استغل جان كلود يونكر رئيس وزراء إمارة لوكسمبورغ ورئيس مجموعة بلدان اليورو وجوده في برلين للحصول على إحدى الجوائز الألمانية لمؤسسة شفاتركوبف لعام 2010 من أجل تصفية حساباته مع من قالوا إن النقد الأوروبي الموحد quot;اليوروquot; في خطر أو أن مخاطر تهدد الاتحاد الأوروبي في وضعيته الحالية.


برلين: أكدرئيس مجموعة اليورو جان كلود يونكر أن اليورو ليس المسبب للأزمة المالية، بل تمكن من أن يبطئ من سرعتها من أجل تدارسها والسيطرة عليها، ورأى أنه من دون النقد الموحد لكانت بلدان اليورو غرقت في فوضى كبيرة. وذلك في لقاء جمعه مع عدد من الصحافيين في برلين.

وأشار إلى أن الكثير من الناس يرون أن اليورو هو المسبب للأزمة، لكن لو لم يكن لدينا هذا النقد ولو كان علينا مواجهة الأزمة المالية الأميركية وأزمة الإقتصاد الحقيقي من دون التحامنا بنقدنا الأوروبي من أجل تجاوز الوضع، لكنا حاليًا غارقين في فوضى كاملة في أوروبا. كما أنه من دون اليورو ما تمكنت ألمانيا من مواصلة ترؤس قائمة الدول الأكثر تصديرًا في العالم.

وردًا على من يريد العودة إلى المارك الألماني، وكثرة الأصوات المنادية حاليًا بذلك، قال يونكر إنه بسبب الأزمة كان من الممكن للمارك أن يسجل زيادة في سعره بشكل يثير دهشة الألمان، لكن في المقابل فإن ذلك سوف يلحق الضرر الكبير بنقد بلدان جنوب أوروبا، إلى درجة سيجبر حكوماتها على إعادة تقييم نقدها من أجل مواجهة المنافسة، وهذا سينعكس سلبًا على ألمانيا كبلد مصدر.

لكن مع وجود اليورو تم تجاوز كل هذا المشاكل والصعوبات، بحسب يونكر، الذي أكد أن النقد الموحد يعطي الدول التي تعتمده والسوق الداخلية استقرارًا مستديمًا ينعكس إيجابًا وبشكل كبير على الإقتصاد والحياة الإجتماعية.

ومن وجهة نظر يونكر فإن اليورو ليس في أزمة، وسبب الأزمة هي الديون المتراكمة في العديد من بلدان النقد الأوروبي التي أظهرت تشنجات، واليورو سوف يواصل الحياة. واعتبر أن موجة الأقاويل التي ترافق الأزمة حتى الآن هي المسبب للإنفجار، مثلاً نشر أخبار بأن اليورو في خطر أو أن أوضاع بلدان الإتحاد الأوروبي مهددة بالمخاطر، لكن يجب على المرء أن يدرك أن اللاعبين في أسواق المال ليسوا أذكياء أكثر منا، ولو كان الأمر كذلك لأصبح الوضع سيئًا بالكامل.

وانتقد يونكر الشكل التي تناولت فيه صحف أوروبية الأزمة، منها التحذير من تقطيع أوصال بلدان منطقة اليورو واندحار الإتحاد الأوروبي، وهنا بالتحديد حسب قوله على المرء أن يكون حذرًا عند التحدث عن أوروبا، وليس على الإعلام فقط التزام الحذر عند التطرق إلى هذا الموضوع، بل علىالسياسيين أيضًا، وأضاف quot;يجب علينا أن نعتاد التحدث عن أوروبا بشكل آخر، فإذا تحدثنا عنها بالسوء فإننا نحطم أوروبا فقطquot;.

كما نبّه يونكر من مشاعر القومية لدى بعض السياسين، ورأى أن على الأوروبيين أن ينمو مشاعر جديدة لها توجه أوروبي متحد. مع ذلك اعترف بوجود أشياء كثيرة في أوروبا لا تسير كما يجب أو معطلة، لأن السياسة الداخلية الأوروبية تُناقش من دون مشاعر للقضية الأوروبية.

وطالب أوروبا الإهتمام أكثر بنظامها الإقتصادي، فاقتصاد يبتعد عن أمهات الفضائل للإقتصاد الحر علينا التصدي له، وعلينا التنبه منه، وإلا أصبنا بعزلة، وعلينا أن نوضح دائمًا أن الإقتصاد هو لخدمة الإنسان، وليس العكس، وأوروبا بحاجة إلى أبعاد اجتماعية من أجل إيجاد توازن اجتماعي واقتصادي في بلدانها.