أعلنت نقابات أميركية دعمها متظاهري حملة quot;احتلوا وول ستريتquot; بعدما قررت الانضمام إلى المسيرات الاحتجاجية في مدينة نيويورك، منها نقابة عمال السيارات ونقابة عمال النقل والاتحاد الموّحد للمعلمين ونقابة موظفي الكونغرس.


نقابات أميركية قررت الانضمام إلى المسيرات الاحتجاجية في مدينة نيويورك

لميس فرحات: أبدت نقابات أميركية رغبتها في دعم متظاهري حملة quot;احتلوا وول ستريتquot;، وعن أسباب هذا الدعم، قال قادة النقابات في نيويورك -التي تضم مئات آلاف الأعضاء- إن الشباب الذين يقفون وراء quot;احتلوا وول ستريتquot; يتحدثون باسم غالبية الأميركيين المحبطين من وضعية الاقتصاد الأميركي والشركات والبنوك، التي استفادت على ظهور الكادحين.

في هذا السياق، أشارت صحيفة الـ quot;نيويورك تايمزquot; إلى أن زعماء النقابات كانوا حذرين في البداية من احتضان حركة quot;احتلوا وول ستريت، إلا أنهم أمطروا المتظاهرين في الأسابيع الأخيرة بمساعدات، مثل الخيام والفرش وسخانات الغاز، وأطنان من المواد الغذائية. وانضم المتظاهرون من جانبهم إلى الاتحاد في مسيرات واعتصامات في مختلف أنحاء البلاد.

تشعر النقابات العمالية بالذهول من نجاح المتظاهرين في التحدث بوضوح وقوة عن القضايا العمالية التقليدية، مثل عدم المساواة في الدخل، مضيفة أن النقابات بدأت في تبني بعض التكتيكات الجريئة والمهارات الاجتماعية والإعلامية، التي تنتهجها حركة quot;احتلوا وول ستريتquot;.

كما بدأ الأعضاء في النقابات العمالية باستخدام quot;تويترquot; وquot;فايسبوكquot; ووسائل الإعلام الاجتماعية الأخرى، من أجل نشر أفكاهم وانتقاداتهم، وانتهجوا أساليب وتكتيكات أكثر صرامة، بوحي من احتجاجات وول ستريت، لحشد الدعم من خلال إرسال الصور ومقاطع الفيديو المباشرة من المسيرات والتي تظهر استخدام الشرطة للغاز المسيل للدموع واعتقال المتظاهرين.

ونقلت الصحيفة عن ستيوارت أبلباوم، رئيس الاتحاد متاجر التجزئة والجملة، قوله إن quot;حركة احتلوا وول ستريت غيّرت النقابات، التي بدأت تعتمد أساليب أكثر قوة لإيصال الرسائل والنشاطات الخاصة بهاquot;، متوقعاً حركة نشطة للنقابات في الشوارع والاستفادة من طاقات المحتجين.

عمدت الاتحادات طويلاً إلى انتهاج تكتيكات تقليدية، مثل الاعتصامات، لكنها استوحت من احتجاجات حركة quot;احتلوا وول ستريتquot; استراتيجيات جديدة، إذ يقول قادة النقابات إنهم يعملون بشكل متزايد لحشد عدد أكبر من الناس، وتنظيم مسيرات كبيرة، بما في ذلك المسيرة، التي يتوقع أن تشمل كل البلاد في 17 نوفمبر الجاري.

وتعمل النقابات على اللجوء إلى البساطة في رسالتها، أسوة بحركة الاحتجاجات التي انتقدت الثروة العظيمة التي تمتلكها نسبة 1% من الأميركيين مقارنة مع المعاناة الاقتصادية لـ 99% من الشعب الأميركي. ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين الاقتصاديين قوله: quot;نعتقد أن حركة احتلوا وول ستريت أعطت النقابات صوتاً ليتحدثوا عمّا يجري في بلادنا اليومquot;، مشيراً إلى أن ما يجري إيجابي وضروري.

خلال الشهر الماضي، قدمت النقابات دعماً واسع النطاق لمحتجّي quot;احتلوا وول ستريتquot; في مختلف أنحاء البلاد، وعملت نقابة الممرضات الوطنية على توفير الإسعافات الأولية للمحتجين في العديد من المخيمات.

تدخلت النقابات أيضًا مع السياسيين نيابة عن المتظاهرين، ففي لوس أنجلوس، سعى القادة العماليين مرارًا إلى إقناع العمدة أنطونيو فيلارايجوسا بالعدول عن رأيه في طرد المحتجين، وتجمع المئات من أعضاء النقابة في نيويورك عندما كان مسؤولو المدينة يهددون بطرد محتجي وول ستريت، ومنعوا المسؤولين من إخلاء المنطقة.

وقال جيك لوري، طالب جامعي (21 عامًا) من حركة quot;احتلوا وول ستريتquot;: quot;نحن سعداء بدعم وتأييد النقابات، ولكن لا يمكننا الموافقة على الاندماج بهم رسمياً، فنحن جماعة مستقلة، ومن المهمّ الحفاظ على استقلاليتناquot;.