&بقلم &إيمان البستاني

&
عاشت ( ماود لويس ) حياة القليل من الناس يحسدها عليها, ولدت لويس في ريف نوفا سكوشيا شرق كندا عام ١٩٠٣، عانت من سلسلة من العيوب الخلقية التي تركت أصابعها مشوهة مؤلمة، وكتفيها منحنية، وضغط ذقنها في صدرها
&أمضت معظم حياتها البالغة في منزل ضيق يتكون من غرفة واحدة فقط لم يكن به ماء أو كهرباء وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود، استطاعت لويس رسم لوحات زيتية ملونة على أكثر الأسطح بدائية بما في ذلك الكرتون وورق الجدران والتي باعتها مقابل بضعة دولارات&
&زوجها البائس، ايفرت، غالبا ما يسرق أرباحها الضئيلة، يخبأ النقود تحت ألواح الأرضية أو في الجرار المدفونة في الحديقة و في سن ال ٦٧، توفيت لويس في المستشفى نتيجة تلف الرئة بسبب التعرض المستمر لأبخرة الطلاء ودخان الخشب مما أدى ذلك الى التهاب رئوي لا شفاء منه و ودفنت في تابوت طفل ورقدت لتستريح راحتها الأبدية التي لم تذقها يوماً خلال سنين حياتها&
لكن الظروف المأساوية لحياة لويس لا تحكي لنا كل الحكاية على الرغم من كون ألمها خجول ، كانت لويس حكيمة تصرف حلوة &ابتسامتها التي آسرت الجميع ممن زاروها في منزلها المزين بألوان زاهية في قرية مارشالتون، على الشاطئ الشمالي الغربي نوفا سكوشيا أكثر من ذلك، تركت وراءها مئات من اللوحات والقطع الفلكلورية &، منذ وفاتها في عام ١٩٧٠، تحولت إلى رمز ما يسمى حركة الفن الشعبي &في كندا وتشكل حوالي ٢٠٠ من أعمالها الطبيعة الكندية وحيواناتها وركوب المزلقة التي تجرها الخيول ومشاهد أخرى من الحياة الريفية&
&إن الاسترجاع الرجعي هو جزء من هوس لويس و حيث في العام الماضي تم تأليف كتابا عن حياتها وفنها مع محاولة ناجحة لاستعادة منزلها الأصلي، وحتى جزء من مقتنياتها من فناجين قهوة و &مآزر، &والحرص على قيام معرض سنوي للفنون في نوفا سكوشيا لعرض عمالها حيث يقول برنار ريوردون، مدير معرض الفنون : "الناس مفتونون بها لأنها أنشأت هذه اللوحات الجميلة والمبهجة على الرغم من المحن التي واجهتها واضاف انها مثال على انتصار الروح البشرية"
البهجة في فن لويس غالبا ما توصف بأنها طفولية ولكنها في الواقع رؤية عميقة في تكوين ومراقبة الحياة اليومية &وهو جزء أساسي من جاذبيتها بل هو أيضا الحنين الذي لا يمكن إنكاره، مما أثار ملذات بسيطة من ريف نوفا سكوشيا خيالها لتكون ثيمة لكل لوحاتها الشعبية&
بعد وقت قصير من مطلع القرن وهذا ليس من قبيل المصادفة، وفقا لانس وولافر، مؤلف حياة مضيئة ماود لويس، الذي نشر مؤخرا و ولافر الذي نشأ بالقرب من منزل لويس في مارشالتون والذي كان والده أحد أوائل رعاة الفن &يقول إن لوحات لويس هي، في معظمها، سلسلة من التذكيرات من السنوات التي قضتها في مقاطعة يارموث، على بعد ٩٠ كم جنوب مارشالتون، في الرعاية المحّبة من والديها، يؤكد وولافر تلك السنين &المبكرة ربما آخر مرة كانت فيها لويس سعيدة حقا
تلقت لويس دروسها الفنية الأولى من والدتها، التي علمتها أن ترسم بطاقات عيد الميلاد، والتي تباع إلى الجيران كما تعلمت كيفية العزف على البيانو، وهي هواية استمتعت بها حتى تشوه أصابعها من جراء التهاب المفاصل التي أثارت تشوهاته &الجسدية حزنها المبكروالعميق &فقد أستغل &زملاء الدراسة مرضها لأزعاجها &بلا رحمة، وهو ما قد يكون أحد أسباب انسحابها من المدرسة في سن ١٤ عاما، بعد أن أنهت الصف الخامس فقط ولكن الحياة أخذت منعطفاً مأساويا ًحين توفى والداها في أواخر الثلاثينيات من عمرها وقد ادعى شقيقها الأكبر تشارلز، بأن الميراث العائلي يعود له وحده&
في عام ١٩٣٨، تزوجت الفنانة ماود من إيفرت لويس، &بائع الأسماك، بعد أن استجابت لإعلانه عن مدبرة منزل انتقلت إلى كوخ صغير في إيفرت في مارشالتون وشرعت في رسم كل سطح متاح &بما في ذلك الموقد، المغسلة والنافذة &بزهور ملونة زاهية وطيور وفراشات&
كما ساءت صحتها نتيجة تفاقم التهاب المفاصل مما منع لويس من الاحتفاظ بالمنزل وبدلا من ذلك، قضت كل يوم على كرسي بجانب النافذة الأمامية، التي وفرت الضوء الوحيد المتاح للرسم فضلا عن أطلالة على العالم الخارجي
&إيفرت زوجها البائس الذي امتد أذاه إلى إزالة بطاريات الراديو بحيث لم تتمكن لويس من تشغيلها للاستماع إلى الموسيقى وسرقة معظم لوازم الطلاء لها، بما في ذلك بقايا البيت والقارب كما انه كان يتعثر مع الزبائن ومعظمهم من السياح على سعر لوحاتها، والتي لم تذهب لأكثر من ١٠ $ خلال حياتها
عاشت لويس في حياة بائسة كل ما يقال عنها إن الله مدين لها بالأعتذار
في آمان الله
&