على طريقة الشاب التونسي "البوعزيزي"، أشعل مواطن مصري النار في نفسه بالشارع، بمدينة الاسكندرية، احتجاجًا على غلاء المعيشة، وعجزه عن توفير احتياجات أسرته. ويأتي هذا الحادث بعد أقل من اسبوع من تصريحات أطلقها مواطن آخر يعمل سائق توك توك، أعلن فيها سخطه على الأحوال المعيشية، وأصابت النظام بصدمة، وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الرسمي، ارتفاع نسبة الفقراء إلى 27.8% خلال عام 2015 مقابل 25.2% عام 2011.


إيلاف من القاهرة: كشف وكيل وزارة الصحة بالاسكندرية، مجدي حجازي، أن المواطن المصري الذي أشعل النيران في نفسه أمام احد النوادي الاجتماعية التابعة للجيش يدعى أشرف شاهين، ويبلغ من العمر 30 عاماً، مشيراً إلى أنه من أبناء محافظة البحيرة، ويقيم في مدينة كفر الدوار ويعمل سائق تاكسي في الاسكندرية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن المواطن يعاني من حروق بنسبة 75%، وفي حالة خطيرة، مشيرًا إلى أن الحروق تغطي منطقة الرأس والصدر والبطن والظهر والساقين.

وقال إن الشاب الآخر الذي حاول انقاذه واطفاء النيران، أصيب بحروق بنسبة 15%، ويقدم له العلاج في المستشفى الميري بالاسكندرية.

وكان الرجل أشعل النيران فى نفسه أمام المارة بالقرب من كورنيش البحر في منطقة مصطفى كامل شرق الإسكندرية، وهو يصرخ "مش لاقي آكل.. هاتوا لي السيسي"، وسكب عبوة بنزين على رأسه وملابسه، واشتعلت النيران في مختلف أنحاء جسده، بينما حاول زميل له وبعض المارة انقاذه.

ويعاني المصريون من ارتفاع في أسعار السلع الغذائية الضرورية، فضلاً عن شح في بعض منها، ولاسيما السكر الذي بلغ سعره 13 جنيهًا للكيلو، والأرز، والزيت، بالإضافة إلى ارتفاع في فواتير المياه والكهرباء والغاز المنزلي.

وجاء الحادث متزامنًا مع اليوم العالمي لمكافحة الفقر، وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، الرسمي ارتفاع نسبة الفقراء إلى 27.8% خلال عام 2015 مقابل 25.2% عام 2011.

وأوضح الجهاز في تقرير له اليوم، الأحد، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر، زيادة نسبة الفقر المدقع في مصر لتصل إلى 5.3% من السكان خلال عام 2015، مرجعًا ذلك الى ارتفاع أسعار السلع الغذائية.
وأشار إلى أن 322 جنيهاً نحو (35 دولارًا أميركيًا) هو متوسط قيمة خط الفقر المدقع للفرد في الشهر عام 2015، في حين أن 482 جنيهاً نحو (53 دولاراً أميركياً) هو قيمة خط الفقر الكلي للفرد في الشهر.

ولفت إلى أن 56.7% من سكان ريف الوجه القبلي لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من (الغذائية وغير الغذائية)، مقابل 19.7% بريف الوجه البحري، وتقل تلك النسبة إلى أقل من الثلث في حضر الوجه القبلي 27.4%، في حين أن 15.1% من سكان المحافظات الحضرية فقراء.

وأضاف أن حضر وريف الوجه القبلى وكذلك ريف الوجه البحري شهد ارتفاعاً في مستويات الفقر بين عامي 2012- 2013 و2015، بينما شهدت المحافظات الحضرية وحضر الوجه البحري انخفاضأ في مستويات الفقر خلال نفس الفترة.

وذكر أن أقل من 20% من الأفراد استهلاكًا يحصلون على 9% من إجمالي الاستهلاك في الحضر و11% من إجمالي الاستهلاك في الريف، بينما يحصل أغنى 20% من سكان الحضر على 41.3% من إجمالي الاستهلاك في الحضر و35.5% من إجمالي الاستهلاك في الريف، مشيراً إلى أنه على الرغم من أن متوسط نصيب الفرد من الإنفاق السنوي في الريف أقل منه في الحضر، إلا أن مستويات الإنفاق في الريف أكثر تجانساً من الحضر إنفاقاً.

وكشف الجهاز أن 10.5% نسبة ما تحصل عليه الأسرة من دعم للسلع الغذائية إلى إجمالي استهلاك الأسرة من الغذاء، في شريحة الإنفاق (الدنيا) (أقل من 10% إنفاقاً)، وتتناقص تدريجياً إلى 4.2% في شريحة الإنفاق (العليا) (90- 100% إنفاقاً).

وأظهرت بيانات جهاز الاحصاء، أن 6% فقط من الأفراد الذين يعيشون في أسر بها أقل من 4 أفراد عام 2015 من الفقراء مقابل 5% في عام 2010- 2011، بينما تزيد تلك النسبة إلى 44% للأفراد الذين يقيمون في أسر بها 6 -7 أفراد في عام 2015، وبين أن 75% من الأفراد الذين يعيشون في أسر بها 10 أفراد فأكثر هم من الفقراء عام 2015 مقابل 6% عام 2010- 2011.

وأفاد بأن نسبة الفقراء بين الأميين تبلغ 40% مقابل 7% لمن حصل على شهادة جامعية في العام 2015.

وجاء حادث احراق السائق لنفسه، بعد أيام قلائل من إثارة تصريحات ساق توك توك في القاهرة أثارت الكثير من التعاطف في مصر، وتسببت في إيقاف الإعلامي عمرو الليثي، وتجميد برنامجه "واحد من الناس"، في فضائية قناة الحياة، وتم حذف مقطع الفيديو الذي حقق نحو سبعة ملايين مشاهدة عبر موقع "يوتيوب"، من موقع القناة.

وقال السائق الذي تعرض للاختفاء فجأة: "دولة لها برلمان ولها مؤسسات عسكرية وأمنية داخلية وخارجية و20 وزارة حالها يبقى بالوضع والشكل ده ازاي".

وأضاف السائق وهو غاضب: "بالله عليك قبل ما تحصل انتخابات رئيس الجمهورية كان عندنا سكر يكفينا وكان عندنا أرز وكنا بنصدره، ايه اللي حصل عايزين نفهم، نتفرج على التلفزيون نلاقي مصر فينيا وننزل الشارع نلاقيها بنت عم الصومال".

وانتقد السائق اهدار الأموال العامة في الاحتفالات، ومنها الاحتفال بمرور 150 عاماً على الحياة النيابة في مصر، وانفاق 25 مليون جنيه على الاحتفال، كما انتقد المشروعات القومية التي يتفاخر بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال :"نرمي الفلوس في مشاريع قومية بدون لازمة واحنا التعليم متدني، ازاي يبقى عندي بني آدم مش متعلم وجعان وصحته تعبانة واعمله مشروعات حيدخلني بيها في الحيطة".

وأوضح أن مصر تحتاج إلى ثلاثة حلول للنهوض بها، وقال: "3 حاجات عشان البلد تنهض، تعليم وصحة وزراعة، لو المواطن لقى الـ3 حاجات دول أقسم بالله ما يقدر عليه غير ربنا"، متابعًا: "حرام مصر يتعمل فيها كده".

ولفت إلى أن مصر كانت دولة غنية وتقدم المنح إلى الدول الأخرى الغربية والعربية، وكانت دائنة لبريطانيا.

واختتم تصريحات بالقول: "شوية تجار ضحكوا على الناس بحجة الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية وعهودهم بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والعدالة".