سواء كنت من محبيه أو كارهيه، فإن روبرت مردوخ واحد من أبرز الشخصيات العالمية، فقد كُتِبَت عنه عشرات السير الذاتية وكان محور الحديث في عشرات الكتب الأخرى.

إيلاف: يجب أن يُنظَر إلى كتاب "طريقة مردوخ: ملاحظات حول إدارة إمبراطورية إعلامية"، الذي نشرته دار أتلانتيك، على أنه كتاب منفصل، لأن أروين ستيلزر قضى الجزء الأفضل من فترة استمرت على مدار 30 عامًا بالقرب من القطب الإعلامي الشهير.

أبرز التهم
من المغري استبعاد حالة مردوخ الراهنة عبر إدخال كلمة "قديم" قبل كلمتي "الإعلام" و"قطب". ومع هذا، فإنه وفي سن الـ 87 عامًا، لا يزال يحظى بنفوذ من خلال رئاسته لشركتين عملاقتين، هما نيوز كورب و21 سينشري فوكس. وهما الشركتين اللتين أثار بسببهما مردوخ جدلًا مستمرًا طوال فترة إنشائهما.

ومن بين التهم التي واجهها في تلك الأثناء: إتباع نهج قاسي في طريقة تسيير الأعمال، التدخل السياسي، التدخل التحريري، معاداة اللوائح والنظم والتخريب الثقافي. وكذلك يجب عدم تغاضي فضيحة تنصت صحيفة "نيوز أوف ذا وورلد" البريطانية (التي كان يملكها مردوخ) على هواتف مشاهير وعائلات جنود قتلوا في العراق وأفغانستان، وهي الفضيحة التي أدت إلى إغلاق الصحيفة، فضلًا عن فضيحة التحرش الجنسي، التي حدثت في فوكس نيوز، ما أدى إلى طرد رئيسها التنفيذي، وفصل مقدميها الرئيسيين.

نوهت صحيفة الغارديان البريطانية بأن ستيلزر، وهو خبير اقتصادي أميركي منتمٍ إلى تيار الليبرالية الحديثة، وسبق أن وُصِفَ مرات عدة بأنه ذراع مردوخ الأيمن، قد سبق أن قدَّم استشاراته لمردوخ خلال كل هذه الأحداث وأحداث أخرى. كما إنه كان شاهدًا على ما حدث في الكواليس، بما في ذلك الصراعات الداخلية في أسرة مردوخ. وغني عن القول إن ستيلزر كان حذرًا، وإن كثيرين من منتقدي مردوخ سينبذون الكتاب، وسيقصرون تعاملهم مع الكتاب على أنه محتوى مماثل لسير القديسين.

تمكن في الصحف أكثر
وأشارت الغارديان إلى أن ستيلزر قدَّم في كتابه تقييمًا متوازنًا بشكل دقيق، وعبَّر بصراحة عن انتقاداته لمردوخ، التي كانت ذات قيمة بسبب الصداقة الوطيدة بينهما وعملهما سويًا عن قرب. وبدلًا من كتابته سيرة ذاتية، اختار ستيلزر أن يقوم بتأليف شبه كتاب مدرسي عن الطريقة التي تعامل بها مردوخ مع المشاكل التي واجهها أثناء إنشائه إمبراطوريته الإعلامية.&

وقال ستيلزر إن مردوخ تصرف في أمور كثيرة بالفطرة، وأشرف على أسلوب إدارة يحظى بتأثير توليد الأخطاء، مع السماح بالإبداع.

وأبدى ستيلزر في السياق نفسه اعتقاده بأن مردوخ متمكن في مجال الصحف أكثر من نشر الكتب، ليثير بذلك الجدال من جديد حول قرار مردوخ المتعلق بعدم السماح لدار "هاربر كولنز" بنشر كتاب كريس باتن الذي يدور حول تسليم هونغ كونغ إلى الصين.
&
يُقال إنه أقدم على ذلك لتجنب اعتراض الحكومة الصينية على مشروع قمره الفضائي الآسيوي "ستار"، لكن ما أثار الاستغراب هو أن ستيلزر تجاهل في كتابه ذلك الجدل الذي أثير حين طالب مردوخ بضرورة أن يتوقف محرر صنداي تايمز، أندرو نيل، عن نشر أخبار بشأن قضية الرشوة في ماليزيا، ما تسبب في إحباط رئيس وزرائها، مهاتير محمد. وربما تعتبر الفقرات الأبرز في الكتاب هي تلك التي تتناول ما قد يحدث في شركات مردوخ حين يتولي نجلاه، جيمس ولشلان، المسؤولية.

&
أعدت "إيلاف" التقرير بتصرف عن صحيفة "الغارديان" البريطانية، الرابط الأصلي أدناه
https://www.theguardian.com/books/2018/aug/01/rupert-murdoch-method-irwin-stelzer-review-news-corp

&