&
&
توماس هاردي (1840-1928) شاعر وروائي بريطاني كبير من مواليد مدينة دورتشيستر شغل حيزا كبيرا من المشهد الأدبي البريطاني ممتدا من الفترة النابليونية الى الحرب العالمية الأولى ليشهد عصرين أدبيين الفكتوري والحديث.& نشر هاردي أولى مجاميعه الشعرية عام 1898 بعنوان (( قصائد ويسكس)) ثم مجموعته ((قصائد عن الماضي والحاضر)) عام 1902 بعد ذلك شرع بنشر مطولته (( السلالات)) وهي دراما شعرية ملحمية بانورامية عن الحروب النابليونية. من اعماله الشعرية الأخرى (( أضحوكات الزمن)) 1909 ؛ ((هجائيات الظروف )) 1914 ؛ (( قصائد مختارة )) 1916؛ (( لحظات رؤية)) 1917؛ و(( قصائد غنائية متأخرة ومبكرة)) 1922 .
القصيدة التي نترجمها هنا كتبها هاردي بمناسبة خسوف للقمر حدث في& عام 1901، معبرا كعادته في ما يكتب من قصائد في مناسبات معينة عن إدراكه لصغر العالم وتفاهة الإنسان وشؤونه اذا ما قيست بمقياس الكون على الرغم من اضطراب هذه الشؤون على هذه الأرض.
&
عند خسوف القمر

ها ان ظلك، أيتها الأرض، يزحف فوق ضياء
القمر الخافت من القطب حتى البحر الأوسط&&
بلون واحد متساو وبخط منحن
من السكون والصمت الهادئ.& &&

كيف لي ان اقرن هذه الصورة المتناسقة التي تعكسها الشمس
مع الشكل المضطرب الممزق الذي اعلم انه شكلك،
وتلك الصورة الرائقة كأنها سيماء الرب،&
مع قارات من الفوضى والبؤس؟&&

كيف للوجود الفاني الهائل هذا ان يلقي&
ظلا متناهي الصغر كهذا، وان تطوق خطة الرب العليا
للبشرية بحدود ذلك القوس هناك؟

أ هكذا يكون المقياس الكوني للعرض الأرضي،
امة في حرب مع امة، عقول ممتلئة فكرا وعلما،
أبطال، ونساء أبهى من السماوات؟& &
&