يترقب المشاركون في دورة الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتّاب العرب المنعقدة أشغالها بالجزائر ما ستخرج به من قرارات، بسبب الخلافات التي ظهرت بعد أن رفض الكتّاب الجزائريون دعوات عربية لتجميد عضوية سوريا في الاتحاد العربي.&

&وافتتح أشغال الدورة، التي تجري بالمكتبة الوطنية بالعاصمة الجزائر، وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، الاحد.

رهان

وطالب ميهوبي في كلمته الافتتاحية العرب إلى "قبول الآخر عبر الثقافة"، لأن "الكاتب لا ينتج موقفًا إنما ينتج سلطة المعرفة ذات الخصوصية التي ترتبط بالحرية".&

وعاد ميهوبي إلى ما وجهه اتحاد الأدباء والكتّاب العرب من رهانات كبيرة عندما كان على رأسه، خاصة أن " تكون الثقافة فوق السياسة".&

والتقى ميهوبي الاثنين أمين الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب الشاعر الإماراتي حبيب يوسف الصايغ، وأكد استعداد الجزائر الدائم لدعم هذه المنظمة.

وقال ميهوبي إن العرب "يدركون أهمية الجزائر وإسهامها في المشهد الثقافي، لأن الجزائريين قدموا تضحيات كبيرة لتبقى الثقافة طلقة وهاجة".&

وأشار عز الدين ميهوبي إلى أن اجتماع الجزائر يأتي ضمن مسعى لجعل "الاتحاد جسراً ليظهر كقوة ثقافية حقيقية وفاعلة، وسيناقش قضايا حساسة من خلال البحث في كيفية تفعيل آليات ضم أعضاء جدد على غرار المملكة العربية السعودية".&

وتشارك السعودية للمرّة الاولى&في اجتماعات الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب العرب منذ تأسيسه عام 1954، تاريخ عقد أول مؤتمراته التي احتضنها لبنان.

وأكد حبيب يوسف الصايغ أن "السعودية ستنضم في انتظار استكمال إجراءات انضمام القطريين وحل مشكلة ليبيا التي تعيش تشظيًا".&

واعتبر الكاتب الصحافي حسان مرابط المختص في الشأن الثقافي أن اجتماعات الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب في الجزائر بادرة خير وسبيل لنجاحات أخرى تجمع المثقفين العرب على طاولة واحدة لنقاش مختلف القضايا والأفكار، أو لبلورة وتطوير مشاريع عديدة كالترجمة والتعاون الثقافي بين الناشرين والكتّاب، وغيرها.

&غير أن مرابط استبعد في حديثه مع "إيلاف" أن يكون هذا الاجتماع خطوة نحو "تحقيق اتحاد عربي حقيقي بالنظر إلى عدة قضايا ومشاكل اقتصادية وسياسية تعيق هذا الحلم، فقيام ذلك يبقى مجرد حلم ومجرد كلام وتصريحات وخطابات".

خلاف

ومنذ اليوم الأول لأشغال الدورة، طفا خلاف حول الإبقاء على عضوية الاتحاد السوري من عدمه، خاصة وأن دمشق معلقة العضوية في الجامعة العربية.

&وفي انتظار ما سيخرج به البيان الختامي من قرارات، انتفض الكتّاب الجزائريون لأي محاولة تريد إخراج الطرف السوري، وأعلنوا صراحة رفضهم لأي قرار يدعو إلى تجميد اتحاد الكتّاب السوريين في اتحاد الكتّاب العرب&

وقال نور الدين طيبي، عضو مكتب الاتحاد الوطني للكتّاب الجزائريين، لصحيفة "الشروق" الجزائرية، إن الجزائر رفضت حتى مجرد طرح موضوع اتحاد الكتّاب السوريين في اجتماع الجزائر، بعد أن كان هناك &مقترح بتجميد عضوية سوريا في الاتحاد العربي بدعم من فلسطين والمغرب.

وأوضح طيبي أن "الجزائر ترافع دائمًا للإجماع العربي ولا بأس أن نختلف في إطار البيت الواحد".&

من جانبه، أوضح &الوزير عز الدين ميهوبي بخصوص وضعية سوريا وليبيا وغيرهما من الاتحادات التي قد تعلق عضويتها، أن "هناك دعوة للبلدين اللذين يعيشان ظروفاً استثنائية لاستكمال شروط وجودهما ضمن الاتحاد".&

&وفند حبيب يوسف الصايغ أن يكون "هذا القرار واردًا في جدول أعمال المكتب الدائم".

وبحسب الصايغ ، فإن "الاتحاد يسعى إلى انشاء فضاء خاص بالمهتمين بالثقافة العربية من غير العرب".&

واعتبر الصايغ&اجتماع الجزائر من "بين أهم الاجتماعات في تاريخ الاتحاد".&

وأرجع &حسان مرابط محاولة تجميد عضوية اتحاد الكتّاب السوريين،&الذي يعد&من بين أقدم الاتحادات، إلى "الظروف التي تمر بها سوريا اليوم، فالاستقرار بهذا البلد يجعل من هذا الاتحاد غير فعّال، وغير نشط، ولكن تجميده &في الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب ليس مبررًا، لأن عضويته ربما تسهم في تفعيل نشاطاته داخل سوريا".

وبدا مرابط في حديثه مع "إيلاف" ان "سوريا ستحافظ على عضويتها، ولن تجمد لاسيما بعد فتح الباب أمام اتحاد الكتّاب الليبيين والسودانيين المنقسم هو الآخر إلى اتحادين".

&تكريم

وشهدت الدورة منح جائزة القدس إلى الشاعر الكويتي خليفة الوقيان، الذي غاب عن استلامها، وأعلن بديله أنه يتبرع بقيمتها للهلال الأحمر الفلسطيني، وإلى المستعرب الروماني جورج غريغوري.&

أما الشاعر الفلسطيني سليمان دغش فنال جائزة عرب 1984 نظير مشواره الشعري والأدبي الحافل و"تكريمًا لمقاومة عرب الداخل".&

وحصد ليث شبيلات درع الاتحاد العام للكتّاب والأدباء العرب، التي "تمنح لشخصية مرافعة عن الحريات والحقوق".&