&
ترجمة: وتقديم عباس الحسيني
&
لا يمكن تلمس الأبعاد الدرامية، على شموليتها،" وسعة طرحها ومعالجاتها، الا ضمن سينوغرافيا البيئة، حيث المسرح الاوسع لتحاور الأضداد، كما يشير المسرحي النابه برتولد بريخت، والفلم الكندي الاحدث، الطائرة المسيرة، والتي يصطلح عليها لدى ادبيات الجيوش، او الطائرة بدون طيار ، وتعرف ايضا بالقاتل المتخفي فضائيا، والقاتل الأعمى،& والى غيرها من المسميات. لكن الشريط السيمي الأدق، اذا صح التعبير الدرون ، يأتي ضمن عدة أفلام تعقب الأحداث الحربية او السياسية الكبرى، وعلى غرار فام ايران غيت، حول فضيحة توريد السلاح الأميركي لإيران إبان حرب الثمانينات، وفلم هاربر بيرل، حول الهجوم الياباني على فلوريدا، والذي سبق هجوم اميركا الذري على هيروشيما وناكازاكي، وفلم قائمة شاندلر،& ذو النقد اللاذع لبربرية الرايخ والجيش الألماني تجاه يهود اوروبا ، وفلم خزانة الالم،& الذي نال الأوسكار عن ماساة الغزو الأميركي للعراق .&
لكن فلم الدرون، هو محصلة لنقد الآلة والتوظيف اللا إنساني لجيوش الظلام، التي تقصف الإرهابيين والمطلوبين على قوائم السي آي أي، والاف بي آي. والفلم محاولة للربط بين واقعيين اجتماعيين مختلفين ، فالموظف الأميركي في دائرة المخابرات الأميركية ، يخفي عمله ومهامه العسكرية عن زوجته وابنه الوحيد، وهو يوجه قطعات الجيش الى البيانات الحربية، لشن هجوم عليها . لكن الذي يحدث ، كما في جميع الحروب ان الأبرياء يقفون في مقدمة الضحايا ، وهكذا تودي الهجمة التكنولوجية الى تحقيق هدفها وبمقتل ابرياء في أفغانستان، مع توليفة حزن لنسوة يقعن تحت قصف لا رحمة فيه ولا عودة ولا حوار&&
ومع حبكة مرسومة بخيال جامع يحصل احد الإرهابيين على عنوان وموقع بيت الموظف، الموجه لتلك الهجمة، وهنا يبدأ حوار أخاذ يعبر عن ذكاء الإرهابي وقدرته على التغلغل ، ومن ثم الدخول الى بيت العميل السري ، بحجة شراء قارب قديم ، وهو يحمل حقيبة متفجرات تكفي لتدمير مدينة& باكملها&
الصراع النفسي الإرهابي المنتقم لذويه قبالة الضابط المنهمك بتوفير مستقبل يليق بابنه الوحيد وزوجته المخلصة تصبح الأئمة كلها تحت رحمة المنتقم العابر للقارات ، وهم يسترجعون بديهيات الموت والحياة على مسرح قلق ومرتبك&
الصراع الذي ينتهي بمقتل الإرهابي، يوحي لنا بان القدرات العلمية والنفوذ العالمي، يقفان عاجزين امام فداحة الالم الإنساني الدفين ، وان الحرب الضروس في مقارعة الاٍرهاب ، إنما أخذت تنتج اجيالا مختلة في جميع البلدان& والمجتمعات&وان الضحايا لا يمكن ان تنسى،& او ان تلتئم جراحها ، الا& بالانتقام وأخذ الثار&
الفلم بحداثتها وذكاء الكاميرا فيه يحقق عالما من المتعة الدرامية ، الى جانب الظفر الموسيقي الممتزج بالمؤثرات والمعالجة التقنية المتفردة&
الممثل شون بين وبملامحه القاسية،& يوحي لنا بانه العميل الاخطر في تغذية القاتل الفضائي،& بكل ما يحتاجه من ملمتر لحركة الصواريخ ، ومع الممثلة ماري مكرماك ، والارهابي او رجل الاعمال الباكستاني ، كما يدعي ، وهو الممثل باتريك صابونجي، والذي ابدع في تقديم دراما حوارية أخاذة، تحبس الانفاس، وتقدم جماليات للفضاء المحصور في بيت العميل&
&الفلم هو انتاج كندي للعام ٢٠١٧ ومن المتوقع ان يمون له دور في حصد جوائز لهذا العام او العام الذي سيليه وهو بعهدة المخرج المبدع جيسين بورغ&
&
الولايات المتحدة&&