ارتفع سعر برميل نفط برنت إلى 53.45 دولارًا الاثنين، وهو أعلى سعر له منذ سنة، على خلفية إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو مستعدة للانضمام إلى الإجراءات الهادفة إلى خفض إنتاج النفط عالميًا.

إيلاف من إسطنبول: عند الساعة 14:53 ت غ بلغ سعر برميل نفط برنت 53.45 دولارًا بارتفاع قدره 1.53 سنتًا. وهذا اعلى مستوى له منذ اكتوبر 2015 حين كان يبلغ سعره 54,05 للبرميل.

وكان الرئيس الروسي ابدى في كلمة امام مؤتمر الطاقة العالمي الاثنين في اسطنبول استعداد بلاده، الدولة غير العضو في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، المشاركة في الاجراءات الهادفة الى خفض انتاج النفط. واكد بوتين ان هذه هي الوسيلة الوحيدة لإحداث التوازن في السوق بعد فترة طويلة من انخفاض الاسعار.

وقال بوتين "في الظروف الحالية، نعتقد ان تجميد او خفض انتاج النفط هو الوسيلة الوحيدة للحفاظ على استقرار قطاع الطاقة وتسريع اعادة التوازن الى السوق". واكد ان روسيا "مستعدة للانضمام الى اجراءات خفض الانتاج، وتدعو الدول الاخرى المنتجة للنفط إلى أن تفعل الشيء نفسه". 

توصلت اوبك في نهاية سبتمبر إلى اتفاق على وقف الانتاج، وبالتالي الحد من الفائض الذي ادى الى تدهور الاسعار. وقال محلل في فوريكس ان "تعليقات بوتين فاجأت الاسواق بعض الشيء"، مضيفا ان "كبرى الدول المنتجة مثل روسيا تعلم كيف تكون عليه معاقبة السوق، وبالتالي يمكن ان تخفض الانتاج في هذه الفترة، لان عدم القيام بذلك سيكون كارثيا".

هذا وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين لقاءه مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان في اسطنبول حيث سيجريان محادثات تتركز على التعاون في مجال الطاقة رغم الخلافات العميقة حول سوريا.

وبعد ازمة استمرت لاشهر بين البلدين اثر اسقاط الطيران التركي مقاتلة روسية في نوفمبر الماضي على الحدود السورية، يبدي الرئيسان تصميما على طي هذه الصفحة. ويعقد اللقاء في قصر في اسطنبول على هامش مؤتمر الطاقة العالمي المنعقد في هذه المدينة التركية بمشاركة بوتين الذي قام بهذه المناسبة باول زيارة له الى تركيا منذ انتهاء الازمة الخطيرة في العلاقات بين البلدين.

واللقاء بين الرئيسين سيكون الثالث منذ ان قررت موسكو وانقرة في نهاية يونيو تطبيع علاقاتهما، لكنه الاجتماع الاول في تركيا.
ويعتزم الرئيسان تأكيد التزامهما بالتعاون في مشروع انبوب الغاز الروسي-التركي "توركستريم" الذي سينقل الغاز الروسي الى اوروبا عبر البحر الاسود وكذلك بناء موسكو لاول محطة نووية تركية.

عملية تضميد الجراح
قال اندرو نيف المحلل لدى "آي اتش اس اينرجي" لوكالة فرانس برس ان "عملية تضميد الجراح بدأت، وطوى كل جانب صفحة الاشهر الـ10 الماضية الصعبة للتركيز على بعض المجالات كالطاقة، حيث للبلدين مصلحة متبادلة للتعاون".

واضاف ان اردوغان يعرض على ان يكون تعاونه مع روسيا مؤشرا الى حلفاء انقرة الغربيين بان تركيا لا تزال قادرة على التحكم بمصيرها بنفسها بعدما شعرت بخذلان الولايات المتحدة واوروبا لها عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة.

ومن المقرر ان يضخ خط "توركستريم" 31.5 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الروسي الى اوروبا، ما يساعد موسكو على الحد من عمليات نقل الغاز عبر اوكرانيا.

وكشف عن هذا المشروع الاستراتيجي نهاية 2014 في الوقت الذي تم التخلي، في خضم الازمة الاوكرانية، عن مشروع ساوثستريم في البحر الاسود الذي يعرقله الاتحاد الاوروبي.

وقال الرئيس التركي في كلمته امام المؤتمر ان "الدراسات اظهرت ان المسار التركي هو الاكثر ربحا والاكثر توفيرا لنقل" الغاز داعيا شريكه الروسي الى "مواصلة هذا المشروع الرئيس". ورغم الطموحات المعلنة يشكك المحللون في ربحية المشروع وعملية انجازه لان اعمال التشييد لم تبدأ بعد.

وقال نيف ان "توركستريم اقرب الى الحلم من خط انابيب فعلي، ورغم استئناف العلاقات السياسية والتجارية لا نزال عند نقطة الانطلاق" مؤكدا ان الهدف الاولي بتأمين اولى الامدادات في 2017 "طموح مبالغ فيه" في هذه المرحلة.

في هذا الاطار، وخلال اللقاء الاخير بينهما على هامش مجموعة العشرين في الصين في مطلع سبتمبر، وعد الرئيس التركي نظيره الروسي بان مشروع توركستريم سينجز "في اسرع وقت ممكن".

التقدم الوحيد الممكن بين البلدين هو استئناف الروس العمل في ورشة اول محطة نووية تركية في اكويو (جنوب البلاد). وهذه المحطة تقدر كلفتها بـ18 مليار يورو (20 مليار دولار) واراد اردوغان تشييدها لجعل تركيا التي لا تملك النفط، اكثر استقلالية من ناحية الطاقة.

واوضح اردوغان ان "الهدف هو ان ياتي 10% من انتاج الكهرباء من المحطة النووية". وبدأ المؤتمر العالمي للطاقة اعماله صباحا بخطاب لوزير الطاقة السعودي خالد الفالح، الذي اعتبر ان الميل الحالي نحو ارتفاع الاسعار يمكن المحافظة عليه. كما ينتظر وصول وزير الطاقة الاسرائيلي الخميس للمشاركة في المؤتمر، ليكون اول عضو من الحكومة الاسرائيلية يزور تركيا منذ انتهاء ازمة دبلوماسية بين البلدين استمرت ست سنوات.