برزت في العشرينات من القرن الماضي مجموعة غير عادية من المغنين وعازفي الغيتار المكفوفين، مانحة جمالاً أخاذاً للبلوز الريفي. قالها بوب ديلان من قبل "لا أحد يغني البلوز كالمكفوف ويلي مكتيل". تنسب الأعمال الموسيقية الشهيرة في مختلف الثقافات، منذ المغني الجوال هوميروس، إلى المكفوفين، إنطلاقاً من نظرية التعويض التي تقول: إذا كانوا قد فقدوا البصر، فأن الله بدوره منحهم مهارات أخرى، مثل الموسيقى. ومن المعروف،& أن تلك المعتقدات ظهرت وبقوة في جنوب الولايات المتحدة، وبدت منسجمة جداً مع تطلعات العديد من الموسيقيين المكفوفين من ذوي البشرة السوداء، الذين أغلبهم ينتمون إلى أسر فقيرة مكونة من أعداد كبيرة من الأفراد، ويفتقدون إلى الرعاية الصحية أو المعونات الإجتماعية، وفي معظم الأحيان يخرجون إلى الشارع، على أمل الحصول على لقمة عيشهم من مهنتهم.
وكانت طريقة التعريف بأنفسهم كلمة "مكفوف"، التي أصبحت مقبولة إجتماعياً، وأعطت ثمارها، وذلك بفضل "عطف الغرباء"، وفقاً لما كتبه تينيسي وليامز. أن معظم عازفي البلوز المكفوفين نالوا شهرة،على الأقل على المستوى الإقليمي، وسجلوا إسطوانات غنائية، ما بين دينية وإجتماعية، موسيقية وغنائية، وأخرى جدية وجريئة. تلك الإسطوانات الهشة لم تتأثر بالظروف القاسية التي مرّت بها، وبقيت، بإعجوبة، سالمة إلى يومنا هذا، كدليل قاطع على ذلك النمط الغنائي والموسيقي الفريد. وقد لعبت موهبة أولئك الموسيقيين المكفوفين في العزف على الغيتار، وإمكانات تزويق النوتات "سلايد"، مصدر إلهام للعديد من الموسيقيين. ولا تزال آثار قدراتهم في التواصل تاركة بصماتها علينا حتى الآن. وقد تمّ إعادة تسجيل أغنياتهم من قبل العديد من الفرق الموسيقية والمطربين المعروفين، أمثال فريق "البيتلز"، و"ليد زبلن"، و"ري كودر". وبلغ الأمر ببعض هذه المقطوعات أن سافرت إلى العالم الخارجي، عن طريق "ناسا"، كما هو الحال مع "دارك واز ذا نايت، كولد واز ذا غراوند" للمكفوف ويلي جونسون.
ومع مرور الوقت، إرتأت هذه الشريحة من الموسيقيين المكفوفين التوقف عن إستخدام صفة "أعمى"، كمطلب تجاري. وفي المقابل، قام البعض من الموسيقيين البيض بالإستعانة بالتسمية، في أوائل الستينات، مثل "بوب ديلان" الذي أطلق على نفسه إسم "الأعمى بوي غرانت".
&
نماذج لأشهر المقطوعات الغنائية من نمط البلوز:
بوب ديلان – المكفوف ويلي مكتيل (1983)
المكفوف ويلي مكتيل – لوف جينجنغ بلوز (1929)
المكفوف ويلي مكتيل – ثري وومن بلوز (1928)
المكفوف ويلي جونسون – إتس نوبوديس فولت بات ماين (1927)&
المكفوف ويلي جونسون – دارك واز ذا مايت، كولد واز ذا غراوند (1927)
المكفوف ويلي جونسون – لورد، آي كانت جست كيب فروم كراينغ (1929)
المكفوف بوي فولير – ماي براون سكن شوغر بلام (1935)
المكفوف بوي فولير – سامبوديز بيينغ وذ ذات ثنغ (1935)
المكفوف بوي فولير آند فلويد كانسل – إف يو كونت غيف مي وات آي وونت (1938)
المكفوف بليك – بلايند آرثرز بريكداون (1929)
المكفوف بليك – هيز إن ذا جيلهاوس ناو (1927)
المكفوف ليمون جيفرسون – ماج بوكس بلوز (1927)
لمشاهدة فيديو "لوف جينجنغ بلوز" إنقر على الرابط أدناه:
https://www.youtube.com/watch?v=9_yqc7hMHs0
&