حكمت الحاج: أقام قروب عشاق الكتب بمدينة سوسة، جوهرة الساحل التونسي، جلسة حوارية احتفائية بالكاتب التونسي وليد بن أحمد وذلك بمناسبة صدور مجموعته القصصية "هنا يراق الدم خلسة" عن دار "زينب" للنشر بتونس.

وقد حضر اللقاء جمع من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي في المدينة من مختلف الشرائح العمرية إلا إن جُلَّهم كانوا من الشباب وهذا ما أضفى على الجلسة طابعا سجاليا مستفيدةً من حضور الكاتب بنفسه ليرد على التساؤلات ويغني النقاش.

وعلى هامش هذه الأمسية الثقافية كان لنا مع القاص المحتفى به وليد بن أحمد هذا الحوار:

لماذا القصة القصيرة تعبيرا عن ذاتك في لحظة الوجود؟ كتابك البكر بعنوان "هنا يراق الدم خلسة" هو في نوع القصة القصيرة، ذلك الفن الأصعب. لماذا لم تكتب الرواية طالما هي الموضة السائدة الآن في عالمنا العربي؟

في الواقع، لم آت إلى عالم القصة صدفة. يقول الكاتب والناقد ويت بيرنيت "لا يمكنك أن تكتب قصة جيدة إذا لم يكن بداخلك قصة جميلة". وأنا ادّعي ان بداخلي قصة جيدة بل قصصا عديدة رائعة، فقد نشأت في بيت عاش على وقع القص. استمعت لمئات القصص الجميلة من جدتيّ رحمهما الله. كنت طفلا مشاغبا فانهالت علي القصص ترهيبا وموعظة وتسلية. ويبدو أنني استبطنت هذه المـَـلَكَة فكتبت ومزقت عديد القصص على أيام دراستي الثانوية. كان الالهام ملحّا في حصص الرياضيات والفيزياء. تطورت الأمور فيما بعد، خاصة في أيام الجامعة. تطورت مدونتي شيئا فشيئا الى أن نشرت مجموعتي الأولى. أعلم انه "زمن الرواية" كما يقول الناقد د. جابر عصفور، لكنني لم أكتب القصة مطية أو مدخلا لكتابة الرواية. آمنت فعلا ان القصة فن وجنس قائم بذاته، مستقل بمكوناته و قادر على تصوير ما لا تأتيه أجناس أخرى. يلهث الكتّاب وراء الرواية أو يكتبون القصة كعتبة لدخول عالم الرواية لكنني أؤمن إن كتابة القصة فنٌّ راقٍ رغم الاهمال الذي اعتراه خاصة في مدونتنا السردية العربية.

بناءا على جوابك أعلاه، دعني أسألك عن إمكانية البوح منك حول مصادرك ومراجعك. وما هي المدارس الأدبية التي تشعر أنك الأقرب إليها من غيرها؟

