يعتزم الملياردير الأميركي بون بيكينز، الذي يحتفل بعيد ميلاده الثامن والثمانين في أيار (مايو) المقبل التبرع بثروته الشخصية للأعمال الخيرية. ومن المتوقع أن يتحدث بطرافة عن الاستثمارات التي يضع عينه عليها، والاتجاهات التي تثير قلقه، والمشاريع التي يمكن أن ينفذها حين يبلغ سن 138 عامًا.

نيويورك: قال بيكينز قبل أن يحضر مأدبة عشاء في مانهاتن، حيث ألقى كلمة أمام حشد من الاقتصاديين المحافظين، إن قطاع الطاقة هو الوحيد الذي يستأثر باهتمامه، مشيرًا إلى أن هناك فرصًا استثمارية "طيبة" فيه.

لن تعود
تجدر الإشارة إلى أن بيكينز مستثمر نفطي ملياردير، ما زال كثير السفر، ويلقي محاضرات عن أسواق المال، ويبث أحاديث على الانترنت، وكانت له صولات وجولات في شراء شركات وبناء أخرى، ولكنه ما زال يرى أشياء جديدة.

قال بيكينز في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" إنه تابع منذ عام 1980 هبوط أسعار النفط عالميًا خمس مرات، وفي أربع مرات منها تدخلت السعودية بخفض إنتاجها النفطي، وإعادة التوازن إلى السوق ورفع الأسعار مجددًا. لكن في المرة الخامسة ـ الآن ـ واصل السعوديون الضخ بلا توقف، وظلت الأسعار هابطة، وكادت شركات النفط الأميركية تتوقف عن العمل. ولا يتوقع بيكينز أن تستأنف نشاطها السابق في وقت قريب، حتى إذا ارتفعت أسعار النفط بعض الشيء. 

الملياردير الأميركي بون بيكينز

ورأى أنه "سيكون من الصعب إعادة الولايات المتحدة إلى زيادة الإنتاج مجددًا"، بل كان أشد صراحة في مأدبة العشاء حين أعلن أن صناعة النفط الأميركية "صناعة ميتة". 

لا نحتاج أراضي عامة للتنقيب
أجاب بيكينز عن الأسئلة التي وجّهت إليه خلال مأدبة مزدحمة مع "لجنة إطلاق الازدهار"، وهي مجموعة أنشأها أربعة من المتحمسين لاقتصاديات جانب العرض، هم آرثر لافر وستيف فوبرس وستيفن مور ولاري لادلو. وكان بين الحاضرين مدراء صناديق استثمارية في وول ستريت ومعلقون اقتصاديون ومسؤولون اقتصاديون سابقون في الحكومة الأميركية.

وألحّوا جميعهم على بيكينز بالأسئلة عن المستوى الذي يجب أن ترتفع إليه أسعار النفط قبل أن تعود الآبار الأميركية الى الانتاج مجددا بكميات تجارية. وقال انها يجب ان تكون أعلى من 40 أو 50 دولارا للبرميل، بل اقرب الى 60 دولارا على الأرجح.

سأل الحاضرون عما إذا كان على المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية ان يقدموا وعودًا بفتح المزيد من الأراضي العامة لأعمال التنقيب. فأجاب قائلا "قطعا لا، فنحن لا نحتاج اراضي عامة".

بديل رخيص
كما وجهت الى بيكينز اسئلة عن وجاهة العلم، الذي يبيّن أن الانبعاثات الغازية ترفع حرارة الكوكب، وهو موقف كان يؤيده، لكنه انتقد انصار البيئة لمحاولتهم منع التكسير المائي للتنقيب عن الغاز الصخري. 

وكانت نظرة بيكينز نظرة متشائمة عمومًا الى آفاق قطاع النفط الاميركي. لكنه قال ايضًا في المقابلة ان البنزين الرخيص ينعش النشاط خارج صناعة النفط. واضاف "اعتقد ان لدينا اقتصادا جيدا. فالوضع مروع بالنسبة الى صناعة النفط، ولكنه رائع لبقية اميركا... بسعر 2 دولار لغالون البنزين".