بوش يؤكد مواصلة الجهود للخروج من الأزمة ووال ستريت تنتعش
إقتصاديون: الكونغرس سيوافق مرغمًا على خطة بولسن

واشنطن ونيويورك: بالرغم من الرفض المدوي لخطة بولسون لانقاذ النظام المالي الأميركي في مجلس النواب الإثنين، رأى اقتصاديون أن خطر مواجهة انكماش عميق وطويل الامد سيرغم الكونغرس الأميركي على العودة عن قراره وإعتماد الخطة. من جانبه، اعتبر الرئيس الاميركي جورج بوش الثلاثاء ان رفض مجلس النواب الاميركي لخطة الانقاذ المالي الضخمة quot;لا يشكل نهايةquot; الجهود لتمرير الخطة، مشيرًا الى ان ادارته ستواصل العمل في سبيل اعتمادها. وإثر هذه الأنباء، فتحت بورصة نيويورك جلسة التداول على ارتفاع غداة هبوط تاريخي سجلته يوم أمس، حيث تحسن مؤشر داو جونز بنسبة 1,69% ومؤشر ناسداك بنسبة 2,61%. ويراهن المستثمرون على أن واشنطن ستعمل على إحياء خطة لانقاذ القطاع المالي الأميركيّ.

من جانب آخر، ستعلن فرنسا في الايام المقبلة اجراءات طارئة لحث المصارف على مواصلة منح القروض للمؤسسات والافراد وذلك في اطار مواجهة الازمة المالية التي تطالها للمرة الاولى مباشرة، عبر قضية ديكسيا (لمزيد من التفاصيل). وفي ما يلي المراحل الكبرى التي مرت بها الازمة المالية التي اندلعت في بداية 2007 في الولايات المتحدة وبدات تطال اوروبا (التسلسل الزمني).

بوش يتحدث حول خطة الانقاذ الاقتصادي
في البيت الأبيض الثلاثاء. رويترز
بوش: سنواصل الجهود
وقال بوش في البيت الابيض ان quot;الواقع يشير الى اننا في وضع طارىء والعواقب ستسوء يوما بعد يوم اذا لم نتحركquot;. واضاف quot;لكنني اعد المواطنين (الاميركيين) ومواطني العالم ان ذلك لا يشكل نهاية العملية التشريعيةquot;. وتابع بوش quot;ان ادارتي ستواصل العمل بشكل وثيق مع قادة الطرفينquot; الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس.

نظرة تفاؤليَّة
واعتبر المحلل الاقتصادي في مؤسسة quot;ميسيروي فايننشالquot; ادولفو لورنتي إن الخطة أدت منذ طرحها quot;الى انقسام عميق ليس بين السياسيين وحسب وانما ايضًا بين الاميركيين الذين كان الكثيرون منهم يعتقدون ان ضخ الاموال هدفه وول ستريت وحدهاquot;. واضاف لورنتي quot;اعتقد ان امرًا ما سيحصلquot;. وقال ان quot;السياسيين عملوا كثيرًا حول هذه المسألة، انهم بحاجة للتوصل الى امر ماquot;.

ورأى روبرت ماكنتوش الاقتصادي لدى مؤسسة quot;ايتون فانسquot; ان الكونغرس سينتهي الى الموافقة على خطة الانقاذ الرامية الى استيعاب الديون المشكوك في تحصيلها والتي تراكمت لدى البنوك بسبب ازمة الرهن العقاري.وقال quot;اننا بحاجة إليها، الامر بهذا الوضوح. اعرف ان السياسيين يميلون الى النهج السياسي ولا سيما في الفترات الانتخابية، لكن الاسواق تشعر بخيبة امل واحباطquot;. وتابع محذرًا أنه في حال لم تعتمد الخطة quot;فإني اعتقد اننا سنشهد انكماشا طويلا بدلا من انكماش قصير الامدquot;.

من جهته، اوضح المحلل في موقع quot;ايكونومي.كومquot; الالكتروني آرون سميث ان الاسواق المالية تبقى متوترة: فالمصارف تحافظ على سيولتها بدلاً من تبادل الاقراض وتحتفظ بمعدلات فوائد مرتفعة يرافقها خطر تجميد التسليف الضروري لنمو الاقتصاد. ورأى ان الخيار الوحيد المطروح لتهدئة الاجواء المتوترة يكمن في خفض الاحتياطي الفدرالي الاميركي (البنك المركزي) معدلات فوائده بالتنسيق مع المصارف المركزية الاخرى. واكد ان quot;التوتر في قطاع المال تحول بسرعة الى مسألة تتعلق بظروف القطاعات الإقتصادية. نعيش اكثر الايام اضطرابًا في تاريخ المالية، لكن الفرص التي تتيح للاحتياطي الفدرالي خفض معدلات فوائده ستزداد في الساعات الثماني والاربعين المقبلةquot;.

واضاف سميث ان خفض معدلات الفوائد بواقع 50 الى 100 نقطة اساسية quot;لن يؤدي الى خفض كلفة الاستدانة، لكنه سيتيح اعادة الثقة بالاسواق وقد يكون انعكاس ذلك اكبر ايضًا في حال انضمت المصارف المركزية الاخرى الى الاحتياطي الفدراليquot;. وقد ادى رفض خطة الانقاذ المصرفي الى اغراق بورصة نيويورك الاثنين حيث خسر مؤشر داو جونز للاسهم الصناعية 6,98%، ما يشكل خسارة غير مسبوقة من قرابة 800 نقطة، وخسر مؤشر ناسداك للاسهم التكنولوجية 9,14%.

وتدهوت الاسهم في البورصات الاخرى ايضًا حيث خسرت بورصة فرانكفورت اكثر من 4% وبورصتا لندن وباريس اكثر من 5%. وفي البرازيل، علقت بورصة ساو باولو عملياتها لمدة نصف ساعة بعد تدهور مؤشر quot;ايبوفيسباquot; بنسبة 10%.

واعتبر ادولفو لورنتي انه خفض عام لكنه ليس مع ذلك quot;الانهيار الذي كان الكثيرون يخشونهquot;، وراى quot;انه لا يزال لدينا الوقت لنرى كيف ستتم تسوية المسالة في واشنطنquot;.واضاف quot;لا يمكننا بالتاكيد ان نعيش الى الابد ايامًا مثل هذاquot; اليوم. وقال quot;لو كنا سنعيش يوم ثلاثاء او اربعاء مثل اليوم، فسيكون المؤشر اننا على شفير النهايةquot;.

واعتبر المحلل في quot;بي ام او كابيتال ماركتسquot; اندرو بوش ان النواب الاميركيين لن يستطيعوا البقاء مكتوفي الايدي امام العاصفة التي تهب على الاسواق المالية. واوضح ان الجمهوريين والديموقراطيين quot;باتوا يعرفون تمامًا بأي سرعة تحركت وول ستريت حيال عدم تحركهم. ان الحزبين يعرفان انه ينبغي القيام بامر ما. اعتقد ان ذلك سيحصل قبل نهاية الاسبوعquot;.

وول ستريت

وول ستريت تنتعش
وقرابة الساعة 13,45 تغ ارتفع مؤشر داو جونز 209,55 نقطة الى 10575,00 نقطة بعدما كان خسر حوالى 800 نقطة الاثنين. اما مؤشر ناسداك الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا فارتفع 49,79 نقطة الى 2033,52 نقطة في حين ارتفع مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 2,47% (27,37 نقطة) ليبلغ 1133,79 نقطة.

وكانت بورصة وول ستريت شهدت الاثنين هبوطا حادا اثر رفض مجلس النواب الاميركي خطة بولسون فتراجع مؤشر داو جونز بنسبة 6,98% في اكبر خسارة نقاط يسجلها منذ انشائه بلغت 777,68 نقطة. اما ناسداك فتراجع بنسبة 9,14% في حين تراجع ستاندرد اند بورز500 بنسبة 8,81%.