«إيلاف» من الرياض: اختتمت عروض مهرجان «أفلام السعودية» في دورته الرابعة، الذي تنظمه جمعية الثقافة والفنون في الدمام، بشراكة مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وبدعم من وزارة الثقافة والاعلام، مستقبلاً مساء الجمعة أعداداً كبيرة من الزوار، لآخر ثلاث جلسات عروض تضمنت 14 فيلماً عرضت في خيمة إثراء، و7 أفلام في ساحة العروض الخارجية، حسب مؤشرات شبّاك تذاكر المهرجان بأن عدد التذاكر المقطوعة لعروض اليوم الأخير بلغت 2165 تذكرة، وذلك مؤشر على إقبال الجمهور السعودي على الأفلام.

واستقبل المهرجان خلال اليومين الماضيين عشرات الطلاب من مراحل التعليم، لحضور عروض أفلام الأطفال، التي يقدمها المهرجان هذا العام بالتعاون مع مهرجان الشارقة السينمائي للطفل، بهدف الإطلاع على التجارب العالمية في مجال الأفلام وتعزيز قدراتهم، كما اطلع الطلاب على كاميرات التصوير وآلية العمل بها، والمعدات المستخدمة في التصوير السينمائي.

هوية الفيلم السعودي

وعلى هامش المهرجان، أقيمت ندوة «هوية الفيلم السعودي - البوادر والتحديات» التي تستضيف د. محمد البشيّر، دكتوراه في النقد والبلاغة ورئيس لجنة تحكيم مسابقة السيناريو، والمخرج بدر الحمود، والمخرج علي الكلثمي، والمنتج الإبداعي محمد سندي، وأدارها أحمد الشايب.

 وبدأ البشير حديثه بالإعتراف بأن هناك قطيعة بين كتاب السيناريو والمخرجين أو المنتجين، موضّحاً أن عدداً لا يستهان به من الأفلام يكون كاتبه هو مخرجه لأنه يرى بأن إخراج سيناريو حق هو أولى به.

الشاعرة الدكتورة فوزية أبوخالد كانت من الحضور، وتقدمت بتساؤل عن تخلي المخرجين السعوديين عن الأدب المحلي ومنتجاته كالروايات والسير؛ وأكدت: « في هذا الصدد، يجب أن نعترف بأن بعض المخرجين بدأوا ينحون هذا المنحى من خلال استحضار القصص التراثية المحلية في بعض أفلامهم، فالمخرج محمد سلمان شارك في المهرجان بفيلمه "ثوب العرس" الذي فاز نصه بجائزة النخلة الذهبية في مسابقة السيناريو في الدورة الثالثة، وهو يحكي عن قصة شعبية، فالاستفادة من التراث الأدبي والتراثي بدأ يستحل مكانة عند المخرجين وكتاب السيناريو.» وسألت: ألم نركز نقدنا على المخرجين والمنتجين حتى نسينا كتاب السيناريو؟.

 الدكتور البشيّر أشار إلى أن حل مشكلة عدم الارتباط الوثيق بين العمل الفني وجمهوره المحلي بيد كاتب السيناريو لا غيره؛ وسأل هل لدينا كتّاب أكفّاء لنحاسبهم كما نحاسب المخرجين؟ 

عن سؤال مقدّم الندوة عن الجدلية بين القيمة الفنية الثقافية والتجارة في الفيلم، حوّل المخرج بدر الحمود السؤال إلى المخرج علي الكلثمي، "الذي يستطيع من خلال أعماله على اليوتيوب أن يقدّم قصصاً مستساغة ورائجة لكنها في نفس الوقت تحمل قيمة فنية عظيمة". من جهته، أجاب الكلثمي "بصراحة لا أعلم كيف أفعلها لكني أعتقد بأنني استفدت من والدي الذي كان روائي القبيلة الذي لا يزال يحكي قصصاً طريفة، ولكنها تحمل العبر والحكم. وأضاف الكلثمي: "القيمة الفنية ليست هي الهم الأول للمشاهد وإنما التسلية والمتعة، واجب المخرج أن يصل إلى المنطقة التي في المنتصف بين ما يسلي المشاهد ويرفع ذائقته".

خلال ندوة الفيلم السعودي

 

توقيع كتاب «ساموراي السينما اليابانية .. أكيرا كوروساوا»

كما وقعت الكاتبة هناء العمير، كتابها الجديد "ساموراي السينما اليابانية .. أكيرا كوروساوا" في موقع المهرجان، والذي دشّن في حفل الإفتتاح، ويُعد الكتاب العربي الأول الذي يحكي سيرة المخرج الياباني الشهير ويسلط الضوء على أعماله الفنية.وتقول العمير بأنها اختارته لانها تدين له بالكثير وهو غير معروف للأسف، عن ظروف جمع محتوى الكتاب، قالت: "كانت المصادر العربية عنه نادرة، فكنت ابحث واجمع المعلومات من مصادر أجنبية وأترجمها، بالإضافة إلى أني دوّنت قراءتي النقدية لأعماله التي رأيتها منسجمة مع المراجع".

تجدر الإشارة الى أن أكيرا كوروساوا المولود عام 1910م يعد أحد أهم صناع السينما في العالم، في مصاف هيتشكوك وفيلليني. عمل في صناعة السينما لخمسين عاماً أخرج فيها 31 فيلمًا. 

العمير تتمتع بخبرة في صناعة الأفلام، لذلك جاءت قراءتها لحياة كوروساوا من وجهة نظر فنية ذات مقاربة لمنظور صنّاع الأفلام السعوديين، وتقول العمير: "الكتاب هو محاولة لإلهام صناع الأفلام ولفت نظرهم الى هذا المخرج العريق، الذي لو أخذنا فقط فيلمه "الساموراي السبعة" لوجدناه مدرسة كبيرة ومهمة جداً"

الجدير بالذكر أن آخر صفحات فصول الكتاب جاء تحت عنوان "حوار متخيل"، أجرت فيه الكاتبة حواراً مع كوروساوا تلبست فيه شخصيته، وقد استندت في ذلك إلى أحد أعماله التي حاول فيها الدخول إلى عالم فان غوخ عن طريق محاكاة شخصيته، تقول العمير: "بناء حواري معه يشبه بناء كوروساوا عندما تلبّس فان غوخ"

يذكر أن العمير كاتبة سيناريو ومخرجة سعودية. حاصلة على الماجستير في الترجمة من جامعة هيروت وات- إدنبره، اسكوتلندا (1996). كتبت مقالات أسبوعية نقدية في جريدة الوطن ثم الشرق الأوسط ثم جريدة الرياض. حصلت على عدة جوائز منها جائزة النخلة الفضية عن سيناريو الفيلم القصير "هدف"، في "مسابقة الأفلام السعودية" (2008)، عن فئة أفضل سيناريو لفيلم لم ينفذ بعد. عرض فيلمها الوثائقي الأول "بعيداً عن الكلام" في مهرجان الخليج "2009".

الكاتبة والمخرجة هناء العمير أثناء توقيعها للكتاب