مؤسسات تجارية وسياحية تقفل، وأخرى تُعرض للبيع في لبنان، ما دفع بالكثيرين الى التساؤل هل نحن امام أزمة خانقة يعاني منها القطاع السياحي، ومن سيكون التالي على لائحة الاقفال والبيع؟.

بيروت: البودابار أقفل، ثم سرت شائعات عن اقفال فندق الميتروبوليتان ايضًا، ما لبث أن تم تكذيب الخبر، واليوم الحديث عن عرض فندقالموفمبيك للبيع من قبل الوليد بن طلال، وتحذر أوساط اقتصادية مطلعة من أن تتحوّل الأزمة الخانقة التي يُعاني منها القطاع السياحي إلى كرة ثلج تطيح بالعديد من المؤسسات السياحية في لبنان.

وتشير هذه الأوساط إلى أن معظم الفنادق الكبرى عمدت إلى اقفال عدد من الطوابق، وتسريح مجموعات من العمال، كتدبير لا بدّ منه لتخفيض نفقات التشغيل، وبالتالي الحد من تراكم الخسائر.

وذكرت هذه الأوساط أن المفاجأة في أزمة الفنادق، كانت في إقدام المؤسسة الفندقية التي يملكها الأمير الوليد بن طلال، على عرض فندق الموفمبيك في منطقة الروشة في بيروت للبيع، مقابل مبلغ مطروح للتفاوض وقدره 16 مليون دولار أميركي.

ويبدو أن مجموعة من رجال الأعمال اللبنانيين الناشطين في افريقيا دخلت على خط التفاوض، بهدف الاستحواذ على هذا المرفق السياحي المهم.

بعد سلسلة الاقفالات والعرض للبيع، كيف يمكن وصف وضع المؤسسات التجارية في لبنان؟

يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـquot;إيلافquot; أن الافلاسات التي حصلت في لبنان نتيجة للاوضاع الخارجية، وما حصل في اوروبا مثلاً اضعاف ما حصل في لبنان، ولا داعي للهلع، أن اي استثمار في العالم قد ينجح وقد يفشل، والمصارف التي افلست في اوروبا واميركا منذ العام 2008 حتى اليوم، كانت بسبب الاوضاع السيئة فيها، ونحن ايضًا بامكان بعض المؤسسات أن تفلس لدينا، والامر طبيعي اقتصاديًا.

اما الحجم الكبير اليوم لتلك الافلاسات فيقول حبيقة إن لبنان اليوم يعاني أزمة كبيرة من خلال الوضع السوري، الذي لم يكن موجوداً في الماضي، وهذا امر لا يمكن حله، والوضع الاوروبي ايضًا سيىء، ولبنان يعمل مع الدول العربية عبر سوريا ومع اوروبا، وكل هذه الدول بحالة سيئة.
ومن هنا دور الحكومة اليوم أن تتنشط أكثر.

اما لأي مدى أثر تطبيق منع التدخين في الاماكن العامة المغلقة على الافلاسات لبعض المؤسسات التجارية والسياحية؟ يرى حبيقة أن التأثير كبير جدًا، من خلال توقيته الخاطىء، فكما نعلم أن البودابار صالة مقفلة تحت الارض، كان بالامكان الانتظار قليلاً لتطبيق هذا القانون.

وفي لبنان، يضيف حبيقة، نموت من جراء أمور أخرى غير التدخين، وهناك أمور ملحة اكثر، من تلوث معامل الكهرباء وغيرها.

عن الخطط الرديفة للحد من افلاس المؤسسات التجارية في لبنان، يرى حبيقة على الحكومة اللبنانية أن تعمل جاهدة لتنفيذ كل الامور التي تعطي للبناني انطباعًا بوجود دولة من خلال اجراءات واعطاء اموال للمتضررين في الاشرفية اليوم، وغيرهم.

ويضيف :quot;يمكن تحسين الكهرباء من خلال اعادة تحويل الانتاج وتوزيعه، وعلى العموم يجب تحسين الأداء الحكومي لأنه أمر أساسي، كي يشعر اللبناني بالارتياح اكثرquot;.

في ظل عدم الاستثمار الخليجي والعربي في لبنان هل يمكن لهذا البلد أن ينهض مجددًا؟ يؤكد حبيقة أن الوضع العربي اليوم صعب، لن يعود الاستثمار الخليجي الى لبنان بقوة في ظل الوضع السوري.

كيف يساهم الفساد الاداري في زيادة افلاس المؤسسات التجارية في لبنان؟ يرى حبيقة أن الفساد موجود منذ زمن بعيد، ولا يزال حتى اليوم، وبالوضع الحالي لا يمكن تخفيف الفساد، مع وجود أمور موروثة منذ عشرات السنين كالتسجيل العقاري ورخص البناء وتسجيل الشركات الجديدة ومشاكل دفع الضرائب، وهي عناصر مهمة وموجودة منذ زمن بعيد.

ولا يعتبر حبيقة أن هذا العام كان الأسوأ تجاريًا وسياحيًا في لبنان، وما جعل الكل يقول بأنه الأسوأ ما يحصل في الوضع السوري الذي ساهم في الامر مع غياب أفق الحل في المنطقة.