كان الكاتب والمؤلف الموسيقي ديف مالوي نجم المسرحية الموسيقية "ناتاشا وبيير ومذنب 1812 العظيم" التي تستوحي ملحمة تولستوي "الحرب والسلام". &ورُشح العرض الموسيقي لإثنتي عشرة جائزة توني ، وهو أكبر عدد من الجوائز يُرشح لها عمل مسرحي موسيقي في برودواي هذه الموسم. &يعود اصل المسرحية الموسيقية الى عام 2012 حية عُرضت في مسرح صغير مع قيام مالوي بدور بيير. &وبعد جولة ناجحة على مسارح متعددة انتقل العمل في الخريف الماضي الى مسرح امبريال في برودواي. &وهناك قرر المنتجون انهم يحتاجون الى اسم لامع. &فسلَّم مالوي الدور الى مغني التينور المحبوب بين ربات البيوت جوش غرابان. &وبعد النجاح الساحق الذي حققه العمل سيعود مالوي الى القيام بدور بيير في عروض مختارة. &ولا يبدو ان مالوي يمانع.

قال مالوي (42 عاماً) في مقابلة مع مجلة نيويوركر ان بيير شخصية "مرتبكة اجتماعياً الى حد بعيد... ولكنه شخصية مرتبكة اجتماعياً بطريقة منفتحة على الآخرين. &فهو يحضر تلك الحفلات الارستوقراطية ولا يعرف كيف يتعامل معها ، ويستطيع ان يدردش مع آخرين ، وأستطيع ان أطلق هذه الوصف حرفياً على نفسي. &فأنا بائس في تذكر الوجوه ايضا ، مثل بيير. &ولكن الجانب الآخر في ذلك كله انه يدرك هذا الأمر عن نفسه وذلك يرسله في رحلة روحية مجنونة. &فهو في سعي روحي دائب ليفهم معنى الحياة اساساً". &إذ يجرب بيير الدين ويجرب الخمرة ويجرب العلاقات العاطفية مع النساء. &ويصبح ماسونياً بعض الوقت ثم يدخل معترك السياسة ويذهب لاغتيال نابليون. &انه هائم في هذه الرحلات المجنونة. &وكان هذا الى حد بعيد تولستوي ايضاً وكان بيير أنا بكل تأكيد في سنوات العشرين والثلاثين من عمري". تولستوي وصف بيير في "الحرب والسلام" بأنه "بدين ، طويل بصورة غير اعتيادية ، مربوع وذو يدين حمراوين ضخمتين". &
نشأ مالوي لعائلة نصفها من لاتفيا خارج مدينة كليفلاند حيث كان يغني في جوقة ويعزف على الطبول. &وبعد دراسته الأدب الانكليزي والموسيقى في ولاية اوهايو تحول الى دراسة التأليف الموسيقي ولكنه لم يستمر إلا فصلا دراسياً واحداً. &ثم انتقل الى سان فرانسيكسو حيث زاول اعمالا مختلفة بينها معلم في مدرسة تمهيدية وعامل في مخزن لتسجيل الموسيقى. &وكان في بعض الأحيان يعمل عازف بيانو على متن سفن سياحية مبحراً معها حول الاسكا أو في البحر المتوسط طيلة اشهر قبل العودة الى اليابسة. &في عام 2007 اشترى مالوي نسخة من رواية "الحرب والسلام" في احد الموانئ. ورأى مالوي دائرته الاجتماعية من مدَّعي تذوق الفن وفهمه في أُمراء الرواية وكونيساتها. مالوي متزوج الآن من الكاتبة والفنانة الأدائية اليزا بينْت ولكن اهتمامه بشخصية بيير لم يفتر.&
خلال احدى البروفات انتقل مالوي ولوكاس ستيل الذي يقوم بدور اناتول في المسرحية الموسيقية الى المشهد قبل الأخير للحوار العاطفي المؤثر بين بيير وناتاشا مكسورة القلب التي تقوم بدورها في المسرحية مغنية السوبرانو دينيه بنتون. &وحين تريد ناتاشا المغادرة يقول لها بيير يائساً "لو لم أكن نفسي بل كنتُ أكثر الرجال وسامةً واناقة في العالم ولو كنتُ حراً لركعت في هذه اللحظة وطلبتُ يدك". وهنا التفت مالوي الى مخرجة العمل رايتشل تشافكين سائلا "هل أنظر اليها؟" وبعد تردد قالت المخرجة "ان هذا بكل تأكيد مشهد يكون لكل من يقوم بشخصية بيير شيء من سماته المميزة". &
&