«إيلاف» من لندن: شهدت الاسواق بعض الاضطرابات والتراجع بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية الرئاسية خلال الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر الحالي.كما انخفضت الأسعار بسبب ارتفاع المخزونات الأميركية بمعدل 2.4 مليون برميل في الاسبوع الأول من نوفمبر الحالي.

ولكن التوقعات المتفائلة بأن أوبك قد تنجح في تقييد الإنتاج اثناء اجتماعها في فيينا اواخر هذا الشهر أدّت الى انتعاش متواضع في الأسعار وبنسبة 5 بالمائة حيث ارتفع سعر مزيج المقياس العالمي برنت الى 46.86 دولار للبرميل وسجل خام غرب تكساس الوسيط ألأكيركي 45.69 دولار.
تشيرغالبية التوقعات الى احتمال التوصل الى اتفاق بين اعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول أوبك في نهاية هذا الشهر لتقييد إنتاج النفط ،مع استعداد معظم الأعضاء لإبداء مرونة أكبر مع إيران بشأن حجم الإنتاج وهذا سيكون اول اتفاق منذ عام 2008. ولا تزال ايران تقف كحجر عثرة اما اي اتفاق محتمل.

وتقول السعودية، التي تعتبر المنافس الأكبر نفطيا لايران وأكبر منتجي المنظمة، ان إنتاج إيران وصل أقصى المستويات وحذرت من تقديم تنازلات كبيرة لها. 
واجتمع عدد من وزراء أوبك، ومن بينهم وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في الدوحة مؤخرا على هامش منتدى للغاز. واللافت للانتباه انه رغم تواجد بعض المسؤولين الايرانيين في الاجتماع الا أن وزير النفط الإيراني بيجين زنغنه لم يحضر. وأوضحت مصادر خليجية في المنظمة انهم يأملون ان تبدي ايران بعض الليونة وتوافق على تجميد انتاجها بحدود 3.9 مليون برميل يوميا.

 ولا يزال في الأفق بارقة أمل ان توافق ايران على صيغة ما لتحقيق الهدف الأساسي وهو تخفيض انتاج اوبك لدعم الأسعار. من جهتها وعدت روسيا بأنها ستتعاون في الجهود الرامية لتقييد الانتاج دون تقديم اي تعهدات رسمية بشأن ذلك. 

كما ان العراق رفضت الالتزام بأي تخفيض في انتاجها. ولأسباب متعددة منها الذريعة بمحاربة داعش والحاجة لكل سنت من الايرادات واسباب تتعلق بتعاقدها مع الشركات التي تريد انتاج اقصى كميات ممكنة. وهناك سبب سياسي غير معلن وهو التضامن مع الموقف الايراني. وكانت العراق قد طلبت الاعفاء من تخفيض او تجميد انتاجها النفطي بعد اتفاق الجزائر المبدئي على الحد من الانتاج النفطي إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميا، وطلبت العراق إلاعفاء من قيود الإنتاج بحجة الأوضاع الأمنية والحروب.

وقدر العراق إنتاجه من النفط عند 4.77 مليون برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول ويقول إنه لن يخفض الإنتاج مجددا إلى أقل من 4.7 مليون برميل يوميا. 

تقرير اوبك السنوي

وفي سياق منفصل اشار تقرير اوبك السنوي أن المنظمة تتوقع ارتفاع الطلب على النفط ليصل الى 99.2 مليون برميل يوميا بحلول عام 2021 .

ويقول التقرير السنوي ان اوبك ستستفيد على المدى الطويل مع تقلص انتاج الزيت الصخري في العقدين القادمين. 

وتبقى الأسعار 60 بالمائة أقل من مستويات اواسط 2014 وستحاول اوبك في اجتماعها المقبل أواخر الشهر الحالي ان تتفق على تخفيضات لانعاش الأسعار. حيث تتوقع أن ترتفع الأسعار بخمسة دولار على المدى المتوسط ولتصل الى 60 دولار للبرميل بحلول 2020. وتقول أوبك ان الأسعار ستتأرجح حول 40 دولار للبرميل لسلة الخامات التي ينتجها اعضاء المنظمة. واسعار سلة اوبك عادة تكون اقل من اسعار المقياس العالمي برنت. ويلوم التقرير تأثيرات الأزمة المالية والضرائب العالية التي تفرضها الدول الغربية على المنتجات النفطية.

ومن الطبيعي ان الأسعار المتدنية للنفط ستقود الى انخفاض الانتاج النفطي في الدول المنافسة لأوبك مما سيساعد اوبك على اقتناص حصة أكبر في السوق علما ان حصة اوبك في السوق الآن تبلغ 34% وسترتفع الى 37% بحلول 2040.

تحذيرات من الفشل

ومن جهة أخرى حذرغولدمان ساكس البنك الاستثماري والاستشاري الشهر الماضي ان الأسعار قد تتهاوى الى 40 دولار او أقل اذا فشلت أوبك في فرض نظام حصص صارمة لتقليص التخمة وتخفيض الامدادات النفطية. واستند التحذير على فرضية فشل اعضاء اوبك في تطبيق الحصص الانتاجية على ارض الواقع وظهور التصدعات والتوترات في صفوف اوبك مما سيزيد فرص الاختلافات وعدم التوصل الى اتفاق بين اعضاء اوبك في الاجتماع المقررعقده في 30 نوفمبر تشرين الثاني الحالي وذلك بسبب وجود عراقيل وعقبات كبيرة. والاسواق لا تزال غير مقتنعة أن اوبك لديها القدرة على التوصل الى اتفاق لتخفيض الانتاج بشكل ملحوظ

لكن مع انضمام العراق إلى إيران وليبيا ونيجريا في طلب الإعفاء من خفض الإنتاج، يتشكك المحللون في قدرة أعضاء المنظمة على التوصل إلى توافق في الآراء.

ومن دواعي القلق ان احصاءات من نيجيريا وليبيا والعراق تشير الى زيادات ملحوظة في الانتاج وفي ليبيا تأثر الإنتاج سلبا بإغلاقات الموانئ والإضرابات والاحتجاجات منذ اسقاط النظام الأسبق عام 2011. لكن الإنتاج زاد في الأسابيع الأخيرة، بعد إعادة فتح بعض المرافئ الرئيسية.

العنصر المجهول دونالد ترامب

العنصر المجهول الآن هو السياسات المرتقبة للطاقة وما تعنيه للأسواق والتي ستطبقها الادارة ألأميركية الجديدة تحت رئاسة دونالد ترامب. يتكهن البعض انه سيرفع من القيود والأنظمة المفروضة لحماية البيئة ويسمح بالمزيد من اعمال الحفر ويحذر البعض الآخر ان هذه السياسات ستؤدي في النهاية الى زيادة المعروض وتخفيض الأسعار. في حملته الانتخابية وعد ترامب بانعاش الاقتصاد وخلق المزيد من الوظائف. الخوف يتركز حول زيادة الامدادات النفطية في السوق وتخفيض الاسعار.