حظي مشروع الصين "طريق الحرير" اهتمامًا عالميًا لافتًا وأثار هواجس دولًا عظمى خوفًا من سحب بساط الريادة أقله اقتصاديًا بالكامل ويتضمن إنفاق مليارات الدولارات عبر استثمارات في البنى التحتية على طول الطريق الذي يربط الصين بالقارة الأوروبية.

إيلاف: في العاشر من سبتمبر عام 2013، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لآسيا الوسطى ومنطقة جنوب شرق آسيا، عن المبادرة الكبرى الحزام والطريق "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين"، لتحظى المبادرة باهتمام كبير على الصعيد الدولي. 

تنفق الصين حاليًا 150 مليار دولار سنويًا في الدول الـ 68 التي وافقت على المشاركة في المبادرة

وقد صدر أخيرًا عن بيت الحكمة للثقافة والترجمة في الصين، بالتعاون مع دار سما للنشر، ترجمة لكتاب (مائة سؤال وجواب حول الحزام والطريق) قام بتأليفه وتحريره البروفيسور: تشين يوي تساي ـ تشو قو بينغ ـ لوه ويّ دونغمن - مركز الابتكار التعاوني لمبادرة الحزام والطريق في جامعة تشيجيانغ، وذلك تحت إشراف القطاعات المعنية لمجلس الدولة؛ عملًا على تعميق معرفة القارئ بـ"الحزام والطريق".

في تمهيد الكتاب الذي ترجمته نهى خالد وزينب جمال وراجعته رشا كمال، قال المؤلفون "إن تعزيز بناء مبادرة "الحزام والطريق" لهي سياسة استراتيجية كبرى اتخذتها كلٌّ من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة الصيني؛ وذلك استنادًا إلى التغييرات العميقة التي طرأت على الوضع الدولي الراهن، وبناء على التخطيط الشامل للمشهدين الدولي والمحلي. 

الرؤية والتحرك
تتسم تلك المبادرة بأهمية كبيرة، ومغزى بعيد المدى في ما يتعلق بإنشاء آلية اقتصادية ذات طبيعة منفتحة، وتشكيل نمط جديد للانفتاح نحو الخارج بكل الاتجاهات؛ سواء لتبادل المساعدات بين رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) من ناحية، ودول أوروبا عبر منطقة آسيا الوسطى من ناحية أخرى، أو التخطيط الشامل برًّا وبحرًا، أو تحقيق هدف "المائة عام الثنائية" النضالي، لا سيما الحلم الصيني الذي يمثل النهضة العظمى للأمة الصينية، ودفع الازدهار والتطور من ناحية، والسلام والاستقرار من ناحية أخرى على الساحة العالمية.

ولفتوا إلى أنه وفقًا لتنظيمات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، فقد نظمت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح، ووزارة الخارجية الصينية، ووزارة التجارة وغيرها من القطاعات المعنية إطلاق أعمال التباحث، وصياغة مناهج التخطيط الاستراتيجية لبناء مبادرة "الحزام والطريق"، نشرت القطاعات السابق ذكرها في مارس عام 2015 مجتمعة "الرؤية والتحرك للدفع بالتشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين". 

وتُذكر اختصارًا بـ(الرؤية والتحرك)" بعد موافقة مجلس الدولة؛ وذلك بعد مروره بالعديد من البحوث والمسودات والتعليقات مع التنقيح والتحسين المتواصلين، لتقدم هذه الرؤية والتحرك شرحًا للخلفية الزمنية، ومبادئ البناء المشتركة، والأفكار الرئيسة، ومحاور التعاون وآلياته، وظروف الانفتاح في مناطق الصين كلها؛ وذلك إلى جانب التحركات الإيجابية التي اتخذتها الحكومة الصينية حيال هذه الظروف، داعية إلى مستقبل أفضل. ما إن نُشرت (الرؤية والتحرك) حتى حظيت بردود فعل إيجابية من قِبل كل الدول الواقعة في نطاق مبادرة "الحزام والطريق"، والمنظمات الدولية، كما حظيت خطوات التعاون العملي الحثيثة على الدعم والتعزيز. 

