&
& & & & &صدر عن الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق كتاب يحمل عنوان ( رابسوديات ) ، وهو مجموعة شعرية لمجموعة من شواعر العراق لجيل ما بعد ٢٠٠٣ ،تم اختيار نصوصها من قبل لجنة اكاديمية متخصصة بالنقد وقدمت لها مقدمة نقدية الدكتورة نادية هناوي ،وعمل على جمع وتنضيد وتنسيق العمل كل من الدكتور احمد الظفيري وسمرقند الجابري وعلياء المالكي وغرام الربيعي التي زينت لوحة لها الغلاف ،والكتاب من منجزات منتدى نازك الملائكة لعام ٢٠١٧
& & و (رابسودي Rhapsodiom) هو مصطلح إغريقى الأصل يعنى قصيدة شعرية تلقي بشكل غنائي ملحمي بواسطة الشعراء الجائلون فى اليونان القديمة وهي تعبر عن الروح القومية للشعب ،حيث اكدت امل ابراهيم ان (رابسوديات، اسم اختير لإضفاء القوة الإيجابية لعنوان الانطولوجي ( الانثوس/باقة الزهر) ،لكاتبات عراقيات معاصرات...اصل الانطولوجي اللاتيني دليله التنوع،والتلون والجمال...نهاية الامر،هو جهد يستحق الثناء والشكر والعرفان.
&واضافت مخاطبة الشاعرات : فلنضع الكتاب جانبا حبيباتي الكاتبات ولننظر الينا ككيان نسوي تشارك وتقاسم معضلة ومأزق النجاة من كل هذه الوحشية...فعلينا سلام نستحقه...سلام يرقى إلى احتمالنا وجلدنا...ولتكن كلماتنا دالة علينا...على العمق الذي نجونا من ظلمته.
29 نصا وسيرة ذاتية
&يقع الكتاب (المجموعة الشعرية) في ( 104) صفحة من الحجم المتوسط& واستغرق الاعداد لها عاما كاملاً لترى النور ،وضمت بين طياتها تسعة وعشرين نصا شعريا وسيرة ذاتية مختصرة للشواعر المشاركات وحسب الترتيب الابجدي ،حملت في داخلها معاناة المراة والوطن الغربة والتساؤلات، والشاعرات هن :امال ابراهيم (همسة في اذن الارض)،امنة عبدالعزيز (مقهى المسنين) ،امنة محمود من كركوك(الدمعة الراقصة) ، اية منصور(احاديث الامهات)، ابتسام ابراهيم (نازحات)،ازهار علي (حمد والطريق الى المجزرة) ، اسراء العكراوي من النجف (احلام النرجس الغافي) ، اسماء الرومي من البصرة(عود ثقاب) ،افياء الاسدي(وحلمت فيك) ، ايمان الوائلي(لعبة)، بلقيس خالد (ضع شمسا لهذا الصباح) ،حذام يوسف طاهر (كل يوم وأنت أنا)،حياة الشمري (لماذا) ،دلشا يوسف من كردستان (القطب الاخر)،راوية الشاعر(بثوب شارع) ،زينب العابدي( تلاوة لا تقبل النسخ)، سلامه الصالحي (قطر البهجة)،سمرقند الجابري (امرأة من نار) سندس بكر (هذا الزمان) ،شذى اسعد (خاصرة الماء) ،عايده الربيعي(طقوس وطنية) ،علياء المالكي (المدينة الواحدة بعد انتصاف الليل) ،غرام الربيعي (قدماء جدا) ، كوكب داود البدري (من دفتر المطر) ،مريم العطار من ميسان (سيرة ذاتية) ،منى السبع (الليلة المليون بعد الالف) ،ميادة العاني (فيك ينتهي زمن الظمأ) ،هدى محمد حمزة (طريق الشمس) وهناء احمد من الموصل (تساؤل) .
&
القصيدة المؤنثة الراهنة
وجاء في المقدمة التي كتبتها الناقدة والاكاديمية د. نادية هناوي بعنوان (القصيدة المؤنثة الراهنة والشعر العربي) ، لا يستغرب الناظر للمنجز الشعري الذي تنتجه الشواعر العربيات حين يجد صعوبة في وضع ملامح تدلل على هذا المنجز لأسباب بعضها نقدي ـ ثقافي يرتبط بنظريات الهوية والانتماء والجندر والأنا والآخر والذات والكينونة وأنساق الهيمنة والإقصاء وبعضها الآخر اجتماعي ـ ثقافي له صلة بضواغط السياسة والتدين والإعلام والمجتمع والاثنية وغيرها،وهذا ما سيظفر به المتمعن في تجارب الشواعر العربيات سواء اللائي يكتبن الشعر عن هواية وانبهار أو اللائي يكتبنه عن تمرس واحتراف وتعبوية وضمن المرحلة الراهنة التي تعني المزامنة في الإبداع والاستمرار في العطاء معايشة ومداركة، وما دام النص الشعري يزامن الواقع ويعاصره ويماشيه فهو راهن.
& &واضافت : وتتجلى خطورة التجييل في انشداده إلى التوثيق وعدم اهتمامه بالمزامنة الأدبية التي فيها علامات الثراء في الكتابة حيث لا تحديدات تاريخية ولا ارتهانات قطعية ولا تداعيات غير إبداعية. وما هذه الرؤية للإبداع في إطارها التزامني الراهني إلا تجل من تجليات المنظور ما بعد الحداثي الذي لا يقر بالتجييل.
&وتابعت: وانطلاقا من وعي نسوي بأهمية أن تكون للمرأة الشاعرة خصوصيتها الإبداعية نصطنع هنا مفهوم «القصيدة المؤنثة» وصحيح أن الحديث عن تأنيث القصيدة سبق وأن تحدث عنه الناقد د. عبد الله الغذامي كمشروع وصفه بأنه نقلة نوعية من نقد النصوص إلى نقد الأنساق لكن مشروعه للأسف لم يلق تأييدا أو ترحيبا فقد جوبه بالصمت إن لم نقل بالرفض.
&وأوضحت : وإذا كانت القصيدة المؤنثة تعني الإبداع الأنثوي الذي يحتل مركز الفاعلية في الصياغة الأسلوبية للشعر، فإن القصيدة النسوية تعني الإبداع الشعري الذي يجعل المرأة مركزا سواء أكان صاحب الإبداع رجلا أو امرأة ولهذا عددتُ نزار قباني وزهير بهنام بردى شاعرين نسويين.
&
&ضجة كبيرة&
لكن الكتاب اثار ضجة في الوسط الادبي العراقي لاسيما بين الاديبات انفسهن ، ما بين الاستغراب من العنوان الذي لا يمت للنصوص بصلة او من وجدت ان المجموعة اغفلت اسماء مهمة من الشاعرات العراقيات، ووجدن ان هذه ليست المرة الاولى التي تحدث فيها حالات تهميش واقصاء لأديبات مشهود لهن ومعترف بهن شواعر جيدات من قبل الوسط الثقافي العراقي، مع تأشيرة ظاهرة وصفها البعض بالمؤسفة كون الذي يحصل في النشر هو التملق للانوثة وان لم تكن شاعرة ، وبين من انتقدت القائمين على نشر المجموعة كونها ضمت اسماء غير شعرية وكما قالت احداهن (اعرف احداهن عندما كانت تكتب تتعسر لديها المقدمة والمتن ويتم إعادة تحرير مادتها الصحفية بالكامل واذا بها تصدر مجموعتها الشعرية في احتفال كبير وبهيج فتفاجأت فعلا)&
&فقد اكدت الاديبة عالية طالب ان اتحاد الادباء يقصي شاعرات بمزاج "رابسودي"، وقالت : اصدر اتحاد الادباء كتابا ضم قصائد شعرية لشاعرات اشار الى انهن من جيل ما بعد 2003 – حمل اسم رابسوديات- وما اعرفه ان هناك جيلا ادبيا تعارف الوسط الثقافي على استخدامه فيقال جيل السبعينيات والثمانينيات والالفية ولكن جيل ما بعد 2003 ،هذا جيل خاص بنفسهز
واضافت:بعض الشاعرات ممن ضمهن الكتاب لسن بشاعرات بل كاتبات خواطر وبعضهن نشرن قبل ( جيل ما بعد 2003) ولم يلتفت اليهن احد فوجدن في فوضى ما بعد 2003 مساحة جيدة رابسودية !!
