برؤيته الإخراجية والمطلوب هو أن تظهر أعراض الحمل على الجسد ، بمعنى أن التحولات الفيزيولوجية التي تحدثها أعراض الحمل في الجسد ،وهي القراءة أو الرؤية السينوغرافية للنص، من هذا المنطلق فالسينوغرافيا لم تكن تنفيذية ، لقد كانت إبداعا وقراءة جمالية خالصة للأفكار والمحددات التي تحملها الرؤية الإخراجية.
&
&
المرأة وسلطة الكادر
&
أنت اعتبرت نفسك &ضحية و اعتبرتني جلادا،أ خرجي من دور الضحية &،وأخرج من دور الجلاد"
هذا &المقتطف من &عرض نزف & يحيل &على الإطار الذي &يرتكن له كل من الرجل والمرأة &في وعي جمعي يشكل &بجبروت الأدوار والصفات &لكل منهما ، &فالكاتب عمر العلوي ناسنا &من خلال نصه نزف هدم &القالب الذي تبنى عليه هذه التصنيفات &فهو يعترف أن هذه المونودراما & تنسف الضحية والجلاد &وتضعهما &معا في حرب مشتركة موجهة لجبهة &واحدة هي جبهة &صناع المعنى
&
&ويضيف :
فلكل لون دلالة، لكل كلمة معنى، في مطحنة الثقافة وجد الإنسان نفسه ضحية للمعاني التي خلقها فصارت سجنه، تأرجح بين هذا المعنى وذاك، كانت مأساته يوم اكتشف أن وراء كل معنى وحش يحميه ويأكل منه و به يصنع العبيد.
&الخروج من الأرجوحة، الخروج من سجن اللون إلى جنة التناغم والتعدد معناه الخروج من إطار صورة متجبرة وكادر قاس يظهر لك زاوية نظر، ويحولها لحقيقة مشذبا الصورة مقتطعا ماهو خارج الإطار. مونودراما نزف هي كتابة تحاول أن تهشم الإطار وتعطي الحق لماهو خارج الاطار، نحن لسنا معنى واحدا مشذبا مهذبا نحن ما ترضون عنه وما لا ترضون عنه.&
النص يشتغل على فكرة الكادر على مايقع داخله وما ينفلت خارجه على النحو (La & & grammaire) &الذي تخضع له الحياة البشرية ،
يبرز &امرأة مسكونة بشخصيات ومعان &تصور مقاطع من حياتها مع أرجوحة المعاني قبل أن تنتحر انتحارا خاصا وفريدا ، امرأة تعيش حياتها كنزيف ليس بمعناه البيولوجي بل نزيف وجودي تبدأ فيه الأنا من آخر نقطة نزيف بمعنى أنها اختارت أن تسير لمواجهة اللامعنى عن طريق تمثل ووعي &عراك الأصوات في داخلها.
& ويخلص عمر نانسا & إلى كون &النص قسم للوحتين: &لوحة أولى تعرض لصيرورة امرأة في صراعها وحوارها مع سلطة الكادر بين الطفولة والمراهقة والرشد حيث تدور في مطحنة المعنى &التي تفرضها كل مرحلة مختصرة الوجه البيولوجي الثقافي للمعنى.
&ثم لوحة ثانية تسقط فيها في الأرجوحة حيث تتأرجح المعاني بين ضفتين حتى تؤدي بالبطلة للتيه لتنتهي للخلاص بالدمج والتناغم وتغليب سلطة الإنسان على المعنى.
&