الدار البيضاء: كشف أمين أبرك، مدير عام شركة سوناسيد المغربية لصناعة الصلب والحديد، أن مبيعات الشركة نزلت بنسبة 26 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي بسبب انخفاض أسعار حديد البناء جراء انكماش الطلب الداخلي وإغراق السوق بالمنتجات المستوردة بأثمان زهيدة من أوروبا.

وأوضح أبرك، خلال لقاء مع الصحافة ، عقده اليوم بالدار البيضاء، أن مبيعات الشركة خلال النصف الأول من العام الحالي نزلت إلى 1.56 مليار درهم (156 مليون دولار) مقابل 2.12 مليار درهم (212 مليون دولار) خلال نفس الفترة من العام الماضي. ونتيجة لذلك تكبدت الشركة خسارة بقيمة 44 مليون درهم (4.4 مليون دولار) مقابل ربح صافي بقيمة 41.8 مليون درهم (4.2 مليون دولار) خلال نفس الفترة من العام الماضي، مشيرا إلى أن أسعار بيع المنتجات الحديدية المنتهية الصنع انخفض خلال هذه الفترة بنحو 21 في المائة.

وأشار أبرك إلى أن السلطات المغربية اتخدت في هذا السياق مجموعة من الإجراءات لحماية السوق من الإغراق، منها تحديد حصص استيراد بالنسبة للممونين، وفرض رسم إضافي بقيمة 50 يورو عن كل طن إضافي فوق سقف الحصص المسموح بها.

مبيعات شركة سوناسيد نزلت بنسبة 26 في المائة خلال النصف الأول من العام الحالي

 

انكماش الطلب

وعزا أبرك الأزمة التي يعاني منها القطاع إلى تداعيات الصعوبات التي يجتازها القطاع العقاري بالمغرب وانعكاساتها على قطاع الأشغال والبناء، الشيء الذي أدى إلى انكماش الطلب. إضافة إلى ذلك تعرض القطاع لتداعيات الأزمة العالمية لقطاع صناعة الصلب، وعلى الخصوص انخفاض الطلب الصيني الذي تسبب في ارتفاع مخزون المنتجات وإغراق الأسواق العالمية. وأضاف "طورت الصين مصانع ضخمة ومندمجة بقدرات إنتاج عالية جدا بدعم من الحكومة وفي ظروف تسود فيها قواعد مختلفة عن القواعد العادية للسوق. ومع انخفاض الطلب الصيني أفرغت هذه المصانع فوائض انتاجها في سوق عالمية منكمشة، وبأسعار إغراق فادحة. الشيء الذي أدى إلى إغلاق العديد من المصانع عبر العالم، خاصة في أوروبا".

وأشار أبرك إلى أن السوق المغربية للحديد والصلب تعاني من وجود فائض كبير في الطاقة الإنتاجية، التي تناهز 3 مليون طن، في حين لا يتجاوز حجم الطلب 1.2 مليون طن.

وأوضح أبرك أن سوناسيد انتهجت سياسة صارمة لتخفيض تكاليف الإنتاج، خاصة في مجال التموين بالمواد الخام والطاقة، والتي مكنت من تحقيق اقتصاد يناهز 2.2 مليار درهم (220 مليون دولار) في مصانعها الثلاثة في الناظور (شمال شرق البلاد) والجرف الأصفر (جنوب الدار البيضاء).

في هذا السياق تتجه الشركة إلى إدخال الطاقات النظيفة عبر الشروع في استغلال طاقة في مصانعها. كما أطلقت الشركة فرعا متخصصا في التوزيع، وكانت في السابق تعتمد على شبكة من الموزعين المستقلين، الشيء الذي رفع هامش ربح الشركة وساهم بحصة 25 في المائة في إيراداتها. وتتوقع الشركة تحسن أدائها خلال السنة المقبلة مع تعافي قطاع الأشغال والبناء الذي يجتاز مرحلة إعادة الهيكلة وعودة النمو السريع للاقتصاد المغربي.

الشركة الوطنية لصناعة الصلب والحديد (سوناسيد) شركة مدرجة في بورصة الدار البيضاء، تمتلك "الشركة الجديدة لصناعة الصلب" 65 في المائة من رأسمالها، وهذه الأخيرة عبارة عن شركة قابضة رأسمالها موزع مناصفة بين مجموعة "أرسيلور ميتال" الأوروبية والشركة المالية المغربية "الشركة الوطنية للاستثمار"، مجموعة "أونا" سابقا.