- أن تبدع أدبا صار بالضرورة بزمننا نتاجا لقراءة نهمة في شتى مجالات الفكر. لا أؤمنُ حقيقةًبالإلهام في الكتابة. أصبحت القراءات المضيئة والبحث والالتصاق بالمجتمع والمثابرة، شروطا أساسية للإبداع. أنا اكتب القصة وقد نهلت ولم أرتو بعد من معين لا ينضب. أنت تعلم ان جميع القصاصين في تونس قد خرجوا من رحم تجربة علي الدوعاجي القصصية في ثلاثينيات القرن الماضي. تأثرت أيضا بالمدونة القصصية العربية لجيل الستينيات. لكنني أعزو شغفي بالقصة أساسا لقصص موباسان ثم لروائع إدغار ألان- بو. اعترف ان دراستي الأكاديمية للأدب واللسانيات الانجليزية أفادتني كثيرا إذ قرأت لهيمنغواي وجون أبدايك وريموند كارفر وتشارلز بوكوفسكي. لم يكن لي مناص من التجربة الأمريكية. كذلك، أرى أن الالتصاق بالواقع قد يفيد القاص كثيرا، فرغم أنه رأسا يطرح أسئلة، قد يطور الاقتراب من المجتمع آليات الكتابة عند القاص وقد يوفر حلولا للمجتمع بدوره. لذلك ترى أثرا كبيرا للمعاش اليومي في قصصي. كما ينطلق القاص من الواقع ناشدا التخييل فإنه قد يعتمد أيضا مصادر أخرى. لقد كتبت مثلا قصة "مدينة الخشب" التي تروي ظروف وملابسات الاعلان عن جائزة نوبل للآداب ولم أزر مدينة ستوكهولم قط. سبق أن زرت باريس ولندن وقدرت ان الظروف مماثلة مع مبالغة في الوصف المادي للمكان. والإطار بصفة عامة استعنت عليه بالصورة التي يوفرها الإعلام والشبكة العنكبوتية. استعنت أيضا بآراء بعض أبناء مدينتي الذين يعيشون هناك ويعودون صيفا بحثا عن شمسنا التي تبعث دفئا في الأوصال والعلاقات.

قلت لي انك تأثرت كثيرا بالجيل الضائع في الأدب الامريكي. أتمنى عليك لو توضح لنا مجال هذا التأثر وتجلياته في قصصك، وخاصة في مجموعتك "هنا يراق الدم خلسة" والتي نحن بصدد الاحتفاء بها راهنا عبر هذا الحوار. هل تم ذلك في الشكل أم في المضامين؟

كان لي اطلاع واسع على أدب هيمنغواي وفيتزجيرالد وفوكنر فلم أجد مناصا من التأثر برواد الجيل الضائع في الأدب الأمريكي، ذلك الجيل الذي عاصر ويلات الحرب الكبرى وانتشر في أنحاء أوروبا هروبا من مجتمع أمريكي قد تغير كليا نحو الأسوأ، أين اندثرت القيم السائدة وساد الضياع والتخبط. نحن أيضا في تونس نعيش مخاضا كبيرا بعد الثورة، ولا ندري أين يجرفنا السيل. نعيش زمن التمرد على السائد وعصر تحطم المبادئ وعبادة المادة. أصبح المجتمع ميكيافليا بامتياز. إن &انتظرت دورك في مفترق دائري فأنت شخص رجعي معقد أو إن احترمت طابورا فأنت شخص فاتته الأحداث. ستجد أن قصصي تحاول رصد هذا التفسخ الأخلاقي. الجيل الضائع في مجموعتي القصصية يتخبط ويجد ضالته في المخدرات أو الترحال الى بؤر الإرهاب.

يمر مجتمعنا اليوم بأزمات عاصفة طالت هويتنا الثقافية بجوانبها الجنسية واللغوية والدينية. وما قصص "هنا يراق الدم خلسة" أو "امرأة مثلي" و"ثورة الحروف" سوى صدى لهذه الأزمة. في قصصي، يبدو الجيل الضائع بصدد البحث عن عقيدة جديدة. أما من حيث الشكل، فلا أدعي التأثر رأسا بمدرسة الجيل الضائع الأدبية غير أنني أميل الى البساطة في اختياراتي اللغوية، فلا تزويق ولا تنميق. حاولت أيضا جاهدا أن أترك المجال لتدفق الأفكار مباشرة من عقول الشخصيات. وقصة "ما زلت جميلة" خير دليل. لا زلت أحلم، ولا أرتقي الى صنعة وليم &فوكنر.

لا أخفيك إعجابي وقراءتي المستمرة لأدب ريموند كارفر وخاصة مجموعته القصصية "كاتدرائية". ولقد ذكرت أنت آنفا تأثرك بكارفر من ضمن من ذكرتَ من الكتاب الذين تأثرت بهم. لكنني أرى ان تقنيات ريموند كارفر موجودة في قصصك أكثر من حضور بوكوفسكي مثلا أو علي الدوعاجي. انظر مثلا قصتك المعنونة "مَثنى وثـُـلاث".. ذلك التوتر الدرامي في المشهد وتوقع الكارثة موجود بشكل مقلق في القصة. ما رأيك؟ لقد كان كارفر أبا روحيا لتيار الواقعية القذرة في أمريكا.