الصداقة مع العالم
الكتاب وفقًا لمؤلفيه أيضًا هو كتاب للمعارف المتداولة حول "الحزام والطريق"؛ معتمدًا على أسلوب السؤال والإجابة، منطلقًا من الموضوعات التي تهمّ العامة، والنقاط الساخنة في الأحداث الجارية سياسيًّا واقتصاديًّا، ليُعَرِّف بالمعلومات المتعلقة بالمنظمات المتعاونة في نطاق مبادرة "الحزام والطريق" في الداخل والخارج، ومجالات العمل ذات الصلة.. إلخ. 

ويحلل الكتاب الطموحات التي تحملها مبادرة "الحزام والطريق" لمجالات العمل تلك، وتأثيراتها على حياة عامة الناس، ويجيب عن الأسئلة الواقعية؛ التي تدور في عقول القراء العاديين. على اعتبار أن بناء مبادرة "الحزام والطريق" تعد عملية تنظيمية طويلة المدى، واستراتيجية كبرى على المستوى الوطني الصيني للعقود المقبلة، وربما لمدة أطول؛ لذا ستصبح ذات تأثير بعيد المدى.

يمكن الاستشهاد بهذا الكتاب دليلًا على أن مبادرة "الحزام والطريق" تحمل رؤية الصداقة بين كل أنحاء العالم المتفرقة، والنهضة العظمى للأمة الصينية الواعدة، كما تقدم إسهامات حديثة على صعيد السلام والاستقرار والازدهار العالمي.

الأسئلة المائة تم تقسيمها إلى مقدمة وعشرة أبواب، ففي المقدمة كانت أسئلة: ما مفهوم الحزام والطريق؟، متى ظهر مفهوم طريق الحرير للمرة الأولى؟، وعلى يد من؟، ما روح طريق الحرير؟، ما المغزى العصري لروح طريق الحرير؟، كيف نتفهم روح "التعاون السلمي – شمولية الانفتاح – التعلم والاستيعاب المتبادل - تشارك المصالح والمكاسب"؟، ما المغزى المهم من تسريع وتيرة بناء مبادرة "الحزام والطريق"؟، ما المبادئ التي ينبغي لمبادرة الحزام والطريق الالتزام بها كمشروع تنظيمي؟.

تحديات العولمة
الباب الأول كان حول الأطر الاستراتيجية للحزام الاقتصادي لطريق الحرير، الباب الثاني حول الذكريات التاريخية لطريق الحرير وظهور مسماه وانتقاله من الحرير الصيني إلى الغرب، وأخيرًا كيف خرج مسمى "طريق الحرير" على يد فرديناند فون ريشتهوفن؟. 

أما الباب الثالث فتمحور حول تنافسية الدول الكبرى والاستراتيجيات والمبادرات المشابهة لمبادرة الحزام والطريق على الصعيد الدولي وعلاقات الشراكة مع الاتحاد الأوروبي"، "استراتيجية دبلوماسية طريق الحرير" اليابانية وعملية تطور استراتيجية "الاتجاه غربًا" الهندية، وأخيرًا الفارق بين مبادرة الحزام والطريق وبين آليات التعاون المتاحة بالأقاليم المتاخمة، والباب الرابع حول الخلفية الزمنية والتحديات الرئيسة التي يوجهها الاقتصاد الصيني المفتوح في ظل أوضاع عولمة الاقتصاد الجديدة، والتحديات التي تحملها تغييرات أوضاع مصادر الطاقة على مستوى المعمورة حيال أمن الطاقة الصيني. 

تطرق الباب الخامس إلى فكر الأطر الاستراتيجية ومغزاه ومن أسئلته كيف ندرك العلاقة بين الحزام الاقتصادي لطريق الحرير والممرات الدولية والمدن الرئيسة والمناطق التجارية والصناعية؟، ما الممرات الاقتصادية الست لطريق الحرير؟، كيف نتفهم المكانة الاستراتيجية الخاصة للممر الاقتصادي الصيني الباكستاني والممر الاقتصادي البنغلاديشي الصيني الهندي البورمي؟. كيف نتفهم العلاقة بين طريق الحرير البحري في القرن الـ 21 وبناء المدن والموانئ المهمَّة؟.. 

