ملح أرض مصر ثروة تضاهي الذهب في أهميته، إذ يقدر حجم الملح الصخري المصري 15 مليار طن قد يتضاعف ثمانية أضعاف في السنوات القادمة، خصوصًا أنه من أنقى الملح في العالم، يستعمل مباشرة من دون تنقية.


القاهرة: بلغت صادرات مصر من خام الملح 500 مليون جنيه في العام 2011، لكن هذا الرقم قد يتضاعف ثماني مرات خلال الأعوام المقبلة، ليصل إلى أربعة مليارات جنيه، ليتحول ملح مصر ذهبًا أبيض، ما يُنعش آمال قطاع التعدين المصري في وجود قاطرة جديدة للتنمية.

ثروة ملحية

كشف الاجتماع الأول للمجلس التصديري للصناعات التعدينية المصري، الذي تقرّر إنشاؤه في أيلول (سبتمبر) الماضي، عن وجود ثروة ضخمة من الملح الصخري الطبيعي في منخفض القطارة وواحة سيوة، تزيد على 15 مليار طن، ما يدرج مصر ضمن العشرة الكبار في صناعة الملح عالميًا.
ويمكن أن يتضاعف حجم صادرات مصر من الملح ثماني مرات ليكون أربعة مليارات جنيه، بدلًا من نصف مليار جنيه حاليًا، وذلك في حالة تصديره كملح خام. يتضاعف هذا الرقم كثيرًا إذا استخدم خام الملح في الأنشطة الصناعية المختلفة، بما يفتح الباب أمام آفاق التنمية، لخلق آلاف فرص العمل في مصر.

الملح المصري أجود

اعتبر الدكتور أحمد دردير، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الأسبق، هذه الاكتشافات إضافة هامة لقطاع التعدين المصري، خصوصًا أن الخامات المكتشفة في القطارة وسيوة من أنقى أنواع الملح الطبيعي في العالم، ويمكن استخدامها مباشرة في الصناعة، من دون تنقية. فجودته تفوق المواصفات القياسية الأوروبية، كما ثبت من الاختبارات التي أجرتها هيئة الثروة المعدنية. وأضاف لـ quot;إيلافquot; أن مصر quot;كانت تنتج أربعة ملايين طن من اصل 300 طن ينتجها العالم كله، وهذه الكمية ستتضاعف في المستقبل، ويمكن لمصر أن تكون واحدة من العشرة الكبار في صناعة الملحquot;.
وأشار دردير إلى أن المجلس التصديري للصناعات التعدينية يدرس تصدير الملح بنوعيه quot;الصخريquot; وquot;الاوندرانيquot;، من حيث هو خام مميز، ويمكن تحقيق المليارات من خلال تصديره أو استخدامه في الصناعات المختلفة، إذ يدخل في نحو 50 صناعة أخرى‮.

580 ملاحة للاستغلال

من جانبه، أكد الدكتور عبد العال عطية، رئيس الإدارة المركزية للمشروعات بهيئة الثروة المعدنية، لـ quot;إيلافquot; أن الهيئة تتخذ حاليًا quot;إجراءات لطرح 580 ملاحة بمنطقة منخفض القطارة، في مزايدة عامة للشركات والافراد، لاستغلال 21 ألف فدان ملح في تلك المنطقةquot;.
وأشار عطية إلى أن مساحة الملاحة الواحدة تسعة كيلومترات مربعة، وأن الملح الموجود فيها من النوع الصخري، ومن انقى الانواع في العالم. وأكد أن الملح quot;فرس رهان بالنسبة لقطاع التعدين في الفترة المقبلة، حيث له فرص تصديرية متميزة لجودة الخام ووفرته، إلى جانب خلقه لآلاف فرص العمل، وتحقيقه عائداً مالياً كبيراً لخزانة الدولة، نتيجة حقوق استغلال الملاحات المقدر لها الاستمرار في الانتاج مئات السنينquot;.

فرصة للقطاع الخاص

يوافق المهندس ممدوح سعد الدين، أمين عام جمعية laquo;نهضة وتعدينraquo;، عطية في رأيه. فقد أوضح لـ quot;إيلافquot; أن أهمية صناعة الملاحات تتزايد على الصعيد العالمي، خصوصًا في الدول التي تشهد تساقطًا للثلوج، تستخدمه في تسهيل حركة السير، بالاضافة إلى القيمة المضافة العالية الناتجة من استخدام الملح في منتجات مختلفة، إذ يدخل في صناعة 14 ألف منتج في العالم.
واعتبر سعد الدين أن طرح 580 ملاحة لحق الاستغلال فرصة للقطاع الخاص للدخول بشكل أكبر في سوق انتاج الملح، الذي تسيطر عليه شركة واحدة حكومية، كانت تنتج 50 في المئة من احتياجات السوق.
وأشار سعد الدين إلى وجود عرض إلماني صيني بنحو 200 مليون دولار للاستثمار في هذا المجال، بالاضافة إلى طلب من الغرفة التجارية الكندية بانشاء محطة تنقية للملح الخام في مصر. وشدد على ضرورة ربط الاستثمار في الصناعات التعدينية بالخريطة الجيولوجية لمصر، ليجري الاستثمار على أساس علمي، تتحقق فيه صفة الاستدامة والافادة.