وتساءلت: هل هذا اعتراف من اتحاد الادباء بشاعرات لسن عضوات بالاتحاد على انهن شاعرات؟!، وعدم اعتراف ضمني بالعضوات الشاعرات اللواتي لم يضم الكتاب نتاجاتهن ؟ سؤال ليس بريئا ان كن غير مؤهلات لحمل صفة شاعرة فلماذا تم قبولهن!!.
&
&التسمية بعيدة عن المضمون
& &من جهتها قالت الشاعرة رسمية محيبس: لو بحثنا عن سبب تسمية الكتاب (رابسوديات) نجد ان التسمية بعيدة عن المضمون فاغلب النصوص نثرية ولا يوجد من بينها نص غنائي واحد يمكن تأديته بطريقة غنائية، فالنصوص لا ترتقي لمستوى هذا العنوان اللافت، اضافة لذلك فقد حصرت النصوص وكاتباتها بفترة ما بعد ٢٠٠٣ حيث يتبادر الى الذهن انهن مجموعة جديدة من الشواعر الشابات لكن اغلب الاسماء كانت موجودة قبل هذا التاريخ بكثير منذ التسعينيات وربما قبلها كما ان الاختيار جاء حسب مزاج الهيئة الادارية للاتحاد وهناك الكثير من التجارب الجديدة انطلقن فعلا بعد ٢٠٠٣ ولكن لم تشملهن المجموعة.&
&واضافت :واذا تصفحت اسماء كاتبات النصوص تجدان بعضهن فنانات تشكيليات يعشن خارج العراق او اعلاميات وقد اثارت بعض الاسماء& ضجة لعدم معرفة احد من المتابعين بهن& اصلا .وسبق ان اصدر الاستاذ عامر الساعدي كتابا حول مجموعة من الشواعر& أكد الكاتب نفسه في تصريح له انه أخذ الاسماء من أتحاد الادباء .
وتابعت :الظاهر ان هذه الاصدارات تعمد الى الترويج لاسماء معنية على حساب شواعر عراقيات معروفات ولهن تجارب معروفة ممن لا تسمح لهن الظروف بالمشاركة بالانشطة التي تجري في مبنى اتحاد الادباء الذي يهيمن اصحابه على المطبوعات والدعوات الثقافية وكل ما يخص الادب.
كل الطرقات تبدأ بخطوة
اما صاحبة المشروع مديرة مننتدى نازك الملائكة الشاعرة غرام الربيعي فقالت : عتب العديد من الشاعرات دون معرفة تفاصيل العمل وهذا حق مشروع لكن لا توجد فرصة لجمع كل الأسماء فالمعاجم الأربعة للأديبات والكواتب العراقيات التي وثق لها الأستاذ جواد عبد الكاظم مشكوراً وغيره لم تكفي لحصر الأسماء والتجارب .. وحتى زعل وعتب البعض هو قراءة لأهمية هذا الكتاب وأهمية وجود الجميع فيه نظرنا لها كحالة جميلة وليست قبيحة وتعطي تصوراً بضرورة الفكرة واستكمال الخطوات المتتالية لها برصد كل التجارب وتصنيفها كأصوات شعرية عراقية مهمة.
واضافت : سؤال واحد انتابني كثيراً أطرحه بكل نقاوة : عملت كثيراً في المنتدى لم أر& تواجداً وحضوراً ودعماً نسوياً كما فعله كثير من الأصدقاء رجالاً في حين توالى رمي الحجر بعد صدور المجموعة , لذا أذكّر عله تنفع الذكرى لست مجبرة ولا مرغمة على أي عمل سوى ما أستطيعه من إيفاء بوعودي الثقافية وتصدي كل ما يواجهنا فلست الوحيدة باتخاذ القرارات ضمن هيكل إداري قيادي كبير حتى يشترط البعض انتظار كلام توضيح مني مع اعتزازي بالاهتمام .
&وختمت بالقول : كل الطرقات تبدأ بخطوة لذا باركوها لاستكمال الألف ميل .
&