&
1 (جنون)&
مطارق وصنوج&&
في احتفالِ الخرافة&
سجائر&
وألمٌ في العينين&&
&&
أرقٌ&
يحفرُ عميقاً&
ليقيمَ&
إلى الأبد&
& & & & & & & & & & &بين
& & & & & & & & & & & & &الحلمِ والجنون.
2 (عينان في المرآة)&
دخِّنْ معي&
أيّها الغريبُ سيجارةً&
نادمْني&
لكي أنسى هبوبَ الريح&&
في الصحراءِ القاحلة& &
تعالَ نمشي معاً الليلةَ&
ثمَّ ارحلْ&&
انظرْ كم يشبهُنا الشجر& &
كم تشبهنا القطط&
كم نحنُ غير موجودين&&
مثل الطيورِ&
التي كانت هنا&
هذا الصباح&
واختفتْ&
&&
أنا معك يا صاحبي&&
عزاءٌ للعينينِ المعلّقتينِ&
في المرآة&
وللرأسِ&
التي تسندُها كفٌّ&
على سرير.&
&
3 (صراخٌ صامت)&
لا يهمُّ في أيّ ليلةٍ&&
ضيّعَ عينيه&&
انحنى مفتّشاً بين الشوكِ&
عن بقاياه&&
يفكّرُ بالآتي&&
المدى أسود&
رمادُ بركان& &
يزاوجُ الأرضَ والسماء&&
أو زيتٌ أسود&
تُمطرُه على الأرضِ سماء&
أحزانُ العالم&
مُصوَّبة إلى قلبِه&
يبحثُ&
بين الحصى&
عن أثرٍ لقدميه&&
تهشّمتْ مرآتُه&
وضاعَ وجهُه بين النثر&
ما لونُ بشرتِه؟&
ما حجمُ أنفِه؟&&
إنّه يستشعر غرباء&
في داخله&
جذوراً تستقي من خوفِه&
نملاً يدبُّ بكاءً صامتاً&
&
لا يهمُّ&&
إنّه& مشغول عن الأسئلة&
بمأتمِه&
وعن اسمائهم&
بالنجاة.&
4 (عارياً)&&
قفْ&
على رأسِ الجبل&
تعرَّ&
مثل كلِّ يوم&
منذُ الإجتياح&&
القمصانُ ممزّقة&
جلدُكَ يلاطمُ خجولاً&
ريحاً، برداً وانتقاماً&
&
ليس غير حانات الليل&
تسترُ المهزومَ&
المكسورَ على سكّين&
إلى أين يذهب&
من فقد الزمانَ والمكانَ& &
وأينَ يرسي مرساتَه&
والبحرُ ابتلعَ المركبَ والميناء؟&
&
يتعرّى&
ليؤكدَ توازنَ الأشياء.&
5 (عتمة)&
ماءٌ ساخنٌ على الجسد& &
وفي الطريق إليها&
يتساقطُ عمرٌ متشابه&
مثل غابة كينا محترِقة& &
الذكرياتُ ترشحُ عرقاً&&
على جدرانِ خيبةٍ ـ&
انكسارتٍ وهزائم&&
أحاولُ التخلّصَ منها تباعاً&
في بركةٍ& &
قلْ عن نقطةٍ في الهواء شيئاً&&
قلْ عن محيطٍ يعومُ بلا معنى&
اسألْ مطراً يتساقط مزدحماً على رمل&&
ماذا يفعل غيرَ أن يسخرَ&
من عطشِ الروحِ&
التي تريد&&
في هذه العتمة؟.& &
6 (يومٌ قتيل)&
واليومَ&
قتيلٌ&&
طفلٌ يتيم&
ساعةُ الحائط&&
معطّلة&
فراغ ومشاجرات&
القلبُ!&&
على نعشِ الروح&
واليومَ قتيل&&
طفلٌ فقيرٌ&
يجلسُ وحده&
عند رصيف&
تحطُّ&
فراشةٌ&&
على كتف&
ويكرُّ&
خيطُ دموع.&
7 (هناك)&
ذاك القابع هناك&
حيث يعشبُ النسيان المحطَّم&&
يفكِّرُ إنّ هذا العالم مجنون&
وكلّما يقع على ظلّه!.&
8 (ألمٌ)&
فجأةً&
ومن أوّلِ يقظةِ غريق&&
فاتحاً عينيه على&
جِ دَ ا رٍ يتهاوى.&
9 (بركةُ دمّ)&
يتّكئ على كتفِ عمرِه&&
يحاولُ أن يقرأ سطراً من ماضيه&
الذي يرفع يداً بين ركام ليختفي&&
أو يرفع يداً بين أمواج ليغرق& &
وفقط بالأمس أشرقتِ الشمسُ من جهة&
كان شابّاً يعبرُ إلى حديقة&&
وكانت شاحنةٌ تفرَّ بعيداً&
من بركةِ دمِه.&
10 (المشهد)&
يُسدَلُ الليلُ& &
غراباً عند ذاك الخراب&&
وعند جذعِ شجرةٍ&
تنتظرُ الجرذانُ برقاً ورعداً&
لا يأتيان&
ووحيد ينتظر عاصفةً& &
ومشهداً أخيراً.&
&
ـ كُتِبت هذه الأوراق بين العامين 1987 و1989.&
&
&
التعليقات