النساء في السلفادور

كلوديا أغيون (يسار) وشقيقتها يديران المطعم الخاص بهما

تتعلم كلوديا أغيون وعشرات غيرها طهو الباذنجان والفطائر المحلاة بالسكر في فصل لتعليم الطهي في سانتا آنا، ثاني أكبر مدينة في السلفادور.

وعندما تتقن كلوديا، 26 عاما، هذه الوصفة فإنها ستضيفها إلى قائمة الطعام التي تقدمها شركة "أذواق كواتيبيكي" التي تشترك في ملكيتها مع شقيقتها ليانا.

وتواجه الشركة ظروفا صعبة، إذ تعاني البلاد من عنف العصابات ما يجعلها أخطر دولة خارج منطقة حرب بعد أن شهدت 6,657 جريمة قتل عام 2015. ومع ذلك، تقول كلوديا إن هذا المشروع يمكنها وشقيقتها من كسب دخل ثابت.

وتضيف:"هذا المشروع ملك لنا، لا أحد يدفع لنا أموالا، ولا يستغلنا أحد".

ونظمت دروس الطهو التي حضرتها كلوديا مبادرة "مدينة المرأة" التي أطلقتها الحكومة عام 2011 لمساعدة النساء اللواتي وقعن ضحايا للعنف المنزلي.

وتعد السلفادور من التي تشهد أعلى معدلات عنف منزلي في العالم.

وخلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، كانت الشرطة تتلقى نحو خمس بلاغات يوميا عن العنف المنزلي، ويقال إن ذلك لم يكن سوى غيض من فيض.

وتتضمن أحد الركائز الأساسية لبرنامج "مدينة المرأة" تقديم المشورة والقروض لمساعدة النساء على جني المال وتحقيق استقلاليتهن.

النساء في السلفادور

ضباط الشرطة في السلفادور في معركة مستمرة مع عصابات المخدرات

ترعى ليانا ابنتيها، في الرابعة والتاسعة من العمر، وتحصل على بعض المال من والدهما الذي يزورهن كل بضعة أشهر، لكنها تقول إنها لا تريد أن تحصل على أموال من الرجل الذي ضربها.

وتضيف: "كانت الأموال التي أحصل عليها منه تعد قيدا من أكبر القيود التي أشعر بها كأم."

وحاليا، تكسب ليانا وشقيقتها معا نحو 250 دولارا من "أذواق كواتيبيكي" خلال الأشهر التي لا تشهد إقبالا كبيرا، وهو تقريبا ما يصل للحد الأدنى للأجور هناك. ويمكنهما أن يحصلا على نحو 600 دولار في شهر يكون الإقبال فيه جيدا.

"سوف أثبت له قدراتي"

تتحلى نينا فلوريس بالثقة الشديدة وهي تعلم العاملات لديها تقنيات صبغ الأقمشة لإنتاج تصميمات بألون مختلفة.

النساء في السلفادور

تقول نينا فلوريس إن تذكر زواجها السيء كان دافعا للنجاح

وأسست نينا، 37 عاما، شركة "القمر الأزرق" لتصميم الملابس والحقائب والحلي باستخدام الصبغة النيلية المنتجة محليا.

وتدين نينا لمبادرة "مدينة المرأة" بالفضل لأنها مكنتها من التغلب على مشاعر الشك بنفسها وعلى العوائق الاجتماعية التي كانت تقف أمام إنشاء السيدات لشركات في البلد.

وتقول: "هناك المزيد من العقبات أمام صاحبات الأعمال في السلفادور لأنه يتوقع منهن البقاء في المنزل والعمل على رعاية أطفالهن. وتواجه النساء أيضا صعوبات أكثر لأن كثيرين يعتقدون أنهن لن ينجزن أي شيء. ويقولون، كيف لامرأة أن تقوم بذلك؟"

وكانت تلك هي الرسالة التي تقول نينا إنها أدركتها بعد سماعها لها لسنوات عديدة من زوجها السابق.

انفصلت نينا عن زوجها، وتقول إنه دفعها للعمل بكل جد واجتهاد بسبب اهانته لها. وتضيف: "قلت لنفسي، أريد أن أثبت له أنه بإمكاني القيام بذلك فعلا، وقد حققت ما أريد".

وبعد اقتطاع تكاليف الانتاج، تكسب نينا ألف دولار شهريا، وهو ما يعادل دخل فرد ينتمي للطبقة المتوسطة، مما يمكنها من العيش بصورة مريحة حسب قولها.

وتعتمد نينا على السيدات فقط في عملها، وتمنحهن بعض الوقت كي يكن مع أطفالهن، وتسمح لهن بالعمل من المنزل طالما يلبين أهداف الإنتاج.

"أصبحت أكثر ثقة بنفسي"

أما مابل دريخو، 66 عاما، فلطالما كسبت مالها من عرق جبينها، من خلال العمل كمهندسة معمارية في البداية، ثم كمديرة مجمع سكني بعد وفاة زوجها.

وعندما تزوجت مرة أخرى، شجعها زوجها الثاني على البقاء في المنزل ووافقت على مضض.

النساء في السلفادور

تعمل مابل دريخو على تحفيز النساء في السلفادور على إنشاء شركات خاصة بهن

وبعد انفصالها عن زوجها الثاني، كان يتعين على مابل أن تجد بسرعة وسيلة للبدء في جني المال مرة أخرى.

وكانت الأخصائية الاجتماعية التي عالجت مابل من حالة العنف المنزلي التي عانت منها هي التي أعطتها فكرة تحويل هواية الخياطة إلى عمل تجاري.

وبمساعدة من مبادرة "مدينة المرأة"، أسست مابل شركة "ماب لتصميم الأزياء"، وتجني الآن 500 دولار شهريا من بيع فساتين باثني عشر دولارا للفستان.

وتقول مابل: "أصبحت أكثر ثقة في نفسي لأنني لم أفكر أبدا بأن تصاميمي كانت جيدة بما فيه الكفاية لبيعها. والآن، أحب أن يكون لدي عملي التجاري الخاص. وكل مرة أضع فيها فستانا جديدا على تمثال عرض الملابس، يقول لي الناس إنه جميل جدا وقد بعت الكثير من تصميمي".

وتقول لورينا ساكا، رئيسة لجنة سيدات الأعمال في غرفة التجارة والصناعة السلفادورية، إن الساسة في البلاد، ومعظمهم من الذكور، يتعين عليهم تقديم المزيد من المساعدة.

وتضيف: "تفتقر النساء إلى الثقة في قادتهن وأغلبهم من الرجال. وفي أوساط النساء، بدأنا دعم بعضنا، ولكننا نحتاج أيضا للدعم من القادة الذكور".

وفي غضون ذلك، ليس لدى مابل أي خطط للتقاعد، فهى ترى أن شركة "ماب لتصميم الأزياء" أكثر من مجرد مصدر لكسب لقمة العيش.

وتضيف: "عاملنا الرجال بطريقة سيئة لأننا اعتمدنا عليهم اقتصاديا. والآن، بإمكانهم أن يروا أننا أكثر استقلالا وأنه بإمكاننا النجاح".

يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital.