&
في العمارة التي أسكن فيها، يجري الآن تعديل غرف الزبالة, سيضعون لنا أبواباَ جيدة على المكان الذي نقذف به الأوساخ الى العالم السفلي. وسيأخذ العمل 6 أسابيع.&
امر اداري: على كل مواطن في هذا السكن أن يحمل أكياس الزبالة ويأخذ المصعد لينزل الى الاسفل، كي يضع الأشياء في مكانها ، خلف البناية حيث تجتمع حاويات معدنية كبيرة الحجم.&
مرة، قام عمال البلدية والنظافة، بأضراب عن جمع القمامة. كان الوقت صيفا. اتسخت المدينة بشكل واخز. روائح وذباب وبعوض...
تظاهر العمال طلبا بتحسين أوضاعهم....وأوضاعنا.&
كان تصوير القمامة يلفت نظري. مرة وجدت سلة ورد مقصوصة من الحوش في سلة من خشب أمام باب أحدهم، التقطت لها صورة فوتوغرافية وعدت سعيدة. كتبت إيميلا للأصدقاء حول سيرة الزبالة في بلادي.&
في الثانية عشر ليلا، أتحدث عن الزبالة وفي يدي كأس فيه شراب أخضر. لم يكن هذا هو المطلوب قبل الاستعداد للنوم ولكن الحياة هكذا، تفاجئني دوما بصور يجب أن توثق.&
ويدخل في اطار النفايات، مسائل شائكة دولية، كأن نبحث : أين نطمر النفايات الكيماوية، أين نطمر الموتى. ويبقى السؤال: ان المادة لا تفنى ولكنها تتحول.&
الانسان مادة. الذهن، اشعاع.&
الحرية، ليست مادة، بل موضوعا.
المكان، ليس جغرافيا وحسب، بل بشر ونفايات، أنهار ومحيطات.&
ختاماً: اشتريت اليوم بعض الزيوت العطرية ومنها البنفسج. وضعت قطرات منه في (المبخرة الكهربائية) ...التي تتنفس الان ماء وزهرأ مرهفا، كي اقفل المساء على آخره، وأصبح معكم على خير.&
&
شاعرة سورية / كندية