&

&
صدر "المجتمع المدني: من التأسيس الأوروبي المأمول إلى الواقع العربي المأزوم كتاب لخالد ساحلي&عن دار الوطن 2017 من الحجم الكبير؛ يطرح ويعالج ويناقش:
&مفهوم المجتمع المدني الذي لم يظهر إلا في سياقات أوربية وفي ظل مناخ الحاضنة البرجوازية، ولذا فلا يفهم المفهوم إلا بالمرور على الظروف المنشأة لخطاباته والتي كانت سببا في تطوره. لعبت السياقات التاريخية دورا مهما في اختزال شوائبه وقدمته في مستويات محسنة في الواقع الراهن، لذلك يرى الكثير من المفكرين أن السياقات التاريخية مهمة في إنتاج المفاهيم،& التي هي حجر زاوية لكل العلوم، فلا تقف على مجرد التعريفات والتوضيحات والتوجيهات؛ بل هي عملا منظما منتجا صالحا للمشكلات بل أكثر من ذلك. يتصل مفهوم المجتمع المدني بالممارسات السياسية محللا صداها الذي ينعكس سلبا و إيجابا في الواقع. لذا فالمفهوم في سياقه التاريخي الأوروبي يمثل نتاج السياسة المنتهجة الغير متوافقة التي تعيد إنتاج الخطاب البائس الاستبدادي الكنسي والملوكي، ومن هذا المنطلق فالمجتمع المدني يعيد خطابه هو أيضا في ثنائية الوقوف ككيان موازي لهيمنة السلطة أو الدولة ومراقبا لأعمالها. يرى بعض باحثي علم الاجتماع والفكر السياسي وجوب معرفة هوية استعمالاته وسياقاتها المطبقة والمحددة له.
إذن ماذا يعني المفهوم في الوسط العربي والإسلامي؟ وعلاقاته بالديمقراطية والمواطنة ومصطلحات الحداثة الأخرى من علمانية ولائكية& وعولمة؟ مصطلحات فرضت نفسها بقوة على الساحة العربية والإسلامية في ظل عالم متسارع متوحش، يدعو للهيمنة على الضعفاء وإلى اتفاق الأقوياء. وفي ظل كثرة الممثلين الاجتماعيين والسياسيين أو تناقصهم فإنه يتضمنهم هذا الفضاء العام للجمعيات والتكتلات والنقابات. ومهما شملهم الاستبداد وحاصرهم إلا أن الفاعلين الاجتماعيين يطالبون بالمزيد من الانفتاح على المجتمع المدني الذي تكوّن أوروبيا على تراكمية تاريخية لثلاثة قرون متتالية أظهر فيها التعاقد، والحقوق والواجبات واحترام التعايش والملكية. هذا ما يطرحه الكتاب ويعالجه ويناقشه.
&