طوكيو: يتعين على رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه بعد فوزه الانتخابي الجديد خوض معركة الاقناع باصلاحاته التي تتضمن زيادة الرسوم على الاستهلاك وابرام اتفاقات للتبادل الحر واعادة هيكلة القطاع الزراعي ولا تلقى شعبية لدى الرأي العام وحتى داخل حزبه.
لكن كل شىء يبدو في مصلحة quot;ابيه الخارقquot; غداة فوزه الجديد. فبعد سبعة اشهر من انتصاره في الانتخابات التشريعية التي جرت في كانون الاول/ديسمبر وسمحت له بالعودة الى رئاسة الوزراء، حقق رئيس الحزب الليبرالي الديموقراطي (يمين) الفوز في انتخابات مجلس الشيوخ الاحد الماضي.
ومع ثلاثة اعوام من دون انتخابات وطنية و60 بالمئة من الآراء المؤيدة له، يبدو الافق مفتوحا امام مبتكر السياسة الاقتصادية التي تحمل اسمه quot;ابينوميكسquot; وتثير الاهتمام في اوروبا التي لا تزال تتبع علاجا تقشفيا قاسيا.
ومع ذلك، قال مارسيل تيليان من مركز كابيتال ايكونوميكس للابحاث quot;الان وقد انتهت الانتخابات، سيتعين على الحكومة التوجه نحو الاجزاء الاكثر صعوبة في ابينوميكسquot;.
وقد حقق شينزو ابي نجاحا في سياسته هذه. فانعاش الميزانية يشجع النشاط، وتليين السياسة النقدية خفض سعر صرف الين الذي كان يعد قويا جدا.
لكن رئيس الوزراء يريد ايضا تنشيط قدرات ثالث اقتصاد في العالم على النمو عبر اصلاحات هيكلية وخطوات لتخفيف القيود يمكن ان تثير تحفظات.
وقال تيليان ان quot;الذين يوجهون انتقادات لهذه الاصلاحات داخل الحزب الليبرالي مثل مجموعة الضغط الزراعية القوية او معارضي التبادل الحر، اصبحوا اكثر حرية في التعبير عن آرائهم الآنquot;.
واستعاد الحزب الليبرالي الديموقراطي السلطة في بلد حكمه من دون توقف تقريبا منذ نهاية الخمسينات حتى العام 2009. وجاءت المعارضة للاصلاحات في بعض الاحيان من داخل الحزب نفسه، وهو مثل الحزب الواحد تقريبا بفعل الامر الواقع.
وحذر ميتول كوتيشا المحلل في بنك كريدي اغريكول من ان quot;ابيه يجب ان يفوز في المعركة على ممثلي مجموعات المصالح داخل الحزب الليبرالي الديموقراطي، لكن هذا الامر ليس مؤكداquot;.
واكبر المستفيدين من السياسة الاقتصادية لابيه هي quot;الاسواق التي قد ينفد صبرها اذا لم يحصل اي اعلان عملي سريعاquot;، كما اضاف.
وتكثر التكهنات بشان رغبة ابيه في تليين قواعد التسريح من العمل.
وسيترتب على الحكومة التي تتوقع رسميا تعديل بعض قواعد سوق العمل لكن ليس هذه النقطة بالذات، ان تبدي رايها في المقابل بسرعة حول فرصة زيادة الرسم على الاستهلاك من 5 بالمئة الى 8 بالمئة في نيسان/ابريل 2014.
واعلن فريق ابيه انه لن يعطي موافقته في الخريف ما لم يحافظ النمو على حيويته.
ويلتزم رئيس الحكومة الحذر لان الزيادتين السابقتين اللتين لم يقبل بهما الرأي العام في 1989 و1997، اثارتا موجات غضب داخل الحزب الليبرالي الديموقراطي واستقالات رؤساء الوزراء انذاك.
ويبدي مسؤولون في الحزب معارضتهم منذ الان لاي زيادة جديدة فوخا من ان تؤدي الى خنق الانتعاش في مهده.
ويعرب عشرات البرلمانيين الليبراليين الديموقراطيين عن تحفظاتهم ضد ابرام اتفاق للتبادل الحر مع مجموعة دول عبر المحيط الاطلسي التي تضم اضافة الى اليابان كلا من الولايات المتحدة وعشر دول اخرى مطلة على المحيط.
وفي حال تم ذلك، فان اتفاق التبادل الحر هذا قد يؤدي الى تدهور قيمة الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية المستوردة في اليابان والتي يحمي مستواها المرتفع اليوم المزارعين. ويعتبر ابيه ان اعادة هيكلة القطاع الاكثر تفتتا والاقل استخداما للالة من نظيريه الاميركي او الفرنسي، امر لا مفر منه.
لكن بحسب تيتسورو كاتو استاذ العلوم السياسية في جامعة واسيدا، فان الشرعية المعززة لشينزو ابيه ستجعله في منأى عن احتجاج داخلي قوي اقله في المرحلة الاولى.
وقد تواجه شعبيته في المقابل تأثير تراجع للقوة الشرائية لدى الطبقات المتوسطة quot;اذا انطلق التضخم مجددا ولم تتحسن الرواتب والعملquot;.
ويشير كاتو ايضا الى خطورة ان يعود رئيس الوزراء الى ثوابته القومية وينسى ان الناخبين لم يدعموا سوى برنامجه الاقتصادي.
واذا بدا ابيه اكثر تشددا في خطه اليميني على المستوى الدبلوماسي او شدد على تعديل الدستور السلمي، فان quot;حليفه الوسطي في حزب كوميتو الجديد والراي العام قد ينقلبان عليهquot;، بحسب الاستاذ الجامعي.