في الأسواق ثلاثة كُتب تتحدّث عن بوتين، من طفولته حتى وصوله إلى السلطة، وهدفه، أي "إظهار القوّة". من قراءة الكتب الثلاثة، يستنتج القارئ أن ثمة خوف كبير على الديمقراطية الأميركية والإستخبارات من القرصنة الروسية وقوّة روسيا الالكترونية.
&
إيلاف: خلال الأسبوعين الماضيين، تصاعدت التحقيقات في تدخل روسيا في انتخابات 2016 الرئاسية الأميركية. فاتهمت ماريا بوتينا، الروسية، التي حاولت التّوسط في اجتماع سرّي بين دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الانتخابات، بالتآمر للتأثير في انتخابات الولايات المتّحدة. وتمتّ محاكمة 12 مسؤولًا روسيًا.&

خلال مؤتمر صحافي في هلسنكي في فنلندا، بعد اجتماع خاص مع بوتين، قال ترمب إنه يصدّق نفي بوتين تهمة التّدخل، ما أثار مخاوف من أن ترمب كان يدعم قوّة أجنبية على حساب وكالات الاستخبارات الخاصة به. وتراجع ترمب عن موقفه بعد أيام.

في ما يأتي ثلاثة كتب، تُوفّر نظرة ثاقبة إلى وصول بوتين إلى السلطة، وتورط روسيا في الإنتخابات الأميركية، وحالة مجتمعنا الاستخباراتي.
&
السلطة
الكتاب الأول، القيصر الجديد: ارتقاء فلاديمير بوتين السلطة وفترة حكمه THE NEW TSAR: The Rise and Reign of Vladimir Putin (يأتي في 572 صفحة، دار ألفريد أ. نوف، 2015)، كتبه ستيفن لي مايرز، الذي سعى إلى الحصول على صورة للرجل نفسه، فتناول طفولة بوتين وارتقاءه إلى السلطة، إضافة إلى دوافعه. في هذا الكتاب، يقدم مايرز صورة لرجل يتأرجح من أزمة إلى أخرى، مع هدف واحد: إظهار القوّة".

بالنسبة إلى بوتين، هذا يعني إحكام السيطرة باستمرار على روسيا: فصديقه المُقرّب يُدير معظم القطاعات الرئيسة في البلاد، بينما يُسيطر بوتين على وسائل الإعلام. وهو طوّر نظامًا يُسمى "الديمقراطية المدارة"، ساحقًا أطراف المعارضة، وسالبًا حقّ الشعب في التصويت لمصلحة الحكومات المحلية أو الإقليمية. قال بوتين ذات يوم لمجموعة من الصحافيين الأجانب إن الروس "متخلفون" و "يحتاجون وقتًا" للتكيّف مع الديمقراطية.

التورط
الكتاب الثاني، الروليت الروسية - قصة من الداخل عن حرب بوتين على أميركا وانتخاب دونالد ترمب RUSSIAN ROULETTE: The Inside Story of Putin’s War on America and the Election of Donald (يأتي في 338 صفحة، منشورات تويلف، 2018)، ألّفه مايكل إيسكوف وديفيد كورن.&

هذا &الكتاب هو أكثر الكتب شمولًا وبروزًا عن تدّخل روسيا المزعوم في انتخابات أميركا الرئاسية (2016)، ويتمّ تقديم كلّ من الديمقراطيين والجمهوريين بشكل غير ملائم، بحيث لا يظهر أي أبطال في"الروليت الروسية".&

يتناول الكتاب اختراق البريد الإلكتروني الذي يستهدف اللّجنة الوطنية الديمقراطية، إضافة إلى الفضائح المختلفة، مثل شريط فيديو Access Hollywood، الذي حلّ بلاءً على ترشيح ترمب. في هذا السياق، أشار تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن "القرصنة الروسية، كما هو واضح الآن، استغلّت ببساطة السوقيّة التي أصابت الحملات السياسية الأميركية التي ترتكز إلى المراوغة والاستراتيجية والمال، أكثر كثيرًا من ارتكازها إلى الرؤية أو القيم".
&
الاعتداء
أما الكتاب الثالث، الاعتداء على الذكاء - الأمن القومي الأميركي في عصر الأكاذيب THE ASSAULT ON INTELLIGENCE - American National Security in an Age of Lies (يأتي في 257 صفحة، منشورات بنغوين، 2018)، فألّفه مايكل ف. هايدن، وهو جنرال متقاعد في القوّات الجويّة، كان مسؤولًا عن وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية.&

قام هايدن بتوجيه النقد إلى ما تبدو له تهديدات لمجتمع الاستخبارات الأميركية اليوم، بدءًا بترمب. وهو يعتبر التّقدم النووي في كوريا الشمالية وقدرة روسيا على الحرب الإلكترونية مثالين عن الطرائق التي تُركت بها الولايات المتحدة عُرضة للخطر.&

يعترف هايدن بأنّ الوكالات الاستخبارية لم تستجب على نحو ملائم للتحذيرات المبكرة عن تهديد روسيا للديمقراطية الأميركية. يقول: "بما أننا ملتزمون طريق الهيمنة السيبرانية لأنفسنا، يبدو أننا نفتقر إلى الرؤية العقائديّة لنفهم تمامًا ما كان يخطّط له الرّوس، مع هيمنة تامة على المعلومات".&

وبحسب "نيويورك تايمز"، فهايدن كاتب عفوي ومباشر، يُقلّص القضايا المعقّدة للحرب السيبرانية والإعلاميّة حتى تُصبح مجرّد أساسيات، كما يُضفي على هجومه على آراء الآخرين نوعًا من الفُكاهة والتعاطف.&
&
&
أعدّت "إيلاف" هذا التقرير عن "نيويورك تايمز".