لا يوجد موضوع غير أدبي أو غير صالح للكتابة في تصور ريموند كارفر. هو ينزل الى القاع تماما وينبش في تفاصيل المهمشين والمهزومين. قصصه حافلة بشخصيات بسيطة ومنغمسة في المعيش اليومي. يعري الواقع ويخوض في حفره دون استثناء. انا ايضا على خطى كارفر، اعتقد ان الواقع مادة ملهمة للقص وإن كل قضية أو تيمة صالحة للكتابة طالما أجاد الكاتب طرحها. قصصي أيضا تحتفي بالبسطاء والمهزومين والمهمشين. أرى أنه من واجبي كقاص أن أكتب عن مجتمع نسيه المجتمع. قد ألتقي مع كارفر في التوتر الدرامي الذي يسود المشاهد والنهايات المتوقعة، بمعنى ان القارئ يغوص في المعاش وينتظر قفلة في مستوى تطلعاته، فالتيمات ملقاة على قارعة الطريق والقارئ يجد نفسه في سياق مألوف، لذلك وسمت مجموعتي بـــ "هنا يراق الدم..."، أي ذلك القاع المأزوم بالعنف والجهل والتهميش. وهذا تأثير كارفر رائد الواقعية القذرة. لكن كارفر كان أبعد ما يكون عن الرمزية، وأنا أدعي أنني أضفت شيئا من الرمزية والغموض في قفلات قصصي الصادمة وغير المتوقعة بالمرة، ما يمكنني من اتخاذ مسافة من نقل الواقع برمته. لذلك أضفت "خلسة" الى عنوان مجموعتي الأولى.&

إذن أنت كتبت عن نماذج بشرية من واقعك المعاش، عن رصد وقصد كافيين منك لتكون قصصك مرآة لقاع المجتمع. هل هذه هي مهمة الكاتب؟

أنا أرى أنه من واجبي كقاص أن أكتب عن مجتمع نسيه المجتمع. &كتبت عن السذج والمستغلين اقتصاديا وجنسيا. تناولت قصصي حياة المدمنين وضحايا السرطان وتطرقت الى المثليين وآلام المسنين. أشعر أنني كتبت عن رجل المزابل بامتياز.

يتراوح السرد الضمني في قصصك ما بين الواقعي والمتخيل. هلا حدثتنا عن رؤيتك لهذه المعادلة الكيميائية ما بين ما هو خيالي وما هو واقعي انطلاقا من أعمالك؟

إن الحدود ما بين الواقع والمتخيل في قصصي ضبابية تماما. قد أغرق في الواقعية عندما يتعلق الأمر بقضايا المهمشين والمهزومين الذين لا صوت لهم فأنطلق من القاع كما هو دون تعقيد ودون خداع، تأثرا بكارفر وهيمنغواي. وأحيانا تشحذ الفكرة اتجاهي نحو التخييل التام. خذ مثلا، قصة "مدينة الخشب"أين اضطرني غبن المثقف العربي في مواجهة الصلف الغربي الى تخييل تام لإطار زمني ومكاني يصف هذا الصلف ببروده وقسوته. في قصة هنا يراق الدم خلسة، فرضت قضية تفريخ الإرهاب تخييلا تاما لمدننا العربية، منيعة على الغزاة لكنها تتغاضى على تسلل أبنائها نحو بؤر الجريمة.

أرى تصورات نيتشوية في كتابك القصصي هذا. اللاجدوى، العبث، الهزيمة وكوميديا السوبرمان المعاصر. جميع أبطال قصصك مهزومون في نهاية الأمر. كيف ترى إلى هذا الأمر؟

يبدو أن فكرة اللاجدوى والانهزام أمام عبثية الحياة خيط رفيع يربط بين أغلب شخصيات قصصي. جميعهم قد عانى من اليأس والاغتراب والكبت والفوضى والمرض،ومنهم من عانى آثارا نفسية مريرة لمرض عضال ومنهم من ضاق ذرعا بالعيش تحت جلباب أبيه، ومنهم أيضا من خبر اغترابا وعداء للعالم من حوله. في المقابل، أعتقد ان أبطال قصصي رغم هزيمتهم وإرادتهم المسلوبة فقد تمردوا &على عبثية الحياة، كلّ بطريقته. كلهم بحثوا عن الحرية، أرادوا الإنعتاق من الكبت. أغلبهم تمرد عبر الموت وإراقة الدماء. أخفت الهزيمة نصرا في طياتها، إرادة للسمو على اللاجدوى. أنظر تلك التي تحررت من براثن المرض وبشاعته بالقتل وإراقة الدماء في قصة "مازلت جميلة"، أو ذاك في قصة "ثورة الحروف" الذي تمرد على عبثية الاغتراب اللغوي باللعب مع الموت،أو ذلك الذي تمرد على عقدة أوديب المتضخمة في قصة "نقوش على أروقة الموت" فتحرر منها بالموت وحده. هذه القصة بعينها أردتها تخليدا لذكرى ألبير كامو الذي مات مثل البطل إثر ارتطام سيارته بشجرة. أحيانا يكون الخروج من الحياة انتصارا على الحياة بذاتها، كذلك الهزيمة قد تخفي انتصارا.

والنقد الأدبي؟ هل تستفيد من النقد والتنظير في مجال السرديات عموما في انتاجك القصصي؟ أوضح لنا كيفية تلك الاستفادة.

أشعر أنني استفدت أيما استفادة من اطلاعي على المدونة النقدية وكل ما ينظّر للكتابة القصصية لكن الأمر ينطوي على مفارقة عجيبة إذ إن إفادتي من النقد والتنظير حصلت لي إبان إصداري لمجموعتي القصصية "هنا يراق الدم خلسة". تحسست طريقي في باكورة أعمالي دون أن أهتدي بتراث نقدي وتنظيري للقصة، لكنني دأبت منذ أن صدر كتابي على الاطلاع على بعض المراجع فتعرفت الى تقنيات السرد وبنياته وبناء الشخصيات والتعامل مع الحوار. اطلعت مثلا على كتاب "العين الساردة" لنبيل درغوث و"طرائق تحليل القصة" للصادق قسومة، مما جعلني أنظر إلى قصصي من زاوية جديدة تماما. في المحصلة، آمل أن تحمل مشاريعي القادمة أثرا إيجابيا لاطلاعي على آليات الكتابة القصصية.

ملامح من الواقع اليومي المعاش الزواج العرفي البغاء السري بيع الخمور خلسة الحرقة او الهجرة غير الشرعية الى اوروبا عبر البحر، الخ... هل تهتم فعلا باليومي المعاش؟ والى أية درجة؟

تبدو قصصي للوهلة الأولى مرآة للمجتمع التونسي بآفاته وعاهاته اليومية. استوحيت شخوص قصصي انطلاقا من شخصيات قد تعترضك يوميا في طريقك دون أن تلقي لها بالا. من منا لا يعرف شخصا بسذاجة سالم وطيبته المبالغة في قصة "البطاقة الذكية". كذلك التصقت كثيرا بالواقع لما تناولت قضايا الإدمان والهجرة السرية الى أوروبا وتسفير الشباب الى بؤر الإرهاب. لا أدعي أنني تناولت تابوهات، لكن تطرقي الى تيمات المثلية الجنسية في قصة "امرأة مثلي"أو الزواج العرفي في قصة "مَثْنى وثــُـلاث" كان جريئا الى حدّ ما، وكشف عن التصاق كبير بالقاع. حاولت أن أعالج القضايا الحارقة بإحداث صدمة للقارئ وحثه على التفكير العميق.أؤمن إن على الكاتب أن يطرح أسئلة وأعتقد أيضا ان اهتمام الكاتب بالواقع المعيش قد يطور الكاتب والمجتمع على حد السواء وقد يمكّن من إيجاد حلول لهذه المسائل الحارقة.لا أؤمن بالإلهام في الكتابة وإنما أؤمن ان فعل الكتابة حياة ثانية أعيشها تقريبا بشكل يومي. أكتب في كل شيء وأسجل ملاحظاتي. أدرب حواسي وأنتبه للتفاصيل. أستمع جيدا للناس ومشاغلهم. الواقع أحيانا أغرب من الخيال والحياة اليومية مادة جيدة للقصّ.&

أخيرا، هل لديك طقوس معينة للكتابة، كما يحكي عن ذلك معظم الكتّاب؟&

أكتب في البيت وأكتب في المقهى ويحدث أن اكتب في انتظار الحافلة. أفدت كثيرا من التطور التكنولوجي فالكاتب اليوم لن يعوزه قلم أو دفتر. بفضل هاتفي الذكي أقرأ أو أكتب على الدوام. ليست لي طقوس معينة في الكتابة لكنني متحفز دائما كقط ينتظر الوثوب على أدنى فكرة للكتابة...&

(انتهى الحوار)

وليد بن أحمد. كاتب تونسي من مواليد سنة 1975. متزوج وله &طفلان. أستاذ انجليزية بالجامعة التونسية. حاصل على الماجستير في اللغة والآداب الإنجليزية. يكتب القصة القصيرة والرواية. نشر في مواقع الكترونية تونسية وعربية. له عدة أعمال في الترجمة الأدبية الى العربية. يشتغل الآن على إعداد كتاب سردي جديد يتضمن نصوصا من نوع الشورت فيكشن أو القصة القصيرة جدا. وإليكم أنموذجا منها خصَّ الكاتب به "إيلاف"، وينشر لأول مرة:

خُطوبة...

ذات يوم تفحصت أمي حبيبتي من بعيد بعيون خبيرة مدربة ثم أجفلت قائلة: "ما أقبح عينيها، لديها عيون اسبانيورية!". قدمتها لصديقتي رَمْلة فغنَّتْ لي: "يا زمان الوصل بالأندلس". دعيتها لاحتساء قهوة مع صديقي شاكر فهنأني قائلا: "لن تحسّ معها ببرد الشتاء على أية حال، ثم لك أن تفارقها بعد حصولك على الإقامة". لماذا تثيرني أنا فقط بلكنتها المحببة وهي تحيل العربية الى فرنسية ركيكة؟ لماذا تشنف حبيبتي ٱذاني دون غيري بنغمة القاف تستحيل كافا في مبسمها الشهي؟ حبيبتي حسناء، لا شرقية ولا غربية. أمنّي نفسي على فراش الحب. تلتقمني حبيبتي كالحوت، تثير جنوني، تمسك شيئي وتحك به أشياءها. تكربلُ وتغمغمُ وتجنُّ لكن هاتفا عجيبا في أعماقها ينادي تعال اخطبني من أبي. محرومة هي من لذته كمن قضى عمره في سفينة لا تقبله بلاد ولا يرسو في مرفأ. انتظرت أختي حتى عادت من الربع الخالي صيفا وقد تخلت عن لباس التقوى وارتدت فستانا زهريا قصيرا ثم ذهبنا سويا لأقدمها لحبيبتي. طيلة طريق العودة ما انفكت أختي تردد "يبدو أن عينيها أصغر شيء لديها. نهداها بارزان ومؤخرتها عظيمة وبشرتها بلون النحاس.. ألم تقل لي في الهاتف انك تشتهي فتاة أجنبية؟".