الباب السادس حمل عنوان مجالات التعاون، والباب السابع: منصات التعاون، والباب الثامن: مزايا مناطق الصين وربوعها، والباب التاسع: ثمار التعاون، والباب العاشر: الرؤى والتطلعات، وفي النهاية هناك ملحق بعنوان "الرؤية والتحرك للدفع بالتشارك في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين".

وهنا نورد بعض التساؤلات وإجاباتها:

ما مفهوم الحزام والطريق؟
** لاقت المبادرة الكبرى للبناء المشترك "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"الطريق البحري لطريق الحرير في القرن الـ 21"؛ التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء زيارته لبلدان آسيا الوسطى وبلدان جنوب آسيا وشرقها خلال شهري سبتمبر وأكتوبر من عام 2013 اهتمامًا كبيرًا من قبل المجتمع الدولي، كما لاقت ردود فعل إيجابية من الدول المعنية. 

يعتبر بناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير" و"الطريق البحري لطريق الحرير في القرن الـ 21" (يُذكر اختصارًا "الحزام والطريق") بمنزلة سياسة استراتيجية كبرى تنفذها اللجنة المركزية للحزب ومجلس الدولة، وفقًا للتغيرات التي تشهدها الأوضاع العالمية، ومن خلال النظر إلى الأوضاع العامة المحلية والدولية نظرة شاملة، كما يكمن جوهرها في استعارة الرمز التاريخي لطريق الحرير القديم؛ وذلك من خلال اتخاذ التنمية السلمية والمنفعة المشتركة موضوعًا للساعة، والتنمية الإيجابية لعلاقات الشراكة والتعاون الاقتصادي مع الدول الواقعة ضمن نطاق مبادرة "الحزام والطريق"، وأيضًا المشاركة في خلق الثقة السياسية المتبادلة، والتكامل الاقتصادي والكيانات المشتركة على صعيد المصالح والمصائر والمسؤوليات من خلال التمازج الثقافي، إضافة إلى بدء مرحلة جديدة تمثل مرحلة انفتاح الصين نحو الخارج في كل الاتجاهات، ودفع عجلة النهضة العظمى للأمة الصينية، وتحفيز التنمية السلمية العالمية؛ بحيث يتضمن كل ما سبق المفاهيم الكبرى لتدشين العهد الجديد. 

متى ظهر مفهوم طريق الحرير للمرة الأولى؟ وعلى يد من؟
** ظهر تعبير "الحزام والطريق" للمرة الأولى في سبعينيات القرن التاسع عشر على يد فرديناند فون ريشتهوفن الجغرافي الألماني في مؤلفه: "الصين – نتائج زياراتي والدراسات التي تعتمد عليها"، وقد راح هذا التعبير يجري على كل لسان بفضل كتاب: "طريق الحرير"؛ الذي أصدره المكتشف السويسري سفين هيدين عام 1936 ميلادية. 

ما المغزى العصري لروح طريق الحرير؟
** أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح الدورة السادسة لمنتدى التعاون الصيني العربي على مستوى الوزراء، إلى أهمية تطوير روح طريق الحرير؛ المتمثلة في "التعاون السلمي – شمولية الانفتاح – التعلم والاستيعاب المتبادل- تشارك المصالح والمكاسب"؛ وإلى أن من شأن هذا النقاش المهم منح روح طريق الحرير وجوهره مغزى عصريًّا جديدًا، وإسدال الستار عن الهدف والدرب الجديدين الخاصين بـ"روح طريق الحرير وجوهره". 

كيف نتفهم روح "التعاون السلمي – شمولية الانفتاح – التعلم والاستيعاب المتبادل - تشارك المصالح والمكاسب"؟
** التعاون السلمي: يتحقق بتطبيق التبادل القائم على المساواة؛ وذلك من خلال الحوار الصريح والتواصل العميق، والتعميق المستمر للتعاون المتبادل بين البلدان والمناطق المختلفة، وتشكيل كيانات مشتركة على صعيد المصائر والمسؤوليات، وتحويل العلاقات السياسية التاريخية ومزايا التجاور الجغرافي وأسبقية التكامل الاقتصادي إلى أولوية التعاون العملي وأسبقية النمو المطرد. 

شمولية الانفتاح: ترتكز إلى دمج الخبرات واكتسابها من الرؤى العالمية والفكر الاستراتيجي؛ هذه هي الملامح البارزة لروح طريق الحرير وجوهره، ولا يتطلب تطوير روح شمولية الانفتاح "فتح عيوننا لنرى العالم" فقط؛ بل يتطلب تفعيل مبادرة "الانطلاق نحو الخارج" والانغماس في العالم، كما يتطلب بناء على روح التقبل والاحتواء أن يُعْتَرف بالاختيارات المختلفة لمختلف الأجناس والمناطق على صعيد الثقافة والعادات وطرق التنمية وغيرها من المجالات؛ ومن ثَمَّ يمكن تحقيق الرخاء والتنمية المشتركة. 

التعلم والاستيعاب المتبادل: يقوم التعلم والاستيعاب المتبادل على أساس احترام التعددية الحضارية، وتعددية الطرق، واختلاف مستويات التنمية وغيرها من الاختلافات؛ بحيث نتعلم الدروس المستفادة من تجارب الآخرين، ونتلافى تكرار الأخطاء، ليتحقق التقدم المشترك. تشارك المصالح والمكاسب: إن السير على نهج التعاون وتبادل المصالح بين الدول والمناطق ذات الأجناس والعقائد والخلفيات الثقافية المختلفة، والاستجابة المشتركة للتهديدات والتحديات، إضافة إلى التخطيط المشترك على صعيد المصالح والرخاء، من شأنه تنمية المكاسب المشتركة من خلال تبادل المصالح وتشارك المكاسب. 

ما المغزى المهم من تسريع وتيرة بناء مبادرة "الحزام والطريق"؟
** إن دفع عجلة بناء مبادرة "الحزام والطريق" يمثل سياسة استراتيجية كبرى تنفذها اللجنة المركزية للحزب ومجلس الدولة، وفقًا للتغيرات العميقة التي تشهدها الأوضاع العالمية، ومن خلال النظر إلى الأوضاع العامة المحلية والدولية نظرة شاملة، كما إنها مبادرة ذات مدلول عميق بعيد المدى على صعيد بناء النظام الجديد للاقتصاد المفتوح، وتشكيل حالة جديدة من الانفتاح نحو الخارج في كل الاتجاهات؛ وذلك من خلال تبادل المساعدة بين رابطة دول جنوب شرق آسيا من ناحية، وبين دول أوروبا من ناحية؛ عبر منطقة آسيا الوسطى، والتخطيط الشامل عبر البر والبحر، وعلى صعيد تحقيق الهدف من نضال "المائة عام الثنائية"، وتحقيق الحلم الصيني المتمثل في تحقيق النهضة العظمى للأمة الصينية. 

يعود تسريع وتيرة بناء مبادرة "الحزام والطريق" بالفائدة على دفع عجلة الرخاء الاقتصادي لكل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة، وعلى دفع عجلة التعاون الاقتصادي الإقليمي، كما يعود بالنفع على تعزيز الاستيعاب المتبادل للتبادلات الحضارية المختلفة، ودفع عجلة تقدم التنمية السلمية العالمية؛ فهي بمنزلة عمل جليل يخلق الرفاهية لكل شعوب العالم؛ يتجسد مغزاها الرئيس بشكل ملموس في: تقدم الصين بخطى ثابتة نحو تكوين كيانات مشتركة على صعيد المصالح والمسؤوليات والمصائر مع كل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة، لتسطر صفحة جديدة من صفحات المستقبل المشرق. 

إضافة إلى تعزيز الصين لاستراتيجيات التنمية المترابطة بينها وبين كل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة وبين بعضها البعض، ودفع التدفق المنظم الحر للعوامل الاقتصادية، وذلك إلى جانب دفع الترتيب الكفء للموارد، والدمج العميق للأسواق. قيام الصين بالبناء المشترك لأطر التعاون الاقتصادي الإقليمي على صعيد الانفتاح والاستيعاب والعدالة والمصلحة العامة مع كل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة. استكشاف أنماط التعاون الدولي وأنماط الحكم الدولية الجديدة. استجابة الصين وكل الدول الواقعة ضمن إطار المبادرة استجابة مشتركة للمخاطر السياسية والاقتصادية والعسكرية الدولية، ومسايرة ترقب المجتمع الدولي للدور الكبير الذي ستؤديه الصين على صعيد الشأن الدولي؛ وتشكيل الصين وكل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة لمخطط جديد للمناطق الكبرى العابرة للقارات والأقاليم الفرعية؛ وذلك من خلال التفاعل المتبادل والتواصل والتكامل على الصعيدين الدولي والمحلي، وتشكيل ديناميكية صناعية جديدة، نمطًا تنمويًّا تعاونيًّا جديدًا. 

ما المبادئ التي ينبغي لمبادرة الحزام والطريق الالتزام بها كمشروع تنظيمي؟
** يعَدُّ بناء مبادرة "الحزام والطريق" مشروعًا تنظيميًّا، ينبغي أن يلتزم بمبادئ النقاش المشترك والبناء المشترك وقيمة المشاركة ككل، كما ينبغي أن يعزز بإيجابية من الترابط المتبادل للاستراتيجيات التنموية الخاصة بالدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة. 

أولًا: مبدأ "النقاش المشترك" خلال مرحلة بناء مبادرة "الحزام والطريق"؛ وذلك مع احترام حق كل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة في إبداء رأيها الخاص حول موضوعات التعاون التي ستشارك فيها، وتعتبر كل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة بغض النظر عن حجمها ومدى قوتها وغناها، فهم جميعًا شركاء على قدم المساواة ضمن مبادرة "الحزام والطريق"؛ ومن ثَمَّ يحق لها جميعًا إبداء الآراء البناءة، ولا تعتبر مبادرة "الحزام والطريق" "عزفًا منفردًا" تختص به الصين وحدها؛ إنما هي "سيمفونية" مشتركة بين كل الدول، فقد وضع المقترح الصيني حجر أساس المشاركة الجوهرية لكل الأطراف في بناء مبادرة "الحزام والطريق"، وفي المستقبل سيُسْعَى نحو تكامل المزايا الاقتصادية، وتُربط استراتيجيات التنمية عبر المباحثات والنقاشات الثنائية ومتعددة الأطراف؛ ومن ثَمَّ يضمن ذلك أن مبادرة "الحزام والطريق" هي ثمرة الاستراتيجية المشتركة والتوجه المشترك. 

ثانيًا: يشير مبدأ "البناء المشترك" إلى تشجيع كل الدول الواقعة ضمن نطاق المبادرة أن تدفع بالعناصر الأساسية المتمثلة في رؤوس الأموال والكفاءات والتقنيات.. وغيرها على أساس المشاركة في النقاش، وأن تعزز من قدراتها التنموية الذاتية؛ لأن "البناء المشترك" من الممكن أن يبدد المخاطر، ويعزز من ترابط المصالح، ويشكل القوة المشتركة، ويرسخ عوامل الاستقرار؛ وذلك مثل خلق نموذج لتعاون رأس المال الحكومي والاجتماعي، واستيعاب مشاركات حكومات الدول المضيفة والشعوب، لتقليل المخاطر السياسية والمخاطر المجتمعية المحلية؛ واستيعاب مشاركة المنظمات الدولية أو الطرف الثالث، لتقليل المخاطر التي تنجم من اضطراب العلاقات الثنائية وعدم استقرارها.

ثالثًا: يرتكز مبدأ "قيمة المشاركة ككل" إلى أساس "النقاش المشترك" و"البناء المشترك"، فإن الثمار التنموية المنبثقة من المشاركة في بناء مبادرة "الحزام والطريق"، من شأنها تعزيز تشكل وعي البلدان الواقعة ضمن نطاق المبادرة حول "الكيانات المشتركة".