العقوبات الدولية تزيد من معاناة الإيرانيين

بدأت تشعر الأسر البسيطة في إيران بتداعيات العقوبات الدولية التي تم فرضها على البلاد، على خلفية استمرارها في تطوير برنامجها النووي، حيث ارتفعت أسعار السلع الغذائية الأساسية بمقدار الضعف والثلاثة أضعاف على مدار الأسابيع القليلة الماضية.


القاهرة: نقلت صحيفة quot;واشنطن تايمزquot; الأميركية عن ربة منزل تدعى بولور، خلال تواجدها في أحد المتاجر في وسط العاصمة الإيرانية، طهران، قولها :quot; الأسعار ترتفع طوال الوقت، وتزداد علينا الأمور صعوبة حقاً في ما يتعلق بتغطية النفقات. لكن ما الذي يمكننا أن نفعله ؟ فالعقوبات هي السبب وراء حدوث هذا كلهquot;.

ومضت الصحيفة تشير من جانبها إلى أن الجولة الأحدث من العقوبات قد تسببت بتعقيد المدفوعات الإيرانية في ما يخص عمليات تسليم الأغذية في البنوك الدولية، وهو ما أدى إلى حدوث تضخم متصاعد في العاصمة طهران وفي عدد آخر من المدن.

وأضافت الصحيفة أن معدل التضخم الرسمي، كما أعلنت عنه إيران، يزيد بقليل عن 20%، لكنّ سكانا محليين أكدوا أن النسبة الحقيقية لا تقل عن ضعف تلك النسبة. كما فشلت الرواتب في التماشي مع تكاليف المعيشة دائمة الارتفاع، حتى مع زيادة الرواتب، التي قدرت بـ 6 %، وتلقاها الموظفون الحكوميون خلال الآونة الأخيرة.

وهو ما جعل سكان العاصمة طهران يشكون من تزايد درجة صعوبة الأوضاع الحياتية. وقال هنا صاحب متجر يدعى يوسف :quot; يتعين عليّ تغيير قائمة الأسعار كل يوم تقريباً. فقد ارتفع سعر الأرز المستورد، على سبيل المثال، بنسبة تقدر بحوالى 25% على مدار الأيام القليلة الماضية. وبالنسبة إلى السجائر الأجنبية، فهي باهظة الثمن للغاية الآن، ويكاد لا يوجد أحد يمكنه تحمل النفقات الخاصة بشرائهاquot;.

فيما قال صاحب متجر آخر، بعد أن رفض إجراء مقابلة معه :quot; لا أريد مشاكل. فقد أقول ثمة شيء خاطئ، وحينها قد أفقد ترخيص التجارة الذي أمتلكهquot;. ومن الجدير ذكره في هذا الخصوص هو أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قاما مؤخراً بفرض عقوبات على مصرف ايران المركزي وعلى النفط الإيراني ndash; الذي يدعم الاقتصاد المحلي بشكل كبير ndash; وذلك في محاولة من جانبهما لإقناع قادة الجمهورية الإسلامية بالحد من الجهود التي يقومون بها في ما يتعلق بتطوير وتملّك أسلحة نووية.

وفي الوقت الذي تنفي فيه طهران أنها تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية وأن برنامجها النووي مخصص فقط لأغراض مدنية وسلمية، فإن مسؤولي النظام الإيراني لا يتعاونون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وفي ظل حالة الشد والجذب القائمة بين الجانب الإيراني والجانب الغربي، خرج مؤخراً قائد عسكري إيراني ليحذر من أن بلاده ستقوم بشن ضربة وقائية ضد أي دولة تعتبرها تهديداً على أمنها القومي.

ونوهت الصحيفة في الإطار ذاته بأن الارتفاع الذي طرأ مؤخراً على الأسعار يأتي قبل فترة قصيرة من إجراء الانتخابات البرلمانية التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها استفتاءً على السياسات الاقتصادية للرئيس محمود أحمدي نجاد. وقال هنا شخص يدعى حسين وهو مدير متجر لخدمات التصوير الفوتوغرافي :quot; تعاني كافة الأعمال والمشروعات الصغيرة. فالناس يمتلكون قدراً أقل من الأموال التي يمكنهم إنفاقها، وبدأت تقدم كثير من الشركات على تسريح ما لديها من موظفينquot;.

وتابعت الصحيفة بنقلها عن فواز جرجس، وهو محلل شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد، قوله :quot; رغم كثرة التذمر في ايران، إلا أني لا أرى أي إشارات ذات مصداقية بخصوص وجود تهديد على النظام من الداخل. ويبدو أن النظام قد تمكن من تجاوز العاصفة خلال الانتخابات الرئاسية التي جرت في العام 2009quot;.

فيما قال المحلل المتخصص في الشأن الإيراني في مؤسسة كارنيغي، كريم سجادبور، إنه وفي الوقت الذي تبدو فيه احتمالية اندلاع انتفاضة شعبية احتمالية ضعيفة، فإن الأحداث التي وقعت مؤخراً تؤكد أن لعبة التوقع هي عمل محفوف بالمخاطر. وفي الجلسات المغلقة، يعترف بعض الإيرانيين بأنهم غاضبون من قادتهم بشأن العثرة الاقتصادية.