يرى محللون ان البطالة في الامارات والتي تجاوزت نسبتها 20 % هي quot;اختيارية quot; في معظمها لا سيما بين الاناث ، معتبرين ان السبب الرئيسي لعزوف المواطنين عن العمل على الرغم من توفر الفرص في القطاع الخاص هو الرغبة في الحصول على وظائف ذات امتيازات عالية مفضلين العمل في القطاع الحكومي حيث الرواتب مرتفعة ، فيما يتجه 60% من الطلاب نحو التخصصات الاجتماعية السهلة مما يؤدي الى ندرة الكفاءات المواطنة في بعض الوظائف.


أبوظبي: تشير آخر الاحصاءات الرسمية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء إلى ان نسبة البطالة بلغت 20٫8% خلال العام الماضي 2011، مقارنة مع 18٫8% في عام 2010، و14% في عام 2009، وأن معدلات البطالة بين المواطنين تتركز على الإناث بمعدل 28٫7%، مقابل 17٫5% بين الذكور.


جون سانشيز مستشار تطوير الموارد البشرية قال لquot;إيلافquot;: quot; إن الشواغر الوظيفية متوفرة بكثرة في الامارات وهي تتنوع من قطاع لآخر، ومن درجة وظيفية لأخرى، وذلك بحسب المؤهلات العلمية غير ان المواطن غالبا ما يبحث عن وظيفة ادارية مريحة براتب مرتفع، كما يرفض قطعيا العمل الوظائف الدنيا quot;كساعي بريدquot; مثلا حتى وان كان لا يمتلك اي شهادة علمية او خبرة ، في حين نجد ان سائق التاكسي في الولايات المتحدة مواطن اميركي وقد يكون من حملة الشهادات quot;.

وأضاف:quot;القوانين تجبر المؤسسات الخاصة بنسبة معينه من توظيف المواطنين حيث تعمد المؤسسات الى اعداد الكوادر وتدريبها وغالبا ما نلجأ الى توظيف الوافدين عندما يتعذر وجود المواطن الكفؤ ذو الخبرة كما ان راتب الوافد أقل من راتب المواطن بنسبة 50 % مما يخفف على الشركات الاعباء الماديةquot;, مضيفا:quot; البطالة يمكن توصيفها بأنها quot;اختياريةquot; لان الشخص يختار عدم العمل في القطاع الخاص بانتظار الفرصة في القطاع الحكوميquot;.


وردا على سؤالنا حول سبب ارتفاع نسبة البطالة قال سانشيز :quot; اسباب البطالة في الامارات (20,8 % ) تختلف عن الولايات المتحدة (8,3 % ) على سبيل المثال حيث البنية التعليمية تخرج كفاءات في كل القطاعات بما فيها الدراسات العلمية والمستقبلية والتي ترتكز على مراكز ابحاث عملاقة والتي بدورها تتعاون في اطار استراتيجية بعيدة المدى لتأمين الوظائف الافتراضية ، غير اننا نجد ان 30 % فقط من طلاب الامارات يتوجهون نحو التخصصات العلمية ونسبة قليلة جدا تتجه نحو الدراسات الصعبة التي تتطلب جهدا وابحاث معمقة كما نشهد عزوف عن مهنة التدريس مثلاquot; .


من جانبه, أكد محمد عبيد سيف الباحث في التنمية البشرية لquot;ايلاف quot; :quot; ان المؤشرات تشير الى ان نفقات الميزانية الاتحادية للدولة لعام 2012 بلغت نحو 41٫8 مليار درهم، تشكل نسبة الرواتب من النفقات 43% وهي نسبة quot;مرتفعة جدا اذا ما قورنت بأكثر الدول تطوراquot; ويشير عبيد الى ضرورة تبني منظومة quot;تربوية واضحة المخرجات تلبي حاجات السوقquot;.

عبيد من جانبه تطرأ الى الجوانب الاجتماعية والثقافية قائلا :quot; ان هناك عامل مهم جدا يساهم في زيادة البطالة وهو النظرة المجتمعية للوظائف العادية ، فالمواطن وان كان معسرا لا يرضى العمل في وظيفة لا تحقق له quot;البريستيجquot; الذي يطمح له اضافة الى ان بعض الاناث يفضلن عدم العمل اما بسبب quot;الزواجquot; او لاسباب تتعلق بquot;الاعراف القبلية quot; مشيرا الى انه ليس :quot; كل عاطل عن العمل quot;محتاج ماديا quot; فبعض المتعطلين ينتمون لأسر وعائلات quot;ثريةquot; لذلك لا يجد نفسه مضطرا للعمل لقاء أجر مادي quot;ضئيلquot; .


وفي سياق متصل قال الباحث الاقتصادي فراس ابوشمالة ل quot;ايلافquot; : quot; المواطنون 12% من اجمالي سكان الدولة والقطاع الحكومي والمشاريع التابعة له، قادر على استيعاب الجميع لان الفرص الان متوفرة من خلال الاستثمارات الحالية في مختلف القطاعات وأبرزها البتركيماويات والسياحة والصحة والتعليم والإنشاءاتquot; ويشير ابو شمالة الى ان سبب البطالة هو quot;الفروق في الرواتب بين الجهات الحكومية المختلفة وشركات القطاع الخاصquot; وquot; هي اشكالية quot;مستأنفة ولا تنتهي وتتمحور في امرين :quot; توفير الحكومة للوظائف، ورغبة المتعطلين في الدخول إلى سوق العمل، وقيام الأفراد بتطوير مهاراتهم بما يتناسب مع السوق quot;.