& &

&
في عام 1482 غادر ليوناردو دافنشي مسقط رأسه في منطقة توسكاني وانتقل ميلانو.& وكتب الى لودوفيكو سفورزا ، حاكم المدينة& ، يعدد له مؤهلاته العالية بأمل أن يمنحه فرصة عمل.& وقال للحاكم انه يستطيع ان يصمم جسوراً ويصنع انواعاً جديدة من المدافع ويحفر "ممرات ملتوية سرية" ويشق قنوات مائية ويخطط مدناً.& واضاف ليوناردو ابن الثلاثين عاماً وقتذاك "وكذلك في الرسم ، أستطيع ان أفعل كل شيء ممكن".& وهكذا لم يذكر مبدع الموناليزا مواهبه الفنية إلا كفكرة خطرت له لاحقاً حين كاد ان ينتهي من كتابة الرسالة.& ويقول الكاتب والتر آيزاكسون ، رئيس معهد آسبن للدراسات التربوية والسياسية في الولايات المتحدة ، في سيرة حياة دافنشي التي كتبها عن هذا الفنان والعالم الرياضي الذي عاش في عصر النهضة "ان ما أراد أن ينقله عن نفسه بالدرجة الرئيسية كان التظاهر بامتلاكه معارف في الهندسة العسكرية.& وكانت هذه المباهاة تمثل طموحاً لديه.& فهو لم يشترك قط في معركة ولم يصنع أياً من الأسلحة التي ذكرها". في النهاية تمكن دافنشي من دخول بلاط لودوفيكو حيث سرعان ما عُرف بوصفه مصمم مواكب كرنفالية.& إذ كان يعد الديكور ويصمم الملابس ويبني المشهد ويصنع آلات لإدخال البهجة في جمهوره (وأرباب عمله) خلال احتفالات البلاط المختلفة.& وكل ما لدينا اليوم& بضعة تقارير تصف الأُبهة العابرة لهذه المناسبات ، وهو مبعث إحباط لمؤرخي الفن الذين يفضلون التعامل مع نتاجات أكثر ديمومة لعبقريته.& ولكن آيزكسون يجعل من الواضح في سيرة حياة دافنشي ان الفنان أحسن توظيف خبرته المكتسبة من تصميم المهرجانات في أعمال فنية لاحقة.& &
كان دافنشي سعيداً في ميلانو.& وكتب احد مجايليه "انه كان رجلا ذا جمال متميز ورشاقة متناهية".& وكان موسيقياً من الطراز الأول ، يرتدي ألبسة باذخة ويتمتع بشعبية في البلاط وكانت له علاقات مع سلسلة من الشبان.& ويقول آيزكسون ان دافنشي كان متصالحاً مع كونه ناشزاً:& "غير شرعي ، مثلي ، نباتي ، أعسر ، سريع الانصراف عما يشتغل عليه واحياناً هرطوقي" . ترك دافنشي بعد وفاته 7200 صفحة من الملاحظات التي تتضمن افكاراً من كل نوع.& واسفر انشغاله بعدة اشياء ثانوية عن بقاء الكثير من اعماله الكبيرة غير منجزة.& ونتيجة لذلك هناك 15 لوحة فقط منسوبة اليه كلياً أو في جزء رئيسي منها.& وهذا عدد ضئيل بالنسبة لفنان بعبقرية دافنشي.